التقارير الخاصة

حصاد الأسبوع: انسداد في طريق السلام وتغييرات في قيادة القاعدة

الصورة: تصميم مركز سوث24

14-03-2024 الساعة 5 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24 | عدن


شهد الأسبوع الحالي (09-14 مارس) العديد من الأحداث الهامة في اليمن، من بينها تصاعد هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، مما أدى إلى ردود فعل مماثلة من قبل الجيش الأمريكي وإدانات دولية مشتركة. في الوقت الذي صعّدت الجماعة من تهديداتها باستهداف السفن التي تمر عبر الرجاء الصالح.


وعلى صعيد آخر، فشلت مساعي إعادة فتح طريق صنعاء - الضالع - عدن، واتّهم كل من الحوثيين والقوات الجنوبية الطرف الآخر بعرقلة عملية إعادة الفتح، في حين قال المجلس الانتقالي الجنوبي أنّ خطوة فتح الطرق يجب أن تتم بإشراف دولي.


وفي سياق متصل، أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تعيين قائداً جديداً خلفاً لخالد باطرفي الذي توفّي مؤخراً بحسب القيادة العامة للتنظيم.


وفي خضم هذه التطورات، قامت جماعة الحوثيين بـ حجب موقع مركز سوث24 للأخبار والدراسات، في خطوة اعتبرها المركز انتهاكاً لحرية الرأي والتعبير.


التفاصيل...


زعيم الحوثيين: السفن لن تمر عبر رأس الرجاء الصالح


الخميس، 14 مارس


بالأمس، أعلن زعيم ميليشيا الحوثيين، عبد الملك الحوثي، أنّ نطاق العمليات ضد السفن الإسرائيلية أو تلك المرتبطة بإسرائيل سيتسع إلى المحيط الهندي، بهدف منع مرورها من رأس الرجاء الصالح على طول جنوب إفريقيا.


وقال الحوثي في كلمة مصورة بثتها قناة المسيرة: "نحن نتحرك بفضل الله لمنع عبور السفن الإسرائيلية أو تلك المرتبطة بالعدو من المحيط الهندي باتجاه طريق الرجاء الصالح" و "هذا الأسبوع وصلت عملياتنا إلى حد غير مسبوق، ووصلت ثلاث منها إلى المحيط الهندي".


وأعلن الحوثي أن ميليشياته استهدفت 73 سفينة منذ بدء العمليات البحرية، مشيرا إلى أنه في هذا الأسبوع وحده "نفذت 12 عملية في البحر الأحمر وخليج عدن ب 58 صاروخا باليستيا وكروز وطائرة مسيرة".


كما كشف أن 34 عنصرا حوثيا قتلوا منذ بدء الحملة البحرية. وتحدث مطولا عن الدول العربية، دون تسمية أي منها مباشرة، واتهمها بالشراكة مع إسرائيل والولايات المتحدة في قتل الفلسطينيين في غزة.


وأشاد الحوثي خلال كلمته بإيران ودعمها للحوثيين، وكذلك حزب الله اللبناني والفصائل الشيعية العراقية. وقال: "إيران وحدها بين الدول الإسلامية توفر الأسلحة للمجاهدين في غزة".


وفي صعيد متصل، نقلت وكالة الأنباء الروسية المملوكة للدولة ريا نوفوستي أمس عن مصدر مجهول مقرب من الحوثيين قوله إن الجماعة نجحت في اختبار صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت. وقال المصدر إن الصاروخ قادر على الوصول إلى سرعات تصل إلى 10000 كيلومتر في الساعة.


وذكرت وكالة ريا نوفوستي أن الحوثيين يعتزمون تصنيع الصاروخ واستخدامه في هجمات على البحر الأحمر وخليج عدن، وضد أهداف في إسرائيل.


في الفترة من 12 إلى 14 آذار/مارس، أجرت روسيا والصين وإيران تدريباتها البحرية المشتركة، "حزام الأمن البحري-2024" في شمال المحيط الهندي بالقرب من مضيق هرمز، وفقا لوكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية للأنباء.


"شاركت الوحدات العائمة والجوية التابعة للبحرية الإيرانية والوحدات العائمة للصين وروسيا في هذه المناورات. كما شارك ممثلون عن دول عمان وأذربيجان وكازاخستان وباكستان وجنوب إفريقيا في هذه المناورات".


من ناحيته، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانز غروندبرغ، الخميس، خلال إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، عن قلقه إزاء تأثير الأحداث في البحر الأحمر وخليج عدن على جهوده المستمرة لوضع خارطة طريق للحل السياسي في اليمن.


وقال غروندبرغ "لقد أصبحت الوساطة أكثر تعقيدا، كما ذكرت في إحاطتي الإعلامية في الشهر الماضي، ولا يزال هذا الوضع مستمرا. ما يحدث على المستوى الإقليمي يؤثر على اليمن وما يحدث في اليمن يمكن أن يؤثر على المنطقة". 


وأضاف: "مع تداخل المزيد من المصالح، تزداد إمكانية تغيير أطراف النزاع في اليمن لحساباتها وأجنداتها التفاوضية".



المجلس الانتقالي الجنوبي يوضح موقفه من مبادرة فتح الطريق


الخميس، 14 مارس

قال المجلس الانتقالي الجنوبي، الخميس، إن فتح الطرق والمعابر المغلقة منذ اندلاع الحرب يجب أن يتم بإشراف دولي، ووفقا لخارطة الطريق للحل السياسي الشامل في اليمن.


وفي اجتماع في العاصمة عدن، قالت رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي إنها ترفض أي إجراءات أحادية تهدف إلى فتح الطرق والمعابر، في إشارة مباشرة إلى جماعة الحوثي المدعومة من إيران.


وقال بيان رسمي صادر عن الاجتماع: "إن عملية فتح الطرق مرتبطة بخارطة الطريق، ويجب أن تتم تحت إشراف الأمم المتحدة واللجان الأمنية والرقابة الدولية والمحلية من الطرفين".


وأضاف البيان أن "ما تقوم به ميليشيا الحوثي بفتح الطرق من جانب واحد يعتبر إجهاضا مبكرا وفشلا للجهود الدولية وخارطة الطريق".


وقال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي أمس خلال لقاء مع الصحفيين حضره مركز سوث24 إنّ خطوات الحوثيين أحادية الجانب لفتح الطرق لا تتم بالتنسيق مع أي جهة أخرى.


وأضاف الزبيدي: "الحوثيون هم الذين يحاصرون اليمنيين منذ تسع سنوات. نحن لا نحاصر أحدا، لكن لا يمكننا قبول مزاج الحوثيين الذي يريدون من خلاله تحقيق أهداف أخرى".


وحاول الحوثيون فتح طريق يربط عدن بصنعاء عبر الضالع الثلاثاء، لكن الوضع انتهى بالمواجهة عندما تبادلت القوات الجنوبية والمسلحين الحوثيين إطلاق النار في منطقة مريس شمالي المحافظة.


وزعم الحوثيون أنهم تعرضوا لإطلاق النار أولا، في حين قال المتحدث باسم القوات الجنوبية إن قواته أطلقت النار ردا على تجمع الحوثيين بالقرب من موقع إغلاق الطريق بالأسلحة والجرافات، دون تنسيق أو ترتيب مسبق.


الولايات المتحدة وحلفاؤها يصدرون بيانا بشأن هجمات الحوثيين


الأربعاء، 13 مارس


أصدرت البعثات الدبلوماسية لأستراليا وكندا واليابان ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة أمس بيانا مشتركا كررت فيه إدانتها للهجمات البحرية الحوثية، وخاصة الهجوم المميت على سفينة " True Confidenc" في 6 مارس، والذي أدى إلى مقتل ثلاثة بحارة.


وقال البيان إنهم "يقرون بالبيان الصادر عن دائرة العمل الخارجي الأوروبي في 7 مارس، ويكررون إدانتهم لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ويشعرون بقلق عميق إزاء الهجوم على [True Confidence]".


وأضاف البيان أن "مقتل اثنين على الأقل من البحارة الفلبينيين وبحار فيتنامي هو النتيجة الحتمية لهجمات الحوثيين العشوائية والمتهورة على السفن التجارية الدولية".


وأعرب البيان عن تعازيه لأسر الضحايا، وشكر البحرية الهندية على استجابتها السريعة للوضع وإجلاء بقية طاقم السفينة المستهدفة إلى جيبوتي.


كما دعا البيان الحوثيين إلى الوقف "الفوري" للهجمات، مضيفا أن "هذه الهجمات غير القانونية أودت بحياة البحارة الأبرياء، ولا تؤدي إلا إلى زعزعة استقرار المنطقة، وإلحاق الضرر بالشعب اليمني".


ويوم الثلاثاء، نشرت القيادة المركزية الأمريكية على تطبيق (X) أن الحوثيين أطلقوا صاروخا باليستيا بعيد المدى باتجاه السفينة الحربية يو اس اس لابون في البحر الأحمر. لم يصب الصاروخ السفينة ولم يتم الإبلاغ عن إصابات أو أضرار.


وأضاف المنشور أن "القيادة المركزية الأمريكية وسفينة تابعة للتحالف اشتبكتا بنجاح ودمرتا نظامين جويين بدون طيار تم إطلاقهما من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".


وقالت القيادة المركزية الأمريكية يوم الاثنين إن الحوثيين أطلقوا صاروخين على السفينة التجارية بينوكيو المملوكة لسنغافورة والتي ترفع علم ليبيريا. ولم يصب الصاروخان السفينة ولم يتم الإبلاغ عن إصابات أو أضرار.


في اليوم نفسه، نفذت القوات الأمريكية ست غارات دمرت سفينة تحت الماء و18 صاروخا مضادا للسفن في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وفقا للقيادة المركزية.


وتحدثت وسائل إعلام تابعة للحوثيين عن غارات جوية أمريكية بريطانية خلال ال 48 ساعة الماضية استهدفت مطار الحديدة الدولي ومناطق أخرى في المحافظة، بالإضافة إلى مدينة صنعاء التي يدعي الحوثيون أنها عاصمتهم.


 إطلاق نار ينهي آمال افتتاح طريق الضالع الحيوي


الثلاثاء، 12 مارس


تبددت الثلاثاء آمال إعادة فتح طريق رئيسي يربط محافظة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون بالعاصمة عدن مرورا بمحافظة الضالع، جراء اندلاع إطلاق نار شمالي المدينة.


وأفادت مصادر محلية لمركز سوث24 عن وقوع تبادل لإطلاق النار في قرية الزيلة في منطقة مريس شمال محافظة الضالع على الحدود بين المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين ومناطق القوات المشتركة المكونة من القوات الجنوبية والمقاومة المحلية.


ووقع الحادث بعد أن شرع الحوثيون، وشخصيات قبلية موالية لهم، في مسيرة مسلحة مع جرافات في محاولة لفتح الطريق بالقوة، ما دفع القوات الجنوبية إلى إطلاق النار، بحسب مصادر محلية.


يُظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل الإعلام الحوثية لحظة إطلاق النار، الذي يقول مسؤولون حوثيون إنه خلّف جرحين.

لم يتمكن مركز سوث24 من التحقق من دقة تقارير الضحايا من خلال مصادر مستقلة.


وفي تصريح رسمي، اتهم المتحدث باسم القوات الجنوبية محمد النقيب الحوثيين بمحاولة مهاجمة مواقعهم تحت غطاء فتح الطريق.

وقال: "فوجئنا صباح اليوم بمسيرة مسلحة كبيرة حشدتها ميليشيا الحوثي، ضمت قوة من العناصر المدججة بالسلاح، متجهة نحو تمركز قواتنا في منطقة التماس".


وأضاف"لأنّ الأمر كان مبنيا على نوايا عسكرية حوثية لا علاقة لها بالجانب الإنساني، هاجمت عناصر حوثية مسلحة قواتنا بنيران مكثفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ومدفعية الهاون".


وكان الحوثيون قد أعلنوا، الإثنين الماضي، أنهم سيفتحون طريق صنعاء – الضالع – عدن، بتوجيهات من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي. ومع ذلك، شكّك نشطاء وصحفيون محليون في الضالع في نوايا الحوثيين.


وقال فاضل الجلال، وهو صحفي من مريس، لمركز سوث24: "الحوثيون ليسوا صادقين في هذه الخطوة. لماذا يحملون كل هذه الأسلحة إذا كانوا يريدون فتح الطريق من أجل المواطنين؟".


ويعد طريق صنعاء – الضالع – عدن من أهم الطرق في اليمن، ومع ذلك فقد تم إغلاقه منذ عام 2015 بسبب الحرب.


وفي يوليو/تموز 2022، فتحت القوات الجنوبية الطريق من جانب واحد ضمن مبادرة للتخفيف من معاناة السكان والمسافرين، وهي خطوة لم يستجب لها الحوثيون حينها، رغم أهميتها للسكان في مناطقهم.


تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يعيّن قائدا جديدا له وسط نجاحات القوات الجنوبية


الإثنين، 11 مارس


بالأمس، أعلن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقرا له مقتل زعيمه خالد باطرفي، وتعيين سعد بن عاطف العولقي خلفا له.


جاء هذا الإعلان في شريط فيديو نُشر على منصة الملاحم الإعلامية التابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، من قبل إبراهيم القوسي، عضو مجلس شورى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، المعروف باسم "أبو خبيب السوداني".


وقال أبو خبيب السوداني إن خالد باطرفي، المعروف باسم "أبو المقداد"، قد توفّي، دون تقديم أي تفاصيل أخرى بشأن وفاته. وأعلن أنّ مجلس شورى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اختار سعد العولقي، الملقب بـ "أبو الليث"، أميرا جديدا.


وأظهر الفيديو صورة لجثة خالد باطرفي ملفوفة في كفن ولافتة مكتوب عليها عبارة "أنصار الشريعة"، وهو الاسم المحلي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن.


كان باطرفي، الذي يحمل الجنسية السعودية، القائم بأعمال زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ فبراير 2020، بعد أن خلف قاسم الريمي، الذي قتل في غارة أمريكية.


قبل توليه دورا قياديا في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قام باطرفي بواجبات قضائية داخل التنظيم وعمل كمتحدث باسمه.


في عام 2018، صنفته الولايات المتحدة على أنه إرهابي عالمي وعرضت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لأي شخص يمكنه تقديم معلومات عنه.


أما بالنسبة للزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن سعد بن عاطف العولقي يمني وكان يعتبر سابقا الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بعد باطرفي. وكان برنامج المكافآت من أجل العدالة الأمريكي قد عرض في وقت سابق 6 ملايين دولار مقابل تقديم معلومات عن العولقي.


وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنّ العولقي دعا علنا إلى شن هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها. وتعتبر الولايات المتحدة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أخطر فرع لتنظيم القاعدة.


ومنذ نشأته، أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن عدة هجمات، بما في ذلك الهجوم الذي استهدف صحيفة شارلي إبدو الساخرة في باريس عام 2015 وأسفر عن مقتل 12 شخصا.


أشارت التقارير في السنوات الأخيرة إلى خلافات بين باطرفي والعولقي بشأن نهج وسياسة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حيث يتمتع الأخير بدعم السكان القبليين في اليمن، وفقا لمصادر مطلعة.


ظهر باطرفي في العديد من المنشورات المرئية على مدار العامين الماضيين، والتي ركزت بشكل كبير على المعارك بين التنظيم والقوات الجنوبية في محافظة أبين.


عانى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من هزائم كبيرة على يد القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي منذ أغسطس 2022، عندما أعلن اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إطلاق حملة "سهام الشرق" العسكرية.


في الأشهر التي تلت بدء الحملة، أعلنت القوات الجنوبية سيطرتها على أبرز معاقل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في أبين، بما في ذلك أكبر معسكر للقاعدة في شبه الجزيرة العربية "وادي عومران".


ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي الحوثيين بالتنسيق مع تنظيم القاعدة ضد قواته. وتدعم هذه المزاعم تقارير تفيد بأن قيادة تنظيم القاعدة العالمي قد تم نقلها إلى سيف العدل، الذي يعتقد أنه يقيم في إيران، بعد مقتل الظواهري في هجوم أمريكي في يوليو 2022.


علاوة على ذلك، هناك اعتقاد عميق بين النخب السياسية في جنوب اليمن بأن نظام علي عبد الله صالح السابق حاول تعزيز وجود القاعدة في الجنوب لمواجهة المطالب السياسية المتزايدة للجنوبيين، والتي تصاعدت إلى حد الدعوة إلى الاستقلال.


الحوثيون اليمنيون يحجبون موقع مركز سوث24


الإثنين، 10 مارس


قطع الحوثيون، الذين يسيطرون على خدمات الإنترنت لغالبية اليمنيين عبر المؤسسة العامة للاتصالات في صنعاء، مساء الإثنين، الوصول إلى الموقع الرسمي لمركز السوث24 للأخبار والدراسات.


وأبلغ مستخدمو الإنترنت في جميع أنحاء عدن وحضرموت وصنعاء وغيرها من المدن الكبرى في اليمن عن صعوبات في الوصول إلى موقع مركز سوث24 واللجوء إلى استخدام برامج الشبكة الافتراضية الخاصة (VPN) للتغلب على القيود.


من المحتمل أن يكون حجب موقع مركز سوث24 من قبل الحوثيين قد بدأ مساء الأحد بين الساعة 9:00 و 10:30 بتوقيت عدن ولا يزال مستمرا، دون أي إشارة إلى متى أو ما إذا كان سينتهي.


أصدر مركز سوث24 بيانا رسميا أدان فيه حجب موقعه الإلكتروني ودعا الحوثيين إلى إلغاء الإجراء وعدم التعدي على حرية التعبير والصحافة.


وقال البيان: "نعرب عن قلقنا البالغ إزاء الحجب الأخير والمستمر للموقع الرسمي لمركز السوث24 للأخبار والدراسات (south24.net) من قبل يمن نت وتيليمن، وهما شركتان تابعتان للمؤسسة العامة للاتصالات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي في صنعاء، عن الجمهور اليمني مساء الأحد 10 مارس/آذار 2024".


وتابع البيان أن "هذا الإجراء التعسفي يعد انتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبير، ويهدد بتقييد الوصول إلى المعلومات الحيوية في اليمن".


وأضاف البيان أن مركز سوث24 يجدد التأكيد على أنه مؤسسة صحفية وبحثية مستقلة ذات مصداقية عالية، تقدم تقارير وتحليلات وأبحاث ودراسات موضوعية حول الأحداث الجارية في اليمن، وخاصة في الجنوب".


ويعتبر مركز سوث24 خطوة الحوثيين "ضربة موجعة للصحافة المستقلة، تعيق قدرة اليمنيين على الحصول على معلومات موثوقة".


وتابع البيان: "ندعو الهيئات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، إلى إدانة هذا الإجراء، والضغط على الحوثيين لرفع الحظر عن موقع المركز فورا. كما ندعو جميع المنظمات التي تدافع عن حرية الصحافة إلى التضامن مع مركز سوث24 ودعمه في مواجهة مثل هذه الانتهاكات".


يهيمن الحوثيون على قطاع الاتصالات في اليمن من خلال سيطرتهم على شركة تيليمن، مزود الاتصالات الدولي لمعظم شبكات الهاتف المحمول في اليمن، وشركة يمن نت، التي توفر خدمات الإنترنت من خلال مزودي خدمات عالميين.


تعتمد الغالبية العظمى من اليمنيين على خدمات الإنترنت التي يديرها الحوثيون، مع فشل الحكومة المعترف بها دوليا في استعادة السيطرة على الاتصالات أو التنافس مع الجماعة المدعومة من إيران.


في السنوات الأخيرة، استخدم الحوثيون الإنترنت باستمرار لقمع وتقليص أصوات خصومهم، وحتى المستقلين. وحجبت مئات المواقع اليمنية والعربية والدولية قبل أن تعيد الوصول إلى العديد منها خلال الأسبوعين الماضيين. وتشمل هذه القنوات والصحف التي تساعد في نشر دعايتهم فيما يتعلق بهجماتهم البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن.


ويُعتقد أيضا أن الحوثيين يستخدمون قطاع الإنترنت والاتصالات للتجسس على خصومهم، ولأغراض استخباراتية وأمنية.


مركز سوث24 هو واحد من أهم مراكز الإعلام والدراسات في اليمن التي تعمل من عدن في الجنوب. يقدم المركز تغطية موضوعية للأحداث، مع التركيز مؤخرا إلى حد كبير على الأحداث في البحر الأحمر وخليج عدن وهجمات الحوثيين.


منظمات مدنية في عدن تحذر من تداعيات التصعيد البحري للحوثيين


الأحد، 10 مارس 


حذرت منظمات مدنية في عدن جنوب اليمن، الأحد، من التداعيات الاقتصادية والإنسانية والبيئية للتصعيد العسكري الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن.


وجاء التحذير خلال اجتماع موسع ضم مجموعة واسعة من المنظمات المدنية وممثلي المنظمات الدولية والوكالات الحكومية، ومشاركة مركز سوث24 للأخبار والدراسات.


وقال بيان صدر في إطار الاجتماع: "نشعر بقلق عميق إزاء تداعيات التصعيد الحوثي، بما في ذلك غرق سفينة روبيمار قبالة الساحل اليمني، مما ينذر بكارثة تهدد اليمنيين".


ودعا الاجتماع الأمم المتحدة إلى القيام بمهامها، خاصة بعثة الأمم المتحدة في الحديدة (UNMHA)، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2722 الذي يدين هجمات الحوثيين على السفن ويطالب بوقفها.


وأضاف البيان "نحمّل الحوثيين مسؤولية المزيد من التصعيد الذي قد يؤدي إلى إجبار المزيد من المنظمات على وقف عملياتها الإنسانية في اليمن".


ودعا الاجتماع إلى تشكيل فريق متخصص لتقييم الأثر البيئي لغرق روبيمار على المياه السطحية والقاعية في المنطقة الملوثة بالبحر الأحمر.


وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، السبت الماضي، في منشور على موقع "إكس"، أن قواتها أسقطت إلى جانب قوات التحالف الدولي ما لا يقل عن 28 طائرة مسيرة هجومية أطلقها الحوثيون في ساعات الصباح الباكر في منطقة البحر الأحمر.


وأضاف المنشور: "لم تتضرر أي سفن تابعة للبحرية الأمريكية أو التابعة للتحالف في الهجوم ولم ترد أيضا تقارير من السفن التجارية عن وقوع أضرار".


وجاء بيان القيادة المركزية الأمريكية بعد ساعات من نشر الناطق العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، قال فيه إنهم نفذوا عمليتين في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام 37 طائرة مسيرة.


وقال منشور سريع إن "العملية الأولى استهدفت السفينة الأمريكية 'بروبيل فورتشن' في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، فيما استهدفت العملية الثانية عددا من المدمرات الحربية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن".


وفي الوقت ذاته، دشنت القوات البحرية التابعة للحكومة اليمنية، الأحد، عددا من القوارب الجديدة في الخدمة، تحت إشراف نائب رئيس المجلس الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي.


وفي سياق الوضع في البحر الأحمر، نشر مركز سوث24 أمس ورقة بحثية باللغة العربية بعنوان "تاريخ القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن (1800-2024): الدوافع والتبعات".


ودعت الورقة إلى استراتيجية جديدة وفعالة لمكافحة الهجمات البحرية، وربما صياغة رؤية أكثر شمولا للتعامل مع هجمات ميليشيات الحوثي في البحر الأحمر وخليج عدن.


وقالت الورقة إنّ النهج الشامل يجب أن يتضمن تقديم الدعم العسكري والأمني والاقتصادي للحكومة المعترف بها دوليا في اليمن، والدعم اللازم للقوات المحلية في الجنوب والساحل الغربي.




- غرفة الأخبار

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا