منظور دولي: حزب الله يضعف والخليج يتجنب العمليات ضد الحوثيين

تجميع: مركز سوث24

منظور دولي: حزب الله يضعف والخليج يتجنب العمليات ضد الحوثيين

دولي

الجمعة, 20-09-2024 الساعة 04:50 صباحاً بتوقيت عدن

‏‎منظور دولي 

في هذا التقرير، يقدم مركز سوث24 للأخبار والدراسات تغطية لجانب من أبرز ما كتبته المجلات والصحف الدولية خلال الأيام الأخيرة بشأن القضايا العالمية الملحة والراهنة، وفي مقدمة ذلك أزمات الشرق الأوسط. تسبر هذه التحليلات والمنظورات أغوار مشهد متشابك ومعقد يبرز فيه التوتر بين القوى الإقليمية والدولية في قضايا عدة. من تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله الذي أصبح محورًا لصراعات تقنية وعمليات عسكرية معقدة، إلى استغلال إيران للحرب في اليمن كساحة اختبار لتطوير قدراتها العسكرية عبر الحوثيين.

تقول إحدى المجلات إن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان الشعور بضعف القوى الغربية وتأثيره على التوازن الإقليمي. وفي وسط هذه التوترات، تقود الصين سباقًا نوويًا متفوقًا على الولايات المتحدة، مما يعزز نفوذها المتزايد في عالم تزداد فيه التحديات متعددة الجوانب. وفي الخليج العربي، نجد أن دول المنطقة تسعى للموازنة بين المشاركة في التحالفات العسكرية الغربية ضد الحوثيين، وحماية مصالحها الخاصة من أي تصعيد قد يقوض استقرارها الإقليمي.

التفاصيل..


قال تحليل نشرته قناة CNN إن مصداقية حزب الله اللبناني تعرضت لتهديدات جدية بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي كشفت عن نقاط ضعفه غير المعلنة سابقًا. في الأشهر الأخيرة، بدت قدرة الحزب على الرد على إسرائيل محدودة بشكل غير متوقع، مما يضعه في موقف حرج بالنسبة لقاعدته الشعبية وحلفائه.

اعتبرت سي إن إن أن حزب الله، الذي كان يُعتبر قوة غير حكومية رائدة في الشرق الأوسط، يواجه أزمات متلاحقة. فبعد نجاحه في طرد إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وتثبيت مكانته خلال حرب 2006 التي استمرت 34 يومًا، باتت الأمور تتغير في 2024 مع سلسلة من الضربات التي استهدفت قيادته وشبكات اتصالاته.

وفقًا للتحليل، تشير التقارير إلى أن واحدة من أكبر الضربات جاءت في يوليو، عندما اغتالت طائرة إسرائيلية مسيّرة القائد فؤاد شكر في بيروت. وبعدها بأسابيع، انفجرت مئات من أجهزة النداء التي يستخدمها الحزب في التواصل الميداني، في عملية معقدة استهدفت قلب بنية الاتصالات الخاصة به.

بحسب سي إن إن، فإنَ هذه الهجمات المتتالية كشفت تراجعًا واضحًا في سيطرة حزب الله الأمنية. رغم تعهده بالانتقام، فإن قدرته على تنفيذ ردود فعّالة أصبحت موضع شك. في أغسطس، أطلق الحزب أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار على إسرائيل، لكن دون إصابات تُذكر، وفق الرواية الإسرائيلية.

ترى سي إن إن أن هذه التطورات تعكس انكشافًا غير مسبوق لحزب الله، إذ فقد قدرته على الحفاظ على سرية اتصالاته. مع خسارته لأكثر من 400 مقاتل منذ أكتوبر 2023، يبدو الحزب في موقف حرج، وسط تكتيكات إسرائيلية تصعيدية تستهدف قيادته وبنيته التحتية.


ذكرت مصادر أمريكية وإسرائيلية لصحيفة "نيويورك تايمز" أن إسرائيل نفذت عملية معقدة ضد حزب الله اللبناني عبر زرع متفجرات دقيقة داخل أجهزة نداء طلبها الحزب من شركة "غولد أبولو" التايوانية. العملية، التي وقعت يوم الثلاثاء، أدت إلى انفجار مئات من هذه الأجهزة في وقت متزامن في أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل 11 شخصًا وإصابة أكثر من 2700، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

تمت العملية باستخدام متفجرات صغيرة لا تتجاوز أونصة أو اثنتين، تم وضعها بجوار بطارية كل جهاز نداء. وبحسب المصادر، تم تفجير المتفجرات عن بعد عبر رسالة زائفة بدت وكأنها صادرة عن قيادة حزب الله. وبمجرد وصول الرسالة في الساعة 3:30 مساءً بتوقيت لبنان، انفجرت الأجهزة بشكل متزامن، ما تسبب في حالة من الفوضى والذعر.

تُعد هذه العملية تصعيدًا كبيرًا في المواجهة بين إسرائيل وحزب الله كما تقول الصحيفة، حيث استهدفت البنية التحتية الاتصالية للجماعة. حسن نصر الله، زعيم حزب الله، كان قد قلل مؤخرًا من استخدام الهواتف المحمولة خوفًا من المراقبة الإسرائيلية، واعتمد على أجهزة النداء كوسيلة أكثر أمانًا للتواصل. ومع ذلك، كشفت هذه العملية عن قدرة إسرائيل على اختراق حتى هذه الأجهزة التي كان يُعتقد أنها غير قابلة للاختراق.

قالت كيرين إلزاراي، الخبيرة الإسرائيلية في الأمن السيبراني، إن الهجوم "ضرب حزب الله في نقطة ضعفه"، حيث استهدف واحدة من أهم وسائل الاتصال التي يعتمد عليها الحزب. وأشارت إلى أن هذا النوع من العمليات يُظهر تقدمًا نوعيًا في قدرة إسرائيل على تنفيذ هجمات دقيقة ومعقدة ضد البنية التحتية لحزب الله.

وطبقًا لـ "نيويورك تايمز"، تضمنت الشحنة أكثر من 3000 جهاز نداء، وُزعت على أعضاء حزب الله في لبنان، ووصل بعضها إلى حلفائه في إيران وسوريا. وعلى الرغم من أن الهجوم استهدف الأجهزة التي كانت تعمل في لبنان، إلا أن توقيت وكيفية التلاعب بالأجهزة لا يزال غير واضح.

من جهتها، نفت شركة "غولد أبولو" مسؤوليتها عن التلاعب بالأجهزة، مشيرة إلى أن التصنيع كان من مسؤولية شركة أخرى تُدعى "B.A.C. Consulting"، ومقرها في بودابست. ولم تتمكن "غولد أبولو" من التواصل مع "B.A.C." لتقديم توضيحات حول كيفية التلاعب بالأجهزة.

ورغم أن إسرائيل لم تعلن رسميًا مسؤوليتها عن الهجوم، فإن تزامن العملية مع تقارير عن تعاون إسرائيلي أمريكي ضد حزب الله يعزز الفرضية بأن إسرائيل هي التي نفذت الهجوم. يرى الخبراء أن الهجوم يعكس تطورًا تكنولوجيًا في العمليات الهجومية الإسرائيلية، ويهدف إلى شل قدرات حزب الله دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة.


قالت مجلة The Diplomat إن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في صيف 2021 لا يزال محط جدل واسع في الأوساط السياسية الأميركية، حيث أصبح هذا الحدث موضوعًا سياسيًا تستخدمه الأحزاب لتبادل اللوم. وأشارت المجلة إلى تقرير صادر عن لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، بعنوان "العمى المتعمد"، حمّل إدارة الرئيس جو بايدن المسؤولية الكاملة عن "الفوضى" التي رافقت هذا الانسحاب.

أوضح التقرير أن عملية الانسحاب، التي بدأت بأمر من بايدن في أبريل 2021 واكتملت في أغسطس 2021، تضمنت انسحابًا غير منظم من القوات الأميركية، وأسفرت عن الهجوم الإرهابي المأساوي في بوابة آبي الذي أودى بحياة 13 جنديًا أميركيًا وأكثر من 170 مدنيًا أفغانيًا. وأضاف التقرير أن إدارة بايدن لم تقم بالترتيبات اللازمة لحماية المصالح الأميركية في أفغانستان، مما أدى إلى انسحاب فوضوي أثر على مصداقية الولايات المتحدة على الساحة الدولية.

ومع ذلك، أشار التقرير أيضًا إلى أن جذور هذا الانسحاب تعود إلى اتفاقية الدوحة التي وقعتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب مع طالبان، والتي تم فيها الاتفاق على سحب جميع القوات الأميركية بحلول مايو 2021، دون استشارة الحكومة الأفغانية. وعلى الرغم من تأجيل بايدن للانسحاب لمدة ثلاثة أشهر، إلا أن التقرير يتجاهل دور اتفاقية الدوحة في تسريع سقوط كابول.

وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة لإدارة بايدن، فقد أشار محللون إلى أن الانسحاب الأميركي كان حتميًا، بعد عقود من الحرب مع طالبان التي استعادت السيطرة تدريجيًا على الأراضي الأفغانية. واعتبر العديد من الخبراء أن واشنطن كانت تبحث عن مخرج يحفظ ماء الوجه في ظل وضع متدهور، حيث كانت طالبان تزداد قوة والسيطرة.

واختتمت المجلة التحليل بالإشارة إلى أن السياسات الأميركية في أفغانستان لم تكن معزولة عن "العمى المتعمد" عبر تاريخ طويل من الأخطاء، بدءًا من فترة الاحتلال السوفيتي إلى الانسحاب الأميركي الأخير. وأضافت الصحيفة أن العديد من الإدارات السابقة، بما في ذلك إدارات جمهورية وديمقراطية، تجاهلت الدروس السابقة واستمرت في اتباع سياسات قصيرة النظر تجاه أفغانستان، مما أدى إلى الفوضى التي نشهدها اليوم.


قالت نقابة الأخبار اليهودية إن إيران تستغل الحرب في اليمن لاختبار وتطوير أسلحتها عبر الحوثيين، "الذين أصبحوا أداة رئيسية في تنفيذ استراتيجيات طهران العسكرية في المنطقة". وأشارت النقابة إلى شكوك إسرائيلية تجاه مزاعم الحوثيين بأنهم أطلقوا صاروخًا "فرط صوتي"، وهو نوع من الصواريخ الذي يفوق سرعة الصوت بخمس مرات على الأقل، ما يمثل تهديدًا كبيرًا لقدرات الدفاع الجوي التقليدية.

وأوضحت النقابة أن السلطات الإسرائيلية سارعت بمراجعة أداء أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها، بما في ذلك نظامي "السهم" و"القبة الحديدية"، بعد أن أطلق الحوثيون صاروخًا أرض-أرض من اليمن باتجاه إسرائيل يوم أمس

وأضافت النقابة أن العقيد الاحتياط مايكل سيجال، وهو خبير بارز في الشؤون الاستراتيجية الإيرانية، يرى أن اليمن بات "أكبر ساحة اختبار للأسلحة الإيرانية"، حيث تمكنت طهران من استخدام الحوثيين لتجربة مجموعة واسعة من الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار. وأشار سيجال إلى أن هذه الأسلحة غالبًا ما يتم نقلها إلى الحوثيين كنظم كاملة أو يتم تجميعها محليًا في اليمن.

وتابعت النقابة بالإشارة إلى أن "هذه التجارب لا تقتصر على الصواريخ فقط، بل تشمل أيضًا استخدام تقنيات جديدة في الحرب الإلكترونية وتطوير أنظمة دفاع متقدمة". مضيفة: "بفضل هذا الدعم الإيراني، أصبح الحوثيون قادرين على تنفيذ هجمات متطورة ضد أهداف استراتيجية في المنطقة، بما في ذلك المنشآت النفطية والمطارات في السعودية، وهو ما يعزز قدرات إيران في تنفيذ عمليات هجومية دون التعرض لعقوبات مباشرة."

وأكدت النقابة أن إيران تعتمد بشكل متزايد على الحوثيين كجزء من استراتيجيتها الأوسع في "محور المقاومة"، والذي يشمل حزب الله في لبنان وميليشيات أخرى في العراق وسوريا. وتعتبر طهران أن هذه الجماعات المسلحة تشكل حاجزًا دفاعيًا يبعد التهديدات عن حدودها ويزيد الضغط على أعدائها الإقليميين مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وفي ختام التحليل، أوضحت نقابة الأخبار اليهودية أن "هذا النهج الإيراني يعتمد على تصعيد الصراعات بعيدًا عن حدودها، مما يسمح لها باختبار أسلحتها وتكتيكاتها العسكرية دون أن تتحمل تكلفة مباشرة". وأشارت إلى أن "الصين قد تكون الدولة الوحيدة التي تسبق إيران في هذا المجال، ولكن طهران تسعى جاهدة لتعزيز نفوذها العسكري في المنطقة عبر وكلائها، مع التركيز على تطوير قدراتها الصاروخية كأحد عناصر استراتيجيتها المستقبلية".


ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن الهجوم الصاروخي الذي نفذه الحوثيون المدعومون من إيران يوم الأحد على وسط إسرائيل يُعد مثالاً إضافيًا على التهديدات المتزايدة التي تواجهها الدولة العبرية من قبل إيران وحلفائها، مشيرة إلى خمسة تحديات رئيسية راهنة، هي:

1. ردع الأعداء: أوضحت الصحيفة أن التحدي الأكبر الذي تواجهه إسرائيل اليوم هو "كيفية ردع خصومها المتعددين المدعومين من إيران، مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والحوثيين وحزب الله والمليشيات العراقية. قبل 7 أكتوبر، كان يُعتقد أن حماس تخشى الهجوم، وكذلك كان حزب الله مترددًا في مهاجمة إسرائيل منذ حرب 2006. لكن هذا الردع تآكل بسرعة، حيث أصبحت المليشيات العراقية، على سبيل المثال، تتفاخر بشن هجمات بالطائرات بدون طيار على إسرائيل".

2. الاستجابات التكتيكية والمناسبة: وفقًا للصحيفة، فإن إسرائيل تعتمد على الاستجابات التكتيكية المتناسبة على مختلف الجبهات منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر. في غزة، تركز العمليات العسكرية على هزيمة وحدات حماس المختلفة، ولكن الاستراتيجية الأوسع تظل غامضة. السؤال المطروح الآن هو ما إذا كانت هذه التكتيكات ستؤدي إلى هزيمة دائمة للخصوم أم أنها ستؤدي إلى جولات جديدة من القتال.

3. الدفاعات الجوية ليست استراتيجية: أشارت الصحيفة إلى أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مثل القبة الحديدية وأنظمة السهم، نجحت في التصدي لتهديدات متعددة، ولكنها تبقى أدوات وليست استراتيجية بحد ذاتها. الهجوم الحوثي الأخير كشف قدرة الأعداء على تطوير أساليب جديدة مثل استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، مما يعني أن الدفاعات الجوية لوحدها لا تكفي، ويجب على إسرائيل وضع استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة هذه التهديدات.

4. الحرب الطويلة في غزة والتهديد المتعدد الجبهات: تابعت الصحيفة أن الحرب في غزة التي استمرت 11 شهرًا تسحب إسرائيل إلى صراع طويل الأمد يستنزف مواردها ويبعدها عن مواجهة التهديدات الأخرى، مثل حزب الله والحوثيين. كلما طال أمد الحرب "دون هزيمة حماس" حدَ وصف الصحيفة، كلما زادت الضغوط على إسرائيل في الجبهات الأخرى.

5. تصعيد إيران والاتفاقيات الإبراهيمية: ترى "جيروزاليم بوست" أن إيران "تستغل تصعيد العنف منذ 7 أكتوبر لعزل إسرائيل، ما يمنعها من تحقيق أهداف اقتصادية ودبلوماسية مثل تعزيز الاتفاقيات الإبراهيمية". مضيفة: "تهدف إيران إلى إشغال إسرائيل بحروب مستمرة على حدودها، بينما تسعى إيران لتوسيع نفوذها الإقليمي وتعزيز علاقاتها مع روسيا والصين وتركيا".


قالت صحيفة "ذي إيكونوميست" إن ‎#الصين تتفوق بشكل ملحوظ على الولايات المتحدة في سباق الطاقة النووية، بفضل التقدم الكبير في تطوير وتشغيل مفاعلات الجيل الرابع. وأوضحت أن مفاعل شيداوان النووي، الذي يُعد أحد الأمثلة البارزة على هذا التقدم، تم اختباره بنجاح في خطوة غير مألوفة، حيث أوقف المهندسون مضخات التبريد حول قلب المفاعل دون أن يؤدي ذلك إلى أي أضرار. 

وأوضحت الصحيفة أنه "في مفاعلات تقليدية، قد يتسبب ذلك في خطر الانصهار النووي، لكن بفضل التصميم المتقدم الذي يعتمد على كرات "الحصى" المحملة بجزيئات اليورانيوم المغلفة بمواد مقاومة للحرارة العالية، تمكن المفاعل من العمل بأمان، حيث امتصت تلك الكرات الحرارة الزائدة ومنعت أي ضرر محتمل".

وأضافت "ذي إيكونوميست" أن نجاح هذا الاختبار لا يقتصر على كونه إنجازًا تقنيًا فقط، بل هو إثبات عملي لفعالية مفاعلات الجيل الرابع في العمل بكفاءة وأمان أعلى. وبذلك أصبحت الصين الدولة الوحيدة التي تشغل مفاعلًا من الجيل الرابع على نطاق تجاري بعد ربط مفاعل شيداوان بالشبكة الكهربائية في ديسمبر الماضي، مما يضعها في مقدمة الدول التي تسعى لتطوير هذه التكنولوجيا.

استشهدت الصحيفة بتقديرات مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار في واشنطن، التي أكدت أن الصين تتقدم على الولايات المتحدة بفارق زمني يتراوح بين 10 و15 عامًا في نشر تكنولوجيا مفاعلات الجيل الرابع. كما أضافت أن الصين تتفوق أيضًا في بناء المفاعلات التقليدية، حيث إن 45% من محطات الطاقة النووية التي تُبنى حاليًا على مستوى العالم تقع في الصين، مما يعزز استراتيجيتها الطموحة لتعزيز قدراتها النووية.

وأوضحت الصحيفة أن "الصين تستثمر بكثافة في تطوير الطاقة النووية لأهداف استراتيجية متعددة، من بينها تقليل اعتمادها على النفط والغاز المستوردين، والحد من انبعاثات الكربون الناتجة عن الوقود الأحفوري. كما تستخدم مفاعلات الجيل الرابع في تطبيقات صناعية لتوليد الحرارة اللازمة لعمليات التصنيع الكيميائي، مما يساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في هذا القطاع".

وعلى الرغم من أن الصين تستثمر أيضًا في أبحاث الاندماج النووي، الذي يُعتبر مصدر طاقة مستقبليًا واعدًا، أشارت الصحيفة إلى أن هذه التقنية ما زالت بعيدة المنال. لذا، يبقى تركيز الصين الحالي على مفاعلات الجيل الرابع كأحد الحلول الرئيسية لتلبية احتياجاتها الطاقية المستقبلية وتحقيق أهدافها البيئية.


وضع "المركز العربي في واشنطن" تفسيرات لامتناع الدول الخليجية عن المشاركة في العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين، رغم أن هذه الدول تعتمد بشكل كبير على طرق الشحن البحرية الحيوية لتدفق النفط والغاز، مما يجعل أي اضطراب في هذه المناطق أمرًا يشكل تهديدًا مباشرًا لاقتصاداتها. 

وقال المركز: "يعود الامتناع الخليجي عن المشاركة في العمليات الأمريكية ضد الحوثيين إلى عدة عوامل، أولها الخشية من الانتقام الحوثي. تاريخيًا، قامت السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهما أكبر قوتين في مجلس التعاون الخليجي، بمواجهة مباشرة مع الحوثيين ضمن التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ عام 2015. خلال هذه الفترة، تعرضت الدولتان لهجمات متعددة بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار من قبل الحوثيين. هذه الحوادث أدت إلى تعميق مخاوف هذه الدول من تصاعد الهجمات الانتقامية إذا ما شاركت في العمليات العسكرية ضد الحوثيين".

وأضاف المركز: "إلى جانب الخوف من التصعيد الحوثي، تعتقد دول الخليج أن التدخل العسكري الغربي، بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قد يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية بدلًا من أن يساهم في حل الأزمة. تدرك هذه الدول أن التدخل العسكري قد يؤدي إلى تفاقم التوترات بين الحوثيين ودول المنطقة، خاصة أن واشنطن ولندن قد تنسحبان من المنطقة بعد فترة، مما يترك دول الخليج لتحمل العواقب وحدها. هذه المخاوف دفعت دول الخليج إلى اتخاذ موقف حذر تجاه التدخل الغربي، والبحث عن حلول دبلوماسية وسياسية لتجنب الانخراط المباشر في النزاع العسكري".

وقال المركز إنه "من الملاحظ أن دول مجلس التعاون الخليجي، رغم امتناعها عن المشاركة العسكرية، تظل متباينة في مواقفها تجاه التدخل الغربي. على سبيل المثال، كانت البحرين الدولة الوحيدة التي قدمت دعمًا غير عملي للعمليات العسكرية الأمريكية والبريطانية. في المقابل، كانت دول مثل قطر وعمان أكثر انتقادًا للتدخل العسكري، حيث حذرت قطر من التركيز على الأعراض، معتبرة أن الحرب الإسرائيلية على غزة هي السبب الأساسي للأزمة، بينما أدانت عمان التصعيد العسكري الغربي ونددت باستخدام الحلول العسكرية في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في عملياتها دون محاسبة".

"من جهة أخرى، شهدت السعودية تحولًا ملحوظًا في موقفها من النزاع مع الحوثيين. فبينما كانت في الماضي واحدة من أكثر دول مجلس التعاون تشددًا تجاه الحوثيين، تغير موقفها اليوم بشكل كبير، حيث تسعى إلى تجنب أي مواجهة مباشرة مع الجماعة، مفضلة الحلول السياسية والدبلوماسية. تسعى السعودية أيضًا، من خلال هذا التوجه الجديد، إلى حماية مشاريعها التنموية الكبرى، مثل "رؤية 2030"، التي تتطلب استقرارًا سياسيًا واقتصاديًا لجذب الاستثمارات الأجنبية. هذه الرؤية جعلت المملكة تتجنب التصعيد العسكري الذي قد يهدد تحقيق أهدافها الاقتصادية على المدى الطويل".

وأردف التحليل: "الإمارات، بدورها، اتخذت موقفًا أكثر حيادية. فبينما لم تدن التدخل العسكري الغربي، لم تدعمه بشكل مباشر أيضًا. في 12 يناير 2024، أكدت أبوظبي على أهمية الحفاظ على الأمن في خليج عدن والبحر الأحمر، لكنها لم تشارك بشكل نشط في العمليات العسكرية، مفضلة الحلول التي تحافظ على استقرار المنطقة دون التورط في تصعيد عسكري".

عامل آخر أساسي في الامتناع الخليجي عن المشاركة في العمليات الغربية ، وفقًا للمركز، هو الرغبة في الحفاظ على التهدئة مع إيران. "فقد قامت الإمارات العربية المتحدة بإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إيران في عام 2022، بينما طورت السعودية علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية في العام التالي. تسعى الدولتان إلى تجنب أي تصعيد قد يعيد التوترات الإقليمية مع إيران، خاصة وأن طهران تمتلك نفوذًا كبيرًا على الحوثيين، وقد تستخدمه إذا شعرت بأن مصالحها مهددة في المنطقة".


قال مركز "مائير عميت للاستخبارات والإرهاب"، وهو مركز أبحاث إسرائيلي مختص بالشؤون الأمنية، إن الحوثيين في اليمن، المدعومين من إيران، قد يتخذون خطوة غير مسبوقة بتنفيذ هجمات برية ضد إسرائيل عبر الأراضي السورية؛ بعد تقارير في أغسطس وسبتمبر عن وصول مقاتلين حوثيين إلى سوريا، وتحديدًا إلى المناطق الجنوبية بالقرب من الحدود الإسرائيلية، حيث تلقوا تدريبات على استخدام الصواريخ والطائرات بدون طيار.

وذكر المركز أنه منذ أكتوبر 2023، اقتصرت مشاركة الحوثيين في "محور المقاومة"، الذي تقوده إيران ويشمل ميليشيات عراقية وحزب الله في لبنان، في البداية على الهجمات باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية ضد أهداف إسرائيلية. واستهدفت هذه الهجمات مناطق في جنوب إسرائيل، بما في ذلك إيلات. وأشار المركز إلى أن الهجوم الأكثر أهمية وقع في 19 يوليو 2024، عندما استهدفت طائرة حوثية بدون طيار مدينة تل أبيب، وأصابت مبنى سكنيًا، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثمانية آخرين. في اليوم التالي.

وأشار المركز إلى أن الحوثيين صعدوا من تهديداتهم العلنية بمهاجمة إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، وذكر أنهم أجروا سلسلة من التدريبات العسكرية التي تحاكي هجمات على أهداف إسرائيلية. وأوضح أن هذه التدريبات تضمنت محاكاة التسلل عبر الأنفاق، وهي تكتيكات مشابهة لتلك التي يستخدمها حزب الله وحماس، بالإضافة إلى السيطرة على قواعد عسكرية إسرائيلية واختطاف جنود.

ويعتقد المركز أن الحوثيين، الذين يمتلكون قوات تقدر بنحو 100,000 إلى 200,000 مقاتل، بما في ذلك وحدات بحرية وجوية وقوات صاروخية، يسعون إلى تعزيز تعاونهم مع إيران وحلفائها في المنطقة. وأشار إلى أن هذا التعاون، الذي يتضمن تدريبات مشتركة مع الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا، يمكن أن يسهم في تجاوز العوائق الجغرافية بين اليمن وإسرائيل. وأفاد المركز بأن الحوثيين يعملون على نقل مقاتليهم إلى سوريا عبر العراق، وأن هؤلاء المقاتلين قد شاركوا في تدريبات عسكرية بإشراف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله.

ورجح المركز أن الحوثيين قد يستغلون هذه التدريبات والإعدادات العسكرية لتنفيذ هجوم بري على إسرائيل. وعلى الرغم من أن الحوثيين لم يشاركوا حتى الآن في صراع بري مباشر مع إسرائيل، إلا أن المركز ذكر أن هذه الخطوة قد تكون جزءًا من ردهم على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت ميناء الحديدة. وقد تتضمن هذه الهجمات محاولة التسلل إلى القرى الإسرائيلية أو القواعد العسكرية، تمامًا كما حاكوا في تدريباتهم. وأشار المركز إلى أن الحوثيين قد يحاولون تنفيذ هجوم بري محدود أو المشاركة كقوة مساعدة لحزب الله في حال تصاعدت الاشتباكات في شمال إسرائيل.

وأوضح المركز أن قادة الحوثيين، بما فيهم عبد الملك الحوثي، قد أصدروا تحذيرات علنية بأنهم يستعدون للرد على إسرائيل، وأنهم "سيباغتون العدو بطرق جديدة وغير مسبوقة"، حسب تصريحات الحوثي في خطابه الأسبوعي في سبتمبر 2024. وأشار المركز إلى أن هذه التهديدات تأتي في وقت حساس بعد مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في طهران، وفؤاد شكر، القائد العسكري لحزب الله، في بيروت.


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات 

إسرائيلحزب اللهغزةلبنانالشرق الأوسطأمريكاالصيناليمنالحوثيونالخليجالسعوديةالطاقة النووية