تاريخ وثقافة

جنوب اليمن الأحمر

24-04-2022 الساعة 6 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol language-symbol

سوث24 | فاطمة غونسون


في ستينيات القرن المنصرم، جاءت الثورة إلى جنوب اليمن واضمحل النظام السائد الذي اعتمد على الولاءات القبلية، والملكية، والتسامح مع الحكم الاستعماري، والالتزام الديني والأخوة العربية. لقد أدى إعصار العنف خلال الأعوام من 1963 إلى 1967 إلى جعل الثورة خيارا ممكنًا على غرار ما حدث في روسيا حيث لم تكن ثورة 1917 لتحدث دون نشوب الحرب العالمية الأولى، وهكذا كان الحال في جنوب اليمن من خلال اندلاع "انتفاضة ردفان" [1]. وتمثلت النظرية الجديدة في جنوب اليمن في الماركسية من خلال دولة مركزية، والاستقلال السياسي عن المملكة المتحدة، وتأميم الصناعة، ولجان العمال، والنقابات العمالية، والملكية العامة للممتلكات والأراضي، والعلمانية، والأممية، ونشر التوجه الثوري إلى بلدان في محيطها أمثال سلطنة عُمان والبحرين [2]. 


المفارقة هو أن اشتعال فتيل ثورة الجناح اليساري في جنوب اليمن جاء من خلال الدكتور جورج حبش وهو فلسطيني أسس حركة القوميين العرب في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1954 كحزب يميني [3]. وبدأت الحركة رحلتها كمنظمة عروبية وناصرية [4] لم تكن تحمل تشابها حقيقيًا مع مسار الجناح اليساري الأكثر وضوحا الذي سلكه جنوب اليمن في نهاية المطاف. ومع ذلك، منحت الحركة أرضا خصبة للفكر اليساري في الشرق الأدنى، كما ساعدت في ظهور مستقبلي للجبهة القومية للتحرير في جنوب اليمن، إذ أنّ قادة فرع حركة القوميين العرب في جنوب اليمن أصبحوا جزءا من الجبهة القومية للتحرير. ودفعت هزيمة مصر الكارثية في حرب يونيو على يد إسرائيل بعض اليساريين في المنطقة إلى تبني مواقف ماركسية-لينينية أكثر تطرفا. لقد ساعدت الهزيمة في تشويه سمعة كل من الناصرية والقومية العروبية كأسلحة فعالة ضد الإمبريالية والاستعمار الجديد. لقد كان فرع حركة القوميين العرب في جنوب اليمن في خلاف بالفعل مع المنظمة على خلفية برنامجها السياسي المعلن عام 1965 حيث تم اعتبره متوائمًا بشكل زائد عن الحد مع العناصر المعادية للثورة [5].  لقد كان رفض تلك السياسة بمثابة مناورة ذاتية تجاه الحدود الخارجية لليسار حيث تم الموافقة على المبادئ المعارضة للبرجوازية العربية وتشدد العمال وما بعد-الإثنية. 


"إنّ الاشتراكية تعني قوة البروليتاريا (طبقة العمال) [6]" وفقا لوجهة نظر المنظر الماركسي الهولندي أنتون بانيكوك (كان فلكيًا أيضا). ومن المعروف أن بانيكوك تعرض للسخرية من لينين نفسه واصفا إياه بالسياسي الطفولي [7]. لقد كان سبب ذلك أن بانيكوك كان ضمن ماركسيين آخرين بارزين مثل هيرمان جورتر عارضوا ديكتاتورية زعماء الحزب الشيوعي ضد الشعب بشكل عام في روسيا ثم في الاتحاد السوفيتي لاحقا. إنّ دراسة عملية إعادة تشكيل جنوب اليمن من جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية منذ عام 1967 بعد الاستقلال إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية اعتبارا من 22 يونيو 1969(تاريخ حركة التصحيح المجيدة) [8] يكشف أنّ الدولة في شكلها الأخير (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) اختارت ما يمكن أن نطلق عليه الانحراف عن الماركسية السائدة [9]. في كتابه "الماركسية والعالم الإسلامي"، قال ماكسيم رودنسون: "لا توجد ماركسية واحدة فقط ولكن ماركسيات متعددة". وأضاف أن تاريخ الماركسية يمكن فهمه بشكل أفضل باعتباره ممثلا لأنماط عديدة من النظريات التي نشأت من رحم العمل التمهيدي لكارل ماركس. إن هذه النظريات لديها "جوهر مشترك" مفاده أن الحقائق الاجتماعية هي السبب الرئيسي لتشكيل التقدم التاريخي "[10].


ويمكن مشاهدة النزاع بشأن ما يمكن أن يشكل الماركسية حقًا في صراع السلطة بين قحطان الشعبي (أول رئيس وزراء لدولة جنوب اليمن الجديدة عام 1967) وبين الجبهة القومية للتحرير التي أرادت تحطيم ما تبقى من مؤسسات الدولة التي خلفها البريطانيون وراءهم. وكان يتعين الشروع في أدوات جديدة للسلطة السياسية وفرض سياسة اقتصادية ضد الملكية الخاصة [11]. واحتج الشعبي على القرارات المتطرفة التي مررها المؤتمر الرابع للجبهة القومية للتحرير في مارس 1968 على أساس أن الإيمان بالصراع الطبقي كان خطأ وأن المجتمع يجب أن يعمل من أجل حدوث انسجام بين كافة الطبقات. وكان ذلك محاولة من الشعبي للعودة إلى الناصرية، وأن الاشتراكية العربية كانت تعني نفي الصراع الطبقي، وأن التقسيم الصحيح للعرب كان "عنصريا" وليس "لغويا"، وأن مثل هذه الروابط العنصرية استثنت العرب الآخرين من كافة انتقادات الجبهة القومية للتحرير [12].  وحدثت انشقاقات إضافية عندما قام سالم رُبيع علي بتشجيع اعتناق الماوية، والتي تعتمد على ثورة على هيئة مراحل مع تكوين أوسع للكتلة الثورية [13].  بيد أن فصيله المنشق تعرض للهزيمة [14] وتم إعدامه عام 1978.  الأشكال الأخرى من الاشتراكية الأكثر إنسانية والتي تلائم الديمقراطية والسيطرة على العمال والتحول الروحاني كالتي روجت لها روزا لوكسمبروج (ماركسية بارزة أخرى) لم تكن من الملامح المحددة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منذ عام ١٩٦٩ وعبر أرجاء السبعينيات. فبدلا من ذلك، كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية شديدة الاستبداد، حيث قامت بزرع دولة مركزية حافظت على استمرار بقاء جنوب اليمن تحت سيطرة الجبهة القومية للتحرير ثم الحزب الاشتراكي اليمني لاحقا.  وقام الحزب الاشتراكي اليمني بتطبيق نماذج إدارة الحزب التي استخدمها الحزب الشيوعي لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية (مكتب سياسي، لجنة مركزية ولجنة تنفيذية دائمة تقوم بإمداد القيادة الوطنية التي يتم اختيارها بواسطة مجلس شعب أعلى منتخب). 


لقد كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يتم حكمها من خلال ما يعرف بالطليعة (ثوريون محترفون يعملون لحماية الثورة الاشتراكية من خلال توجيه الطبقات العاملة بالقوة واستخدام تخطيط مركزي لتقويض الفردانية (فكرة روج لها لينين). وتم إنشاء مدرسة عليا للاشتراكية العلمية لأغراض تلقين الماركسية اللينينية. لقد كان الحزب آلية لتفعيل قرارات اللجنة التنفيذية الدائمة [15].  وتم وضع النقابات المهنية تحت سيطرة الحزب، ومراقبة اللجان العمالية بواسطة الحزب. وكان العسكريون والموظفون المدنيون التابعون للحكومة عرضة لما يرتقي أن يوصف بـ "محاكم التفتيش" من أجل تطهير الحكومة من هؤلاء الذين دربهم البريطانيون أو تلقوا استشاراتهم أثناء عهد الاستعمار. لقد تم إنشاء وكالة شرطة سرية (وزارة أمن الدولة) بدعم من ألمانيا الشرقية للمراقبة السياسية الداخلية وطمس أي معارضة للطريق الثوري المتبع [16]. 


من جانبه، قال الدكتور نويل بريهوني، الذي أجرى دراسة ممتدة عن الشرق الأدنى والذي عاش في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في سبعينيات القرن الماضي أن السرد المروج لتاريخ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية "قام بالتعتيم على الانتهاكات التي مورست في بداية السبعينيات"[17]. ولا يعني ذلك أن جنوب اليمن لم يستفد مطلقا من انحيازه إلى الاتحاد السوفيتي بعيدا عن ذلك الأمر. لقد كان هناك الكثير من التعاون الثقافي وكذلك المساهمات التقنية والمالية والاقتصادية. وتكشف مقاطع روسية مؤرشفة أن الروس كانوا يسافرون إلى عدن لتعليم سكان جنوب اليمن فن الموسيقى الكلاسيكية. 


لقد كان جنوب اليمن الماركسي طموحا، ولم تكن الثورة بالداخل كافية بالنسبة له فقام بالضلوع في دعم ثورة عُمان، [..] حيث ما يزال رئيس الدولة فيها هو سلطان يمارس دور الحاكم المطلق [18]. إنّ الطبيعة القمعية الخانقة لعمان استفزت بوضوح جنوب اليمن الأكثر راديكالية بفارق شاسع.  لقد كانت عمان مستعمرة بريطانية بحكم الواقع: 


وحدهم الكّتاب الذين أعماهم ضباب الشرعية والأيديولوجية الإمبريالية يمكنهم أن يشككوا في أن عمان كانت مستعمرة بريطانية بحكم الأمر الواقع من حيث أن النظام اعتمد على بريطانيا، وفرضت بريطانيا إرادتها عندما أرادت ذلك. [19]. 


ومن المنظور الأخلاقي، من السهل أن ترى لماذا دعمت جنوب اليمن الثورة في عمان. وصف سعيد بن تيمور، سلطان عمان من 1932- 1970 بالطاغية. وفي نهاية حكمه، كانت عمان تضم فقط ثلاث مدارس ابتدائية، ومستشفى وحيد فحسب، ولم يكن هناك صحافة وكان معدل معرفة القراءة والكتابة لا يزيد عن 5% [20]. لقد مرر قانونا يصنف كافة الأشخاص من أصل أفريقي في عمان كعبيد. ومن المعروف أيضا أنه كان يحتفظ بترسانة من الأسلحة في قصره بمدينة صلالة كانت تضم صواريخ [21]. وقبل الإطاحة به (رسميا من خلال نجله قابوس بن سعيد ولكن في الحقيقة تمت الإطاحة به بواسطة الحكومة البريطانية عام 1970 تحت قيادة حزب المحافظين بقيادة إدوارد هيث)، قام سعيد بن تيمور باتخاذ قرار يثير الاشمئزاز بغلق المدارس الابتدائية الثلاثة تحت مزاعم أساسها أنها مراكز للشيوعية، لكن تم منعه من تنفيذ ذلك [22]. لقد اندلعت الثورة العمانية في نهاية المطاف في صورة الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي في أواخر الستينيات والتي انقسمت في نهاية المطاف إلى منظمات مختلفة. لقد كان لهذه الجبهة جذورا عميقة وخرجت من رحم "حركة القوميين العرب" على غرار الجبهة القومية للتحرير، وعلى خلفية الكفاح المسلح في عمان الذي بدأ عام 1957. لقد أعطى جنوب اليمن كافة وسائل الدعم للجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي بما في ذلك توفير غطاء ناري لمقاتليها. وكانت النشرة الإخبارية الأسبوعية للجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي تحمل اسم "صوت الثورة" ويتم إصدارها من مكتبها في المعلا بعدن بل كانت تُرسل من هناك إلى أعضاء البرلمان في بريطانيا. وفي عام 2004، قامت بريطانيا بنزع السرية عن إحدى هذه النسخ وباتت متاحة للنشر عبر الأرشيف الوطني للخليج العربي، ويعود تاريخها إلى 10 نوفمبر 1973 بعد حرب يوم كيبور حيث يقول نصها: 


أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي وحذرت أكثر من مرة ضد مثل هذه التحركات التي يجريها الأسطول السابع الأمريكي وتهديده المستمر للسلام في هذه المنطقة، ودور الخيانة الكبير الذي يمارسه السلطان الدمية في هذا الصدد [23].

إن حرب الحكومة العمانية ضد الشيوعية ما يزال يتردد صداها في التاريخ المعاصر بعد مرور فترة طويلة من إزالتها للتهديد الذي كانت تشكله الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي على النظام الاستبدادي العماني عام 1976 وحواليه [24].  وفي أبريل 2020، انضمت عمان أخيرًا إلى العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الذي ظهر إلى النور عام 1966. ومع ذلك، أعلنت عمان تحفظها على البند 8 من العهد الذي يتعامل مع حقوق العمال. إن هذا التحفظ عمليًا يعني أن العمانيين يُحظر عليهم تشكيل نقابات مهنية أو من اتخاذ إجراءات عمالية مثل الإضرابات [25]. 


وبعد أن نجحت الحرب ضد البريطانيين عام 1967، كانت الحرب التالية التي خاضها جنوب اليمن ضد مستويات المعيشة الفقيرة وهيمنة بلدان أخرى. وكان يتعين أن يصبح الرخاء واستمرار الاستقلال دعوات الحشد الجديدة في مرحلة ما بعد الاستعمار: 


إن الانتصار الذي حققته الجبهة القومية للتحرير في نوفمبر 1967 قاد جنوب اليمن إلى صراع مع جيرانه ومع البلدان الأخرى في المنطقة في نموذج عدائي مشابه لما شهدته بلدان ثورية أخرى بدءا من فرنسا عام 1789 فصاعدًا [26]. 


وفي عام 1967، كان 18% فقط من عدد السكان يعرفون القراءة والكتابة. وفي محاولة لرفع تلك النسبة، قام جنوب اليمن بتقليد برنامج كوبي لمحو الأمية. وبحلول عام 1977، حصل 73000 من سكان جنوب اليمن على "دورات" محو الأمية، كما ارتفع عدد الملتحقين بالمدارس من 64500 إلى ما يزيد عن ربع مليون. كما تم إنشاء مدارس داخلية. وارتفع عدد الملتحقين بالجامعات من 362 عام 1970 إلى 1700 طالب عام 1977. وبحلول عام 1975، كان 7.4% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة يتم إنفاقه على التعليم. وعلاوة على ذلك، تم تطوير جامعة للتكنولوجيا بدعم من منظمة اليونسكو. وفي عام 1979، قرر 75 من إجمالي 560 طالب هندسة المضي قدما لاستكمال درجة الماجستير [27]. وتم اتخاذ إجراءات تقدمية لتحرير النساء. وحظرت تغييرات قانونية عام 1974 زواج الأطفال وتعدد الزوجات، وبُذلت جهود لإدراج المزيد من النساء ضمن القوة العاملة، لا سيما في وظائف في الاقتصاد الحضري، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة بدرجة أكبر من الرعاية الصحية والخدمات التعليمية ومنح نساء جنوب اليمن حق التصويت [28]. وفي معركة التطوير، نرى توترا وتناقضًا واضحين بين الأممية الرسمية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والمخاوف العملية للدولة لاسيما التي ترتبط بقيم رئيسية أو وطنية أو ماركسية. ولذلك، فإن المواءمات التي شهدها بداية الثمانينيات كانت انعكاسا للقيود الإجمالية المفروضة على الاتجاه الثوري في منطقة الجنوب العربي، لكنها شملت في نفس الوقت تعزيزا لنظام ما بعد الثورة في الدولة الواحدة حيث تم الإطاحة بالنظام القديم تماما [29].


وبالمضي قُدما إلى الأمام، وبعد مرور 32 عاما على انتهاء وجود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وبالرغم من مرور كافة هذه الأعوام، ما زالت مسألة دولة جنوب اليمن المستقلة تحظى بشعبية واضحة بين العديد من سكان جنوب اليمن وشتات الدولة السابقة. لقد أعقب ذلك معارك نارية ضد قوات الحكومة اليمنية الموحدة، ودخلت مسألة تقسيم اليمن بالتأكيد ساحة التاريخ المعاصر. وعلى المستوى الدولي، فإن المراقبين الحاذقين للمنطقة يدركون البعد "الجنوبي" لتكوين اليمن والذي أدى إلى حركة تطالب باستعادة الدولة تحت مسمى "الحراك"، ثم تشكيل "المجلس الانتقالي الجنوبي" في وقت لاحق. ما يفتقد الوضوح هو مستقبل الهيكل الداخلي لدولة جنوب يمنية مستقلة، وماهية الأيديولوجيات التي ستستند عليها بخلاف القومية ذاتها. وفي مقابلة مع قناة الجزيرة، قام علي سالم البيض (المتجذر في تاريخ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كأمين عام للحزب الاشتراكي اليمني، والزعيم السابق للجبهة الوطنية للتحرير والذي واجه حرب الشمال ضد جنوب اليمن) باقتراح "صفحة بيضاء" قائلًا: 


نحن نطالب فحسب باستعادة دولتنا التي أبرمت في وقت سابق اتفاقا اختياريًا مع جمهورية اليمن العربية. هذا الاتفاق تم إبرامه بشكل طوعي في 22 مايو 1990. وعندما توجهنا إلى صنعاء، لم نجد أي شخص يقدر هذا الإنجاز الضخم بتوحيد اليمن والذي كان حلما يراودنا دائما. نحن نطالب باستعادة دولة اليمن الجنوبية والتي كانت قائمة قبل 1990 ولكن ليس بنفس الشكل التي كانت عليه آنذاك، ولكن من خلال معادلة تقبلها جميع أطياف نسيج المجتمع في جنوب اليمن، وليس تحت النظام الدستوري السابق، ولكن تحت مظلة نظام جديد يتم بناؤه وفقا لمطالب الشعب على مستوى عميق الجذور، بحيث يكون قادرا على احتضان كافة شرائح المجتمع والسماح للجميع بأن يكون لهم القول الفصل فيما يتعلق بالدستور ومستقبلهم الخاص [30].

وتحريفًا للبيان الشيوعي الافتتاحي الذي أعده ماركس وإنجلز عام 1848، يمكن القول إن شبح الشيوعية (وفقا لعلي البيض) لم يعد يخيم على جنوب اليمن.


فاطمة غونسون

صحفية بريطانية مقرها لندن  (الآراء الواردة في هذه المقالة تعكس رأي المؤلف فقط وليس بالضرورة آراء المركز)

- هذه المقالة تم ترجمتها عن المادة الإنجليزية الأصلية المنشورة على صفحة مركز سوث24 بالإنجليزي


المراجع: 

[1] South Yemen, A Marxist Republic in Arabia, Robert W. Stookey, Routledge, New York, 2019, p61

[2] history.state.gov

[3] South Yemen, A Marxist Republic in Arabia, Robert W. Stookey, Routledge, New York, 2019, p60

[4] The Republic of Lebanon – Nation in Jeopardy, David C. Gordon, Taylor and Francis, U.K., 2016, pp91-95

[5] South Yemen, A Marxist Republic in Arabia, Robert W. Stookey, Routledge, New York, 2019, p60

[6] Non-Leninist Marxism – Writings on the Worker Councils, Gorter, Pannekoek, Pankhurst, Ruhle, Red and Black Publishers, St Petersburg, Florida, 2007, p5

[7] Non-Leninist Marxism – Writings on the Worker Councils, Gorter, Pannekoek, Pankhurst, Ruhle, Red and Black Publishers, St Petersburg, Florida, 2007, p7

[8] Why Yemen Matters – A Society in Transition: The role of the PDRY in forming a South Yemen identity, Noel Brehony, Saqi Books, London, 2014, p126

[9] Marxism and the Muslim World, Maxime Rodinson, Zed Books, London, 2015, p5

[10] Marxism and the Muslim World, Maxime Rodinson, Zed Books, London, 2015, p6

[11] Arabia Without Sultans, Fred Halliday, Penguin Books, Harmondsworth, 1974, p230

[12] Arabia Without Sultans, Fred Halliday, Penguin Books, Harmondsworth, 1974, p234

[13] Arabia Without Sultans, Fred Halliday, Penguin Books, Harmondsworth, 1974, p233

[14] South Yemen, A Marxist Republic in Arabia, Robert W. Stookey, Routledge, New York, 2019, p105

[15] Why Yemen Matters – A Society in Transition: The role of the PDRY in forming a South Yemen identity, Noel Brehony, Saqi Books, London, 2014, pp126-127

[16] South Yemen, A Marxist Republic in Arabia, Robert W. Stookey, Routledge, New York, 2019, pp66-67

[17] Why Yemen Matters – A Society in Transition: The role of the PDRY in forming a South Yemen identity, Noel Brehony, Saqi Books, London, 2014, p129

[18] South Yemen, A Marxist Republic in Arabia, Robert W. Stookey, Routledge, New York, 2019, p99

[19] Arabia Without Sultans, Fred Halliday, Penguin Books, Harmondsworth, 1974, p271

[20] Arabia Without Sultans, Fred Halliday, Penguin Books, Harmondsworth, 1974, p275

[21] Arabia Without Sultans, Fred Halliday, Penguin Books, Harmondsworth, 1974, p279

[22] Arabia Without Sultans, Fred Halliday, Penguin Books, Harmondsworth, 1974, p276

[23] agda.ae

[24] South Yemen, A Marxist Republic in Arabia, Robert W. Stookey, Routledge, New York, 2019, p99

[25] Amnesty International Report 2020/21: The state of the world’s human rights, Oman, Index Number: POL 10/3202/2021, 7 April 2021, p277

[26] Aspects of South Yemen’s Foreign Policy 1967-1982, Fred Halliday, Department of International History, London School of Economics and Political Science, University of London, Doctoral Thesis submitted April 1985, p307

[27] South Yemen, A Marxist Republic in Arabia, Robert W. Stookey, Routledge, New York, 2019, pp86-87

[28] Why Yemen Matters – A Society in Transition: The role of the PDRY in forming a South Yemen identity, Noel Brehony, Saqi Books, London, 2014, p129

[29] Aspects of South Yemen’s Foreign Policy 1967-1982, Fred Halliday, Department of International History, London School of Economics and Political Science, University of London, Doctoral Thesis submitted April 1985, p312

[30] aljazeera.com


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا