Getty Images
23-02-2024 الساعة 8 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
تتواصل التغطية الدولية لأحداث البحر الأحمر وخليج عدن وإفرازات تصعيد مليشيا الحوثيين اليمنية المدعومة من إيران المتواصل منذ نوفمبر الماضي. رصد مركز سوث24 جانبا من أبرز القراءات، فماذا قالت الصحف الدولية هذا الأسبوع؟
استغلال أحداث غزة
قال معهد الشرق الأوسط للدراسات إن الحوثيين الذين لطالما سعوا إلى الاستفادة من مشاعر ومظالم اليمنيين، يسعون الآن إلى فعل الشيء نفسه في جميع أنحاء العالم العربي الأوسع، في محاولة منهم للاستفادة من الدعم الواسع النطاق للفلسطينيين في غزة والغضب من إسرائيل والولايات المتحدة.
وأشار المعهد في تحليل للكاتبة فاطمة أبو الأسرار، نشر الجمعة الماضية، إلى أن "تكثيف مليشيا الحوثيين هجماتها في البحر الأحمر وتدخلها المباشر في الصراع بين إسرائيل وحماس، ألقى بظلاله على المخاوف والصراعات المحلية الأكثر إلحاحا".
وأضاف: "كما استخدم الحوثيون هذه الرواية الجديدة لمهاجمة الخصوم المحليين، واصفين إياهم بأنهم صهاينة أو متعاونون مع الغرب".
وذكر المعهد أن زعيم مليشيا الحوثيين لطالما استخدم التعاطف في خطبه للتواصل مع الجمهور؛ من خلال توظيف لغة مشحونة عاطفيا وصور حية. مشيرا إلى أن "قادة الحوثيين يتمتعون بفهم عميق للمواضيع والقضايا التي يتردد صداها في جميع أنحاء العالم العربي".
"إنهم يستخدمون هذه المواضيع والروايات الأكبر بشكل استراتيجي لتأطير خططهم الداخلية بطريقة يتردد صداها مع الجماهير الإقليمية والعالمية، ويسعون إلى حشد التعاطف والدعم لحركتهم من خارج حدود اليمن"؛ أضاف التقرير.
موضحا أن "هدف الحوثيون الأساسي لا يزال يتركز على تعزيز أهدافهم السياسية والعسكرية داخل اليمن، بدلا من الدفاع بصدق عن القضايا العربية الأخرى".
وقال المعهد إن الحوثيين متوافقون إلى حد كبير مع إيران فيما يخص التضامن مع فلسطين والعداء ضد إسرائيل.
وأردف: "هذا الموقف هو حجر الزاوية في السياسة الخارجية الإيرانية، ويعكس التزاما أيديولوجيا واستراتيجيا عميقا يتردد صداه مع موقف الحوثيين أنفسهم".
وبحسب المعهد فإن الحاجة للتصدي بفعالية للتحديات التي يمثلها الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر أصبحت ملحة.
مؤكدا أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يتبنى نهجا يقظا تجاه الجماعة، وأن يدقق في دعايتها
وتحولاتها الاستراتيجية بعين ناقدة".
وقال المعهد إن "فهم الرابطة بين الحوثيين وإيران بشكل عميق، وتشابك مصائرهم وطموحاتهم الإقليمية هو المفتاح لصياغة استراتيجيات واقعية وراسخة للتصدي لهم".
ولفت المعهد إلى أن: "اتخاذ موقف متوازن تجاه الحوثيين أمر ضروري، مع الاعتراف بتعقيد مشاركتهم في الصراع اليمني والآثار الجيوسياسية الواسعة".
حسابات صينية
قالت صحيفة بوليتكس توداي التركية إن الصين تولي أهمية كبيرة لأمن طرقها التجارية عقب التوترات في باب المندب جنوب البحر الأحمر في سياق التهديدات التي تواجه السوق العالمية.
وزعمت الصحيفة في تحليل نشر السبت الماضي أنه "عقب إعلان مليشيا الحوثيين عدم مهاجمتهم السفن الصينية التي تعبر طريق البحر الأحمر، ازدادت أعداد سفن الحاويات الصينية التي تمر عبر البحر الأحمر منذ منتصف ديسمبر 2023 وفق البيانات المنشورة".
وأشارت إلى أن "أهمية طريق البحر الأحمر التجاري بالنسبة للصين تصبح أكثر قابلية للفهم عندما ننظر إليها في ضوء سعيها إلى إقامة نظام عالمي جديد".
وتابعت: "وفي الوقت نفسه، فإن موقف الصين ضد الحوثيين، الذين يشكلون تهديداً عالمياً، قد أربك الغرب حيث رفضت الصين الانضمام إلى التحالف المتعدد الجنسيات الذي تقوده الولايات المتحدة بما في ذلك المملكة المتحدة والبحرين وغيرها".
وقالت الصحيفة إن"الصين ترسم مسارها الخاص في هذه العملية، بشكل مستقل عن الغرب، من دون صراع ولكن أيضاً من دون تعاون".
وأرجحت ذلك إلى أن الصين لا ترغب في المساهمة في حل التوتر بقيادة الولايات المتحدة. فالجمود في الشرق الأوسط وفي السياق الاقتصادي العالمي يخلق وضعاً إيجابياً لها".
"ومن ناحية أخرى، إذا انضمت الصين إلى التحالف الدولي، فإن الخطوات التي يتخذها الحوثيون في اليمن لمعاقبة إسرائيل ستضر بموقف الصين من القضية الفلسطينية والمجزرة الإسرائيلية المستمرة في غزة". أضافت الصحيفة.
وتطرقت الصحيفة إلى أن عدم رغبة الصين في دعم التحالف يعزز تحركها نحو إنشاء خط سكة حديد ثلاثي المسارات من الصين إلى أوروبا.
وأردفت: "ولذلك فمن المرجح أن الصين تريد توفير بديل لمنع الشركات من تحمل التكاليف المتزايدة من خلال توجيهها إلى خطوط السكك الحديدية التي تقوم ببنائها منذ عام 2016 والتي كلفتها مليارات الدولارات".
مؤكدة أنه "وفي هذه المرحلة من المحتمل أن تصبح العلاقات مع دول آسيا الوسطى والعالم التركي أكثر أهمية في المستقبل لعبور البضائع الصينية إلى أوروبا عن طريق السكك الحديدية".
تجار التجزئة
قالت مجلة فوربس الأمريكية إن تجار التجزئة في منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا يواجهون تحديات مباشرة وفورية أكثر بسبب قربهم واعتمادهم على طرق البحر الأحمر.
ونقلت المجلة في تقرير لها يوم الاثنين الماضي عن خبراء قولهم إن "تجار التجزئة العالميين، على الرغم من تأثرهم، قد يكون لديهم سلاسل توريد أكثر تنوعًا، مما يسمح بقدر أكبر من المرونة ولكن ليس مناعة كاملة ضد هذه الاضطرابات".
ونتيجة لذلك، أكد الخبراء أن "تجار التجزئة قد يضطرون إلى إعادة تقييم استراتيجيات الشراء الخاصة بهم في ضوء حالة عدم اليقين المحيطة بالاضطرابات في البحر الأحمر".
"يجب التخفيف من المخاطر من خلال السعي إلى إيجاد طرق بديلة لسلسلة التوريد وتنويع الموردين"؛ تابع الخبراء.
وأشاروا إلى أن الحاجة أصبحت ماسة من أجل العمل على وضع استجابة منسقة لحماية طرق التجارة العالمية في ظل تأثير أحداث البحر الأحمر والمحيط الهندي على الاقتصاد الأوسع.
وأوضحوا أن "الاعتراف بالمشكلة هو الخطوة الأولى"، كما شددوا على الحاجة إلى التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان استمرارية التجارة العالمية.
وقالت المجلة إن: "الوضع في البحر الأحمر بمثابة تذكير صارخ بهشاشة التجارة العالمية وأهمية التخطيط الاستباقي والاستراتيجي في مواجهة المخاطر الجيوسياسية.".
وتابعت: "وبينما يتغلب قطاع التجزئة على هذه التحديات، ستكون الدروس المستفادة لا تقدر بثمن في تطوير ممارسات سلسلة التوريد الأكثر مرونة".
وبحسب المجلة فإن "الأزمة الحالية في منطقة الشرق الأوسط تمثل فرصة لإجراء تعديلات استراتيجية طويلة الأمد. حيث اضطرت الشركات الآن إلى إعادة تقييم اعتمادها على الممرات التجارية الضعيفة والنظر في طرق وموردين بديلين".
إدارة بايدن في ورطة
قالت مجلة ناشونال ريڤيو الأمريكية إن سلسلة الضربات الأمريكية لصد هجمات مليشيا الحوثيين أصبحت تشكل جهداً على إدارة الرئيس بايدن.
وأشارت المجلة في تحليل نشر الأربعاء الماضي إلى أنه "وبرغم من رغبة الإدارة الأمريكية لردع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر منذ بداية شن الهجمات لكن اليوم، وبعد مرور أكثر من شهر، لم يرتدع الحوثيون ورعاتهم الإيرانيون".
وتابعت: "ولكن القوات البحرية الأميركية لا تستطيع أن تحافظ على هذه الوتيرة إلى ما لا نهاية".
"إن الذخائر الدفاعية التي تنفقها واشنطن في محاولة لاعتراض هجمات الحوثيين وتوجيه ضربات استباقية إلى مناطق التجمع داخل اليمن مكلفة - أكثر من الأسلحة الهجومية التي ينشرها الحوثيون ضد حركة المرور البحرية الإقليمية"؛ أضافت المجلة.
وقالت المجلة إن "خطة إدارة بايدن كما يبدو تتمثل في الاستمرار في لعبة القط والفأر هذه إلى الأبد، لكنها ستواجه قريبا عقبات مادية باهظة".
ولفتت المجلة في تحليلها أن "إذ كان هدف إدارة بايدن فعلا هو استعادة الاستقرار في البحر الأحمر والحفاظ على النظام الذي تقوده واشنطن والذي يضمن حرية الملاحة في البحار، فإنه عليها تغيير تكتيكاتها الدفاعية".
مؤكدة أن "إذا لم يجبر هذا الكشف إدارة بايدن إلى التغيير، فسيتعين علينا أن نستنتج أنها لا تسعى إلى النجاح في هذه العملية".
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر