التقارير الخاصة

بدءا بتصريحات العتيبي وانتهاءا بتغريدة آل جابر.. هل السعودية مع الجنوبيين أم ضدهم؟

14-03-2020 الساعة 3 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol

خاص بـ «سوث24» - تصاعدت الأصوات الرافضة والمحذرة من عواقب الإجراءات السعودية التي تقود قواتها التحالف العربي في عدن، خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة، رغم أن الفترات السابقة لم تخلو أيضا من التصعيد، بعد سحب دولة الإمارات العربية المتحدة لقواتها المسلحة من مناطق متعددة في جنوب اليمن.


فبعد منع الرياض قيادات جنوبية بارزة في المجلس الانتقالي الجنوبي من العودة إلى عدن، قالت مصادر وثيقة لـ سوث24 " أن السعودية حاولت استقدام قوات موالية للشرعية، دربتها على أراضيها، إلى مطار عدن الدولي، بهدف التمركز فيه وإخراج قوات الأمن الرسمية المكلفة بحماية المطار منذ سنوات."


وأشار مراقبون لفشل تلك المساعي التي تتكشف تجلياتها بشكل تراجيدي، بعد انتشار قوات أمنية جنوبية بشكل مكثف في طريق ومحيط المطار الاستراتيجي الشهير. 


سُمح للقوات السعودية التي يقودها العميد مجاهد العتيبي الوصول إلى عدن، عقب توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية في الرياض يوم 05 نوفمبر 2019.


أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام محلية وسعودية عدد من حاملات الجند والمدرعات وصلت ميناء الزيت بعدن، في حين هبطت قوات ومعدات أخرى جوا على مدرجات مطار عدن الدولي. 


لكن مع بدء وضع القوات السعودية لأقدامها على الأرض، سرعان ما بدأت تتوالى رسائل متكررة أثارت حفيظة الشارع في جنوب اليمن


ووصلت أول قوة عسكرية سعودية تضم حوالي 40 مدرعة وآليات وجنود إلى ميناء الزيت غربي مدينة عدن في الـ 29 أكتوبر 2019، قبل أن يبدأ توزيعها على مطار المدينة والمقر الرئيسي لقوات التحالف، بينما تمركز بعضها في القصر الرئاسي في منطقة معاشيق بمدينة كريتر.


وفي حين رحب معظم أهالي جنوب اليمن بوصول هذه القوات الشقيقة، أعربوا بذات الوقت عن حزنهم لرحيل القوات الإماراتية، الحليف القوي للمجلس الانتقالي الجنوبي وصاحبة الدور الأبرز في الانتصارات التي تحققت في مناطقهم.


لكن مع بدء وضع القوات السعودية لأقدامها على الأرض، سرعان ما بدأت تتوالى إشارات متكررة، أثارت حفيظة الشارع في جنوب اليمن، لا تنسجم والثقة التي حرص الانتقالي على ترسيخها.


 حاولت القيادات السياسية في عدن وعلى رأسهم قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي صرف النظر عنها، واعتبارها "مجرد تصرفات فردية"، وتعاملت مع الأمر بـ "حكمة".


سلسلة زمنية وتهديد للسلام

مع تطورات اليومين الماضيين، تعكس تلك الإجراءات التالية، التي رصدها«سوث24» ، ارتباط منسجم، قد يهدد الاستمرار فيه، دون مراجعة، السلام والأمن في جنوب اليمن، ويعرّض اتفاقية الرياض، التي تبنت السعودية دور الوسيط فيها، للانهيار، يفقدها الحياد، ويموضعها إلى جانب طرف بعينه يسعى لتفجير صراع آخر في جنوب اليمن.


- 14 أكتوبر 2019 مصادر متعددة تفيد بتسلم القوات السعودية، مطار عدن الدولي ومواقع بعدن، عقب انسحاب القوات الإماراتية المتواجدة في المطار، وفي إطار التفاهمات التي سبقت الإعلان عن اتفاق جدّة. (سويس انفو)



- 29 أكتوبر 2019 تصل أول قوة سعودية معززة بالدبابات إلى ميناء الزيت بعدن بعد تفاهمات تم التوصل لها بين المجلس الانتقالي والحكومة، على صيغة اتفاق نهائي. (الإمارات)


- 05 نوفمبر 2019 التوقيع على اتفاق الرياض، تم بموجبه منح السعودية المشروعية بشكل رسمي للتواجد بعدن. (وكالات عالمية)


- 11 نوفمبر 2019 قوات سعودية قامت بإنزال العلم الوطني الجنوبي من فوق مبنى مطار عدن الدولي، قبيل عودة فريق من الحكومة اليمنية إلى عدن، أشعل غضبا شعبيا واسعا، أعيد العلم على إثره إلى مكانه. (freeposts)


- 11 نوفمبر 2019 نائب رئيس المجلس الانتقالي"هاني بن بريك ينشر تغريدة له على تويتر "والله والله لن ينكس هذا العلم وفي رجال ينبض فيهم نبض وفي عروقهم دم، علم الجنوب خط أحمر."، ويرفقها بفيديو سابق له أثناء تحرير عدن. 



- 16 يناير 2020 قائد قوات التحالف السعودي بعدن مجاهد العتيبي يقلل من وجود الاخوان في الجنوب، في لقاء جمعه بإعلاميين جنوبيين في مقر التحالف بعدن، ويعتبر الحديث عن حزب الاصلاح “مجرد تضخيم لوجود الحزب” ويشير العتيبي إلى ان بلاده تتعامل فقط مع “الشرعية” . (الأخبار اليمني)


- 26 يناير 2020 يهاجم المسؤول الإعلامي للتحالف بعدن ناصر حبتر ما وصفهم بالإعلاميين الجنوبيين، بينهم الصحفي البارز صلاح بن لغبر.



- 09 فبراير 2020 قوة سعودية من عشرت المدرعات والجنود يقودها مجاهد العتيبي معززة بطيران عسكري حربي، تحاول إجبار نقطة العلم شرق العاصمة عدن على إدخال قوة للواء الدفاع الساحلي تتبع حكومة هادي، ويقودها الحارس السابق لأسامه بن لادن "أبي العابد". بائت المحاولة بالفشل بعد رفض القوات الجنوبية ما اعتبرتها "عناصر إرهابية" من دخول المدينة. (سوث24)


- 12 فبراير 2020 تقول صحيفة "عدن الغد" المدعومة من السعودية، أن عرض عسكري لقوات حماية المنشئات هو الأول منذ سنوات لم يتم فيه رفع شعارات المجلس الانتقالي. (عدن الغد)


- 18 فبراير 2020 أكدت مصادر مقربة من المجلس الانتقالي الجنوبي، مغادرة معظم أعضاء وفد المجلس العاصمة السعودية الرياض، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي. (عدن تايم)


- 21 فبراير 2020 حمل المتحدث باسم الانتقالي نزار هيثم، الحكومة اليمنية المسؤولية عن "التعنت والعجرفة" ورفض تنفيذ اتفاق الرياض، مشيرا إلى أن وفد المجلس قدم طيلة تواجده في السعودية "مرونة غير مسبوقة لخوض عملية التفاوض". (روسيا اليوم)


- 11 مارس 2020 السعودية تمنع قيادات بارزة من العودة من عمان إلى عدن جنوب اليمن، والمجلس الانتقالي الجنوبي يحذر من عواقب الخطوة. (سوث24)


- 12 مارس 2020 السفير السعودي يغرد أن "قيادة وأعضاء المجلس تحظى باحترام على كافة المستويات لدى المملكة". 



- 13 مارس 2020 قوات أمن مطار عدن تحبط محاولة إدخال قوات تتبع الشرعية تم تدريبهم في السعودية، وإخراج قوات الأمن الرسمية المكلفة بحماية المطار، بتوجيهات من التحالف السعودي.(سوث24)


- 13 مارس 2020 الصحفي الجنوبي البارز صلاح بن لغبر ينشر سلسلة تغريدات قال إنها تكشف عن مخطط يهدف لإسقاط مطار وميناء عدن بيد الاخوان مقابل عدم تقدم الحوثيين إلى مأرب، وأن هناك قوات عسكرية يدربها لهذا الغرض.

-


- 13 مارس 2020 السفير السعودي محمد آل جابر ينفي صحة ما أورده صلاح بن لغبر، ويقول أن "التحالف لا يوجد في معسكراته قوات أو أسلحة تستخدم ضد أبناء عدن والمحافظات الأخرى، بل لحمايتهم وتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب ودعم التنمية."




- نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك يزكي كلام السفير آل جابر، ويطالب ب "جمع كل جهودنا..مع التحالف بقيادة السعودية التي رعت اتفاق الرياض"،وييضيف "توجيهات القيادة الجنوبية واضحة في الثبات مع السعودية."



ورغم حالة الجدل الكبير التي صاحبت الإجراءات الأخيرة، إلا أن الرياض لم تضع حدا عمليا لهذه الشكوك، من شأنه أن يعزز ثقة الجنوبيين بسياساتها. ويعيد تطبيق تنفيذ الرياض بصورة عملية، تراعي خصائص ومطالب الشارع في جنوب اليمن، الذي ينادي باستعادة دولته منذ عقود.


ويخشى مراقبون أن ترضخ الرياض لشروط الواقع العسكري شمالا مع تقدم ميليشيات الحوثي المدعوم من إيران، في مناطق الجوف ومأرب، وتذهب لتأمين حدودها الجغرافية، بصفقات قد تجعل من عدن، كبش فداء.



- هذه المادة خاصة بـ مركز سوث24 للأخبار والدارسات



شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا