عربي

اليمن: هل يمثَّل المجلس الرئاسي الجديد التغيير؟

10-05-2022 الساعة 4 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24 | ترجمات


عندما غادر المجلس الرئاسي اليمني الجديد، بقيادة رشاد العليمي، إلى المملكة العربية السعودية في 27 أبريل، بعد أسبوع واحد فقط من أداء اليمين، ربما لم يكن من المستغرب أن تُطرح أسئلة حول ما إذا كانت قيادة البلاد تنوي البقاء في البلد الذي هم فيه والذي من المفترض أن يحكموه.


كان الرئيس عبد ربه منصور هادي، قد تخلى عمليا عن اليمن منذ أن أجبره الحوثيون المتحالفون مع إيران على مغادرة البلاد في آذار / مارس 2015، ومعه العديد من مسؤوليه، أقاموا في الرياض، وحصلوا على هذه التسمية المهينة "حكومة الفنادق".


لكن العليمي ونوابه سرعان ما عادوا، بل إنَّه خاطب اليمنيين عبر التلفزيون، وهو حدث نادر آخر في عهد هادي.


من الواضح أنَّ المجلس الرئاسي الجديد يحاول أن يظهر أنه مختلف عن هادي، فالهدنة المعلنة قبل شهر، والتي صمدت إلى حد كبير على الرغم من بعض القتال، سمحت للمجلس بتقديم نفسه على أنه موحد للفصائل اليمنية المناهضة للحوثيين، ويعمل من أجل حل دبلوماسي.


بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب التي مزقت الدولة اليمنية وتركت الملايين يعانون من واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، يعتقد البعض أن هناك أسبابًا للتفاؤل الحذر بشأن انتهاء الحرب.


ويتكون المجلس الرئاسي من أعضاء من شمال وجنوب اليمن، وهو توازن مهم بالنظر إلى الانقسامات الإقليمية للبلاد، ودعم الانفصال حتى من داخل المجلس نفسه.


بعض أعضاء المجلس مقربون من المملكة العربية السعودية؛ في حين أن البعض الآخر مدعوم من الإمارات العربية المتحدة، مما يساعد في تفسير سبب حصول الهيئة الجديدة على الدعم من كلتا القوى الخليجية.


العليمي مسؤول حكومي سابق من عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو حاليا مقرب من الرياض. وينضم إليه سبعة أعضاء آخرون في المجلس، بمن فيهم عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي؛ عبد الله العليمي عضو حزب الإصلاح الذي شغل منصب مدير مكتب هادي الرئاسي. طارق صالح، ابن شقيق الزعيم اليمني القوي السابق الذي يسيطر على القوات على ساحل البحر الأحمر اليمني. فرج البحسني محافظ حضرموت قائد قوات النخبة الحضرمية. عبد الرحمن أبو زرعة قائد ألوية العمالقة. سلطان العرادة محافظ مأرب. وعثمان مجلي، زعيم عشائري من محافظة صعدة تربطه علاقات بالرياض.


يقول الخبراء إنه لو كان هادي استمر في السلطة لكان من الصعب توحيد القوات المناهضة للحوثيين في البلاد.


تعتقد إليزابيث كيندال، الخبيرة البارزة في الشؤون اليمنية وكبيرة الباحثين في الدراسات العربية والإسلامية في كلية بيمبروك في جامعة أكسفورد، أنَّ المجلس الرئاسي لديه إمكانات أكبر للنجاح، وذلك على وجه التحديد لأنه أقصى هادي وأزال بعضًا من رفاق هادي من حوله".


"في عهد هادي، لم تكن مناهضة الحوثيين تعني موالاة الحكومة. كانت حكومة هادي ضعيفة وغير كفؤة وتفتقر إلى الشرعية "، قالت كيندال. وأضافت: "على الرغم من فوز هادي في انتخابات 2012، إلا أنه كان المرشح الوحيد، وانتهت فترة ولايته في عام 2014، وبصفته نائب الرئيس السابق صالح، لم يمثل البداية الجديدة التي كان اليمنيون يأملون في تحقيقها بعد الربيع العربي".


وقال الصحفي اليمني المستقل، أبوبكر الفقيه، لقناة الجزيرة: "يمثل المجلس الرئاسي الجديد فرصة طال انتظارها لإعادة تنظيم المعسكر المناهض للحوثيين، بالنظر إلى حقيقة أن جميع أعضاء المجلس يتمتعون بنفوذ قوي على الأرض على عكس السلطة الهشة للرئيس السابق هادي".


"إذا نجح المجلس الجديد في توحيد المعسكر المناهض للحوثيين، فقد ينجح في تحقيق مكاسب جديدة على الأرض، أو على الأقل قد يساعد ذلك في إقناع الحوثيين بأنهم لا يستطيعون السيطرة على كل البلاد أو شمال اليمن" أشار الفقيه. وأضاف: "هذا قد يجبر المجموعة على قبول الحقائق والتفاوض على مستقبل اليمن.


حسب التصميم، يضم المجلس أعضاء من خلفيات جغرافية وسياسية وقبلية مختلفة. في حين أن هذا يهدف إلى توحيد المعسكر المناهض للحوثيين، إلا أنه يعني أيضًا أن أعضاء المجلس لديهم رؤى متنافسة لليمن قد تجعل من الصعب عليهم البقاء متحدين ضد الحوثيين.


أوضحت ألكسندرا ستارك، باحثة بارزة في مركز أبحاث أمريكا الجديدة: "نظرًا لأن هذه الفصائل لها أيضًا مصالح متباينة، فقد لا يكون المجلس كافيًا للحفاظ على تماسكها".


بالنظر إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي ملتزم باستقلال الجنوب، تساءل الخبراء عن مقدار الدماء والتضحيات التي ترغب قواته [..] في تكريسها لـ "تحرير" الأراضي الشمالية من الحوثيين.

 

بالإضافة إلى ذلك، وبالنظر إلى اتهامات المجلس الانتقالي الجنوبي بأن الإصلاح منظمة "إرهابية" تسعى إلى إخضاع الجنوب، فقد لا يكون من السهل تجاوز المشاكل بين المجموعات التي يمثلها مختلف أعضاء المجلس، مما يثير الشكوك حول احتمالات تمكن هذا المجلس من تشكيل جبهة فعالة مناهضة للحوثيين بنجاح.

 

بغض النظر عن هذه الأسئلة المفتوحة، يعتقد المراقبون أن إنهاء رئاسة هادي كان ضروريًا لدفع اليمن إلى الأمام في اتجاه إيجابي، وأن قيادته كانت عائقًا أمام السلام. ويراقبون باهتمام ليروا كيف يختار الحوثيون المشاركة.


وسرعان ما رفضت الجماعة المجلس الجديد بسبب الدور الذي لعبه هادي - الذي اعتبره "المتمردون" غير شرعي - في جلب هذا المجلس إلى السلطة.


ومع ذلك، فإن الحوثيين، في الغالب، التزموا بالهدنة التي تشمل المجلس. لكن الوضع في محافظة مأرب الغنية بالنفط، حيث ورد أن الحوثيين انتهكوا الهدنة في بعض الحالات، لا يزال مصدر قلق.


وقال الفقيه: "جبهة مأرب هي الجبهة الرئيسية التي يريد الحوثيون إحراز تقدم فيها. صحيح أن الحوثيين فشلوا لمدة عامين في إحراز أي تقدم استراتيجي في السيطرة على هذا المعقل الحكومي الرئيسي، لكنهم يعتقدون أن هذا كان بسبب الميزة الجوية التي كانت لصالح المدافعين عن المدينة".


الآن، من المرجح أن يحاول الحوثيون الاستفادة من غياب الضربات الجوية السعودية لإعادة تعبئة جهودهم العسكرية وإعادة تموضعهم قبل شن هجوم كبير للسيطرة على المدينة، والذي، إذا حدث، سيوجه أكبر ضربة لخصومهم."


إيميلي ميليكين، جورجيو كافيرو | الجزيرة نت، النص الأصلي

ترجمة إلى العربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات


الصورة: لقاء المجلس الرئاسي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في 7 أبريل 2022 (رسمي)


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا