مسلحون قبليون في هضبة حضرموت (صفحة حلف قبائل حضرموت على فيسبوك)
08-08-2024 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عبد الله الشادلي
تواصل قبائل حضرموت في جنوب اليمن التصعيد للسيطرة على منابع النفط بعد نفاد مهلة أعطيت للحكومة المركزية والسلطة المحلية لتحقيق مطالب خدمية واقتصادية.
واليوم الخميس، أعلن حلف قبائل حضرموت برئاسة الشيخ عمرو بن حبريش وصول وفود قبلية جديدة إلى منطقة هضبة حضرموت، قدمت من مناطق مختلفة للانضمام إلى التصعيد.
وقال مصدر محلي لمركز سوث24 إن القبائل نصبت عددًا من النقاط المسلحة بالقرب من منطقة المسيلة النفطية. وأضاف أن عملية تنصيب نقاط جديدة مستمرة بعد وصول مئات المسلحين القبليين.
وكان مؤتمر حضرموت الجامع، وهو مكون سياسي بارز في حضرموت يرأسه عمرو بن حبريش أيضًا، قد أعلن في 13 يوليو الماضي عن مهلة مدتها 30 يوما للسلطة المحلية في المحافظة، لتنفيذ عدة مطالب.
واشتملت قائمة المطالب على: تحسين الخدمات، حل مشكلة الكهرباء، الكشف عن حجم إيرادات النفط وحصول المحافظة على حصتها الكاملة.
لكن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى حضرموت في 27 يوليو سرعت من عملية التصعيد ليعلن حلف قبائل حضرموت في 31 يونيو عن توسيع المطالب، ومنح مهلة 48 ساعة لتنفيذها.
وطالب البيان الصادر عن حلف قبائل حضرموت بتلبية مطالبه ومطالب لقاء مؤتمر حضرموت الجامع، وحذر من أن القبائل ستبسط السيطرة على النفط والثروات إذا لم يتم الاستجابة.
وأضاف البيان: "نعتبر المخزون النفطي الحالي في خزانات ميناء ضبة و المسيلة حق من حقوق حضرموت، ولن نتنازل عنه، على أن يسخر كامل قيمته لشراء طاقة كهربائية للمحافظة".
وانتهت مهلة القبائل دون استجابة. وغادر رشاد العليمي حضرموت بطائرة سعودية خاصة في 4 أغسطس عائدا إلى الرياض التي قدم منها.
آنذاك، قال مصدر خاص لمركز سوث24، إنَّ "اللواء فرج البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي اعتذر عن مرافقة العليمي في زيارته إلى حضرموت بسبب عدم وجود تنسيق مسبق حول تفاصيل الزيارة".
وقال مصدر مطلع لمركز سوث24 إن قبائل حضرموت شعرت بالقلق من ارتباط زيارة العليمي بمخطط لدفع خارطة الطريق بين السعودية ومليشيا الحوثيين، ويشمل ذلك استئناف تصدير النفط وإعطاء حصة للمليشيا.
وفي البيان الأخير يوم 31 يوليو، شدد حلف قبائل حضرموت على "عدم التصرف بنفط حضرموت أو تصديره أو تسويقه، إلا بعد تثبيت مكانة المحافظة وضمان حقوقها بما يرتضيه أهلها".
وخلال وجوده في حضرموت، وعد العليمي السكان بمحطة كهربائية جديدة بقدرة 50 ميجاوات في ساحل حضرموت، وأخرى بنفس القدرة في وادي حضرموت، بتمويل مشترك بين الحكومة المركزية والسلطة المحلية.
وعقد العليمي لقاءات متعددة في المكلا مع السلطة المحلية وشخصيات نسائية وسياسية وقبلية.
واليوم الخميس، عقدت السلطة المحلية في حضرموت لقاء ضم شخصيات قبلية ومدنية وعسكرية وسياسية، في مدينة المكلا الساحلية.
وأعلن محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي دعمه لمطالب القبائل، لكنه دعا إلى توحيد الصف وتجنيب المحافظة الصراع. واعترف بأن سلطته أمام أزمة مالية كبيرة بسبب توقف صادرات النفط منذ أكتوبر 2022 بسبب هجمات الحوثيين.
وأعلن بن ماضي عن مشروع مصفاة لإنتاج المازوت في مراحل إنشائها الأخيرة، ولفت إلى أنها ستسهم في ضمان استدامة تشغيل محطات الكهرباء في المحافظة.
تحركات وقائية
يرى محللون حضارم أن تحركات القبائل هي خطوات وقائية استباقية لأي صفقات سياسية تستهدف نفط حضرموت، دون اعتبارات لوضع السكان في المحافظة بشكل خاص والجنوب بشكل عام.
وفي هذا الصدد، قال رئيس مركز المعرفة للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، د. عمر باجردانة لمركز سوث24: "زيارة العليمي تشير إلى رغبة سعودية في تسريع وتيرة خارطة الطريق، مع التركيز بشكل خاص على استئناف تصدير النفط وتقاسم عائداته بين الحكومة الشرعية والحوثيين".
وأضاف: "الفترة القادمة من المتوقع أن تشهد مزيداً من الضغوط على المجلس الرئاسي اليمني للموافقة على شروط الحوثيين، بما في ذلك ضمان حصولهم على حصة من عائدات النفط".
ولم يستبعد الخبير أن تلجأ السعودية لتغيير في هيكل المجلس الرئاسي لمناسبة خطتها الثنائية مع الحوثيين، وإضعاف المعارضين أو المتحفظين عن هذه الخطوة من أعضاء الرئاسي.
ويؤيد الصحفي وليد التميمي أن زيارة رشاد العليمي "كانت بهدف الترتيب مع السلطة المحلية لإعادة تصدير شحنات النفط التي توقفت بعد قصف مرفأ الضبة بصواريخ حوثية". مضيفاً: "يبدو أن الرجل سعى لإقناع السلطة بأن أي تسوية سياسية للأزمة ستمنح الحوثيين مكانة كشريك في اقتسام عائدات النفط".
ويرى التميمي أن تحركات حلف قبائل حضرموت أفشلت زيارة العليمي، وقال: "لقد وجهت القبائل رسالة قوية إلى جميع الأطراف مفادها أن الحضارم لن يقبلوا بأي اتفاق سلام يتجاهل إرادتهم، أو يعيدهم إلى ما قبل 2014، ويستنزف ثرواتهم".
التصعيد المستمر
أكد الناطق باسم حلف قبائل حضرموت الكعش سعيد السعيدي لمركز سوث24 أن خطواتهم التصعيدية مستمرة وثابتة حتى بعد مغادرة رشاد العليمي. وقال إن "لدى حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع تصعيد مستقبلي سيعم كل مديريات حضرموت".
وتحدث السعيدي عن مطالب الحلف، وقال إنها "تكمن في إشراك حضرموت في عملية التسوية، وإدارة أبنائها لها، وإعطائها حقوقها في التنمية، والقضاء على الفساد، ومنحها نسبة من عائداتها النفطية بما يتناسب مع المساحة والثروة التي تمتاز بهما".
موقف المجلس الانتقالي الجنوبي
في تصريحات خاصة لمركز سوث24، أكد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت العميد سعيد المحمدي أن "تقاسم الثروة مع مليشيات الحوثيين أمر مرفوض بشكل قاطع".
وأضاف: "لقد أكد المجلس الانتقالي ممثلاً برئيسه القائد عيدروس الزبيدي في أكثر من مناسبة، أن ثروات الجنوب هي ملك لأبنائه. وهو يؤيد توجهات أبناء حضرموت ونضالهم من أجل تمكينهم من ثرواتهم وإدارة شؤون بلدهم ضمن إطار مشروع الجنوب الفيدرالي".
وشدد المحمدي أن "المجلس الانتقالي لن يقبل أي ترتيبات من شأنها أن تضعف من حقوق حضرموت أو تحد من سيطرة أبنائها على مواردهم الطبيعية".
ورغم أن المحمدي لم يحدد بوضوح موقفهم من تحركات حلف قبائل حضرموت، فقد تلقى رئيس الحلف بن حبريش في 2 أغسطس الجاري اتصالًا هاتفيًا من اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عبر خلاله عن تضامنه الكامل وموقفه الداعم والمساند.
وتعد حضرموت أكبر محافظة في جنوب اليمن، وتتركز فيها ثروات النفط إلى جانب محافظة شبوة. وشهدت المحافظة تنافسا محليا وإقليميا ودوليا محموما خلال السنوات الماضية.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، انطلقت أشكال متنوعة من الحركات الشعبية التي ركزت على مطالب رئيسية في مقدمتها تحسين الخدمات والاقتصاد، ومنع نهب النفط، وإخراج القوات الشمالية ضمن نطاق المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت.
قبل 3 أشهر