الصورة: جنود جنوبيون بجبهة الضالع (محور الضالع القتالي)
01-08-2022 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | رعد الريمي
في 29 يوليو الماضي، كان الجندي في القوات الجنوبية "محمد صالح" يحاول عبور مجرى للسيول شمال محافظة الضالع، للوصول إلى موقعه في جبهة "بتار" التي يرابط فيها ضد الحوثيين منذ أشهر طويلة بلا مرتب، وفي أوضاع قاسية؛ قبل أن تجرفه السيول بعيداً. ومنذ أكثر من عامين، لا تختلف أوضاع جنود القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي عن رفيقهم، حيث تنقطع المرتبات لأشهر، وتعاني المعسكرات من نقص في إمدادات الغذاء والتموين.
ورغم أنَّ هذه القوات حقّقت معظم الانتصارات ضد الحوثيين، إلا أنَّها لا تحظى بنفس الظروف والاهتمام مثل بقية القوات والتشكيلات العسكرية المختلفة التي يدعمها التحالف العربي. وإلى جانب انقطاع المرتبات، تعاني معسكرات وجبهات القوات الجنوبية من نقص في الغذاء والسلاح والوقود. وفي هذا التقرير، يقارن "سوث24" بين أوضاع القوات الشرعية المختلفة، ومن بينها القوات الجنوبية، وفقاً لبيانات ومعلومات حديثة من مصادر خاصة في هذه القوات.
حُراس الجمهورية
تتلقى معظم القوات الشرعية المناهضة للحوثيين مرتبات من التحالف العربي بقيادة السعودية منذ التدخل العسكري لهذا التحالف عام 2015، بالإضافة إلى العتاد العسكري والغذاء. وتختلف المرتبات ومواعيد صرفها من قوات إلى أخرى، كما أنَّ تسليح هذه القوات متباين أيضاً.
وبحسب رصد ومعلومات تحصلَّ عليها "سوث24"، فإنَّ قوات [حراس الجمهورية] التي يقودها العميد طارق صالح، عضو المجلس الرئاسي الجديد وشقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تتمتع بأفضلية في الجوانب اللوجستية والمالية والتسليح.
ورغم الدور المحدود لهذه القوات في بعض جبهات الساحل الغربي، إلا أنَّها لا تواجه أي انقطاع للمرتبات، كما تحصل على تسليح وتغذية جيدين، وفقاً لمصادر خاصة في هذه القوات لـ "سوث24". ووفقاً للمصادر، يحصل الجنود الذي ينتسبون لهذه القوات على مرتب بقيمة 1000 ريال سعودي شهرياً فور الانتهاء من دورة تدريبية، بالإضافة للسلاح.
وأفادت المصادر العسكرية أنَّ رواتب الضباط في قوات طارق صالح ممن ليس لديهم مناصب تبلغ 1500 ريال سعودي شهرياً، وهو المرتب الأساسي للضباط هناك؛ فيما تضاف علاوات مختلفة للضباط الذين لديهم صفات قيادية (قادة سرايا – قادة كتائب – أركان – عمليات) تصل أحياناً إلى أضعاف المرتب الأساسي.
وطبقا للمصادر، يُصرف مبلغ يقدر بـ 3000 ريال يمني يوميا كبدل تغذية للجنود، فيما يتضاعف هذا المبلغ عند القادة ومرافقيهم.
قوات مأرب
وفي مأرب، شمال اليمن، لا تختلف أوضاع القوات الموالية للحكومة اليمنية كثيراً، حيث يحصل الجنود، لا سيما الذين في الجبهات، على مرتبات تصل إلى 1000 ريال سعودي بشكل منتظم شهرياً، بالإضافة للمرتبات الحكومية التي تصرف من البنك المركزي في عدن عبر وزارة الدفاع. وتملك هذه القوات ترسانة كبيرة من الأسلحة السعودية.
وتتمتع هذه القوات بتغذية جيدة من التحالف العربي وميزانية وزارة الدفاع على حد سواء. ومن المهم الإشارة إلى أنَّ وحدات من القوات الموالية للحكومة اليمنية تنتشر في محافظات مجاورة لمأرب مثل الجوف وحجة تحصل على نفس الامتيازات منذ عام 2015.
كما ينتظم صرف المرتبات الحكومية لجنود المنطقة العسكرية الأولى، في وادي حضرموت بجنوب اليمن، الذين ينتمي معظمهم لمحافظات في الشمال بشكل شهري، وفقاً لمصادر خاصة مقربة من المنطقة لـ "سوث24". ولا تحصل هذه القوات على مرتبات بالريال السعودي وفقاً للمصادر، لكنَّها تحصل على إكراميات وسلاح سعودي رغم عدم اشتراكها بأي معركة منذ اندلاع الحرب.
ألوية العمالقة الجنوبية
أما بالنسبة لألوية العمالقة الجنوبية التي تنتشر في الساحل الغربي وبعض المحافظات في الجنوب، فإنَّ مرتبات هذه القوات التي يقودها عضو المجلس الرئاسي العميد عبد الرحمن المحرمي منتظمة الصرف إلى حد كبير. ويحصل جنود هذه القوات على مرتباتهم بشكل شهري، بالإضافة للإكراميات التي قد تصل إلى 5000 ريال سعودي عند تحقيق انتصارات هامة ضد الحوثيين في الجبهات، كما حصل في شبوة مطلع العام الجاري.
وتحظى ألوية العمالقة بتسليح جيد أيضاً نظير قوات حراس الجمهورية التي تشكل مع العمالقة والمقاومة التهامية المحلية في الساحل الغربي ما يُعرف بـ "القوات المشتركة". ويحصل جنود العمالقة الجنوبية في بعض الجبهات على بدل تغذية يومي مشابه لما يحصل عليه جنود حراس الجمهورية [3000 ريالا يمنيا] وفقا لمصادر خاصة لـ "سوث24".
القوات الجنوبية
في المقابل، تحصل القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي على مرتب شهرين بقيمة 1000 ريال سعودي كل أربعة أو خمسة أشهر، منذ أكثر من عامين. ووفقاً لمصادر عسكرية في هذه القوات لـ "سوث24"، فإنَّ المتأخرات من المرتبات تجاوزت عام وبضعة أشهر، ويشمل ذلك الجنود في الجبهات الحدودية الممتدة من لحج حتَّى الضالع.
وليست المرتبات التي يقدمها التحالف العربي للقوات الجنوبية هي وحدها من تنقطع لأشهر، فحتَّى المرتبات الحكومية التي تصرف من البنك المركزي في عدن عبر وزارة الدفاع تنقطع هي أيضاً لأشهر طويلة عن المنطقة العسكرية الرابعة التي تضم محافظات عدن، لحج، الضالع وأبين، ويشمل ذلك المتقاعدين العسكريين وبعض وحدات القوات الجنوبية التي تم استيعابها وترقيمها بعد عام 2015.
أما بالنسبة لتسليح القوات الجنوبية فقد توقفت شحنات السلاح التي كان التحالف العربي يقدمها مع إعلان الإمارات، عضو التحالف العربي إلى جانب السعودية، مغادرة قواتها اليمن أواخر العام 2019. وتعاني جبهات هذه القوات من نقص حاد في التغذية دفع سكان المناطق الجنوبية المجاورة للجبهات لتسيير قوافل غذائية مستمرة يعدها الأهالي للجنود الجنوبيين؛ كما حدث في الضالع مع اشتداد المعارك مع الحوثيين قبل عامين.
يشار إلى أنَّ الفروقات بين القوات المذكورة لا تتوقف عند المرتبات والسلاح والتغذية، بل تشمل حتَّى الجرحى، فبينما يحصل جرحى حراس الجمهورية على سيارات وبيوت جديدة تصرف من حين لآخر، يشتكي جرحى القوات الجنوبية من الإهمال ويتوفى كثير منهم جراء الرعاية الطبية السيئة في المستشفيات المحلية. كما يحظى الجنود الجرحى في جبهات مأرب برعاية صحية أفضل وينقل كثير منهم للعلاج في الخارج.
ومع إعلان المجلس الرئاسي الجديد في اليمن، الذي ضمت عضويته قادة القوات المختلفة، وتسميه رئيس وأعضاء اللجنة العسكرية المكلفة بإعادة ترتيب أوضاع القوات العسكرية والأمنية، من المفترض أن تشهد هذه الأوضاع تغيرا نحو ترقيم واستيعاب القوات المختلفة ضمن وزارة الدفاع وانتظام صرف المرتبات وإمداد المعسكرات بالغذاء والوقود بشكل متساوي.
ولكن أكثر من 110 يوما قد مرت منذ إعلان المجلس الرئاسي دون أن تحقق شيء حتَّى الآن.
قبل 3 أشهر