عربي

هل جنوب اليمن في طريقه للحكم الذاتي؟

الصورة: قوات جنوبية، فرانس برس (صالح العبيدي)

02-09-2022 الساعة 12 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24 | القاهرة 


تسائلت صحيفة الأهرام المصرية البارزة عن ما إذا كان جنوب اليمن يمضي نحو الحكم الذاتي، على خلفية توسّع سيطرة القوات الجنوبية في محافظتي شبوة وأبين. 


جاء ذلك في عنوان تحليل نشرته مجلة "الأهرام ويكلي" الناطقة بالإنجليزية، أمس الخميس، وترجم أجزاء منه للعربية مركز سوث24. 


وعقب أسبوع من القتال بين القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات حزب الإصلاح المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين في شبوة، سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على حقول غاز ونفط مهمة في شبوة، كما تقول الصحيفة. 


وكل من الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي، وفقا للأهرام، هما جزء من مجلس القيادة الرئاسي، بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.


طموحات الجنوبيين


وتضيف "كان جنوب اليمن مستقلا من عام 1967 إلى عام1990، عندما أدت حملة عسكرية شنها الرئيس الراحل على عبد الله صالح إلى توحيد البلاد. ومنذ بداية الانقلاب الحوثي، يحاول الجنوبيون استعادة الاستقلال والانفصال عن اليمن الشمالي."


وتقول الصحيفة أنه ومنذ بداية الأزمة الحالية في عام 2015، يأمل اليمنيون الجنوبيون في استعادة حصتهم من البلاد في تسوية سياسية. كان لدى الشركاء الرئيسيين في التحالف، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وجهات نظر مختلفة حول قضية الجنوب منذ البداية، في حين دعمت قطر الإصلاح كجزء من دعمها الأوسع لجماعة الإخوان المسلمين."


ويبدو أن القتال الحالي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الإصلاح في شبوة غير مستقر "حيث إن المتمردين الحوثيين مدعومون من إيران، وقوات الإصلاح مدعومة من قوى إقليمية ولا يعمل أي منهما من أجل مصلحة الشعب اليمني"، وفقا للمعلق السعودي عبد العزيز الخميس.


ويزعم الخميس أنّ ""قتال المجلس الانتقالي الجنوبي ليس ضد الحكومة الشرعية لأنها جزء منها، ولكنه في الأساس ضد حزب الإصلاح. إذ تتعاون ميليشيا الإصلاح والقوات داخل الحكومة "الشرعية" مع المتمردين الحوثيين.".


وقال المذيع السعودي المخضرم "انظروا إلى ما فعلوه في المناطق التي يسيطرون عليها، فهم لم يقاتلوا الحوثيين هناك فحسب، بل تركوهم يأخذونها فحسب. ليس فقط في شبوة، ولكن في تعز، الإصلاح هو السبب في أن الحوثيين ما زالوا صامدين".


وترى الأهرام بأنّ هذا التنافس بين عنصرين من مكونات المجلس الرئاسي لا يساعد في الجهود المبذولة لتحقيق السلام.


وقالت الصحيفة أنّ "ألوية العمالقة لا تزال تحتجز بعض مقاتلي الإصلاح في شبوة، خاصة بعد سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على عتق عاصمة المحافظة في وقت سابق من هذا الشهر. وقال مصدر يمني لصحيفة الأهرام ويكلي إن المذكرة الرئيسية للمجلس الرئاسي إلى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي كانت تطالب بشكل أساسي الإفراج عن مقاتلي الإصلاح هؤلاء." 


المفارقة، كما تقول الأهرام "هي أن المواقع الإخبارية القريبة من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران غاضبة مما تعتبره توسعا للمجلس الانتقالي الجنوبي لسيطرته في شبوة وأبين.


يقول عبد العزيز الخميس للصحيفة: "لقد كافح مقاتلو المجلس الانتقالي الجنوبي الإرهاب في الجنوب بنجاح وهذا أزعج الإصلاح والحوثيين. وفي مناسبات سابقة، تمكن مقاتلو المجلس الانتقالي الجنوبي من هزيمة ميليشيا الحوثي واستعادة المناطق الجنوبية التي سيطر عليها المتمردون. إنهم مقاتلون أفضل من الإخوان والحوثيين وحتى الجيش الحكومي".


ووفقا للأهرام، رأى بعض المراقبين في التصعيد الأخير للقتال وسيلة من قبل الفصائل المتحاربة لتعزيز موقفها التفاوضي في العملية السياسية المرتقبة نحو حل سلمي للأزمة اليمنية. وهم يربطون ذلك بالأمل في أن يكون إحياء الاتفاق النووي الإيراني حافزا لإنهاء الحرب في اليمن.


لكن الخميس لا يوافق على ذلك. "في الواقع، قد لا يكون إحياء الاتفاق النووي عاملا إيجابيا في التوصل إلى حل سياسي في اليمن. بل على العكس من ذلك، فشل الأمريكيون في إدراج الصواريخ الباليستية الإيرانية أو دعمها للميليشيات في البلدان المجاورة في الصفقة الجديدة. وهذا سيجعل إيران أكثر عنادا في جهودها لزعزعة استقرار الدول المجاورة من خلال وكلائها بمجرد إبرام الاتفاق النووي".


استكمال السيطرة


وردا على سؤال إذا ما كان قد يشكل تحرك المجلس الانتقالي الجنوبي لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن عقبة أمام الحل السياسي الذي ينص على دولة موحدة مع جميع الفصائل السياسية المعنية،قال المعلق السعودي إن هناك فهما أكبر الآن لتطلعات الجنوبيين.


وأضاف الخميس: "أعتقد أن الدعوة إلى نوع من الحكم الذاتي لجنوب اليمن أصبحت أكثر "قبولا" لبعض الأطراف الآن. ملف وضع الجنوب مطروح الآن على الطاولة تمهيدا للتوصل إلى تسوية نهائية. أصبح من الواضح أكثر أنّ الجنوبيين لن يقبلوا الحكم الكامل لصنعاء مرة أخرى. أحد الخيارات لتجنب الانفصال الكامل هو أن يتمتع الجنوب بحكم ذاتي داخل بلد موحد"، حسب تعبيره.


وبصرف النظر عن فصل البلاد إلى يمنين، مع خلو الجنوب من الحوثيين المدعومين من إيران، هناك قضية أخرى مهمة وفقا للصحيفة  المصرية. "تقع معظم موارد الطاقة - النفط والغاز وخطوط الأنابيب في الجنوب. كما سيسيطر جنوب اليمن على المدخل الجنوبي المهم استراتيجيا للبحر الأحمر في عدن.  سيتعين على أي حل سياسي أن يجد إجابات لهذه القضايا إذا أراد المجلس الانتقالي الجنوبي الحصول على حكم ذاتي في الجنوب."


- لقراءة التحليل الأصلي بالإنجليزية كاملا (الأهرام اون لاين)

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا