التقارير الخاصة

جنوب اليمن: سقوط «مديريات بيحان» بيد الحوثيين، الأسباب والنتائج

30-09-2021 الساعة 6 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol language-symbol

سوث24| شبوة


في الحادي والعشرين من سبتمبر أيلول الجاري، استولت ميليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، على مديريتي عين وبيحان العليا، وأجزاء واسعة من مديرية عسيلان (يطلق أبناء المحافظة عليها مُجتمعة اسم "مديريات بيحان")، بمحافظة شبوة، جنوب اليمن، بعد انسحاب القوات الحكومية دون قتال، وفقاً لمصادر محلية.


وكانت الميلشيات التي تسيطر على صنعاء ومعظم الشمال اليمني، قد بدأت، قبلها بأيام، هجومين متزامنين على محافظتي أبين وشبوة، المجاورتين لمحافظة البيضاء، شمال اليمن، والتي أسقطها الحوثيون بشكلٍ كامل بعد معارك مع قوات من ألوية العمالقة، والمقاومة الشعبية، وانسحابات للقوات الحكومية من عددٍ من الجبهات.


كما كثفت ميلشيا الحوثي هجماتها على محافظة مأرب، وأسقطت مديرية حريب الحدودية مع شبوة، بعد أقل من يوم من السيطرة على بيحان وعين وأجزاء من عسيلان. ويخوض الحوثيون حالياً معاركاً في جبهات عدة بمأرب، أههما الجوبة والعبدية وصرواح، بعد تمكنهم من مديريتي "رحبة وماهلية"، في المحافظة التي تعتبر "مدينة مأرب" فيها المعقل الأخير للحكومة اليمنية في شمال اليمن.


وأثار سقوط مديريات غرب شبوة المخاوف من غزو حوثي جديد لمحافظات جنوب اليمن، والتي تحرّرت قبل أكثر من 7 أعوام بدعمٍ من التحالف الذي يضم السعودية والإمارات، وتكرار سيناريوهات إسقاط صنعاء ومناطق الشمال، خصوصاً مع الاتهامات التي يطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، ضدَّ القوات الحكومية في شبوة الموالية لحزب الإصلاح اليمني، بـ "التخادم" مع الحوثيين، والمؤامرة لتسليم شبوة له، على غرار محافظات الشمال.


اقرأ المزيد: تحليل | معركة شبوة: سيناريوهات مُحتملة


الأسباب


القوات الحكومية

تضم شبوة عدداً من المحاور والألوية العسكرية، والتي يوالي معظمها حزب الإصلاح الإسلامي، ونائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر. كما تنتشر في المحافظة وحدات عسكرية قدمت من شمال اليمن قبل أكثر من عامين، للمشاركة في المعركة ضد النخبة الشبوانية والقوات التابعة للمجلس الانتقالي.


عملياً، لم تقاتل هذه القوات الحوثيين أثناء تقدمهم – الذي تم في غضون ساعات فقط - في مديريات غرب شبوة، وانسحبت إلى مناطق أخرى بالمحافظة. لاحقاً، اشتبكت هذه القوات مع الحوثيين في عسيلان، واستعادت بعض المناطق فيها، وفقاً للإعلام الحكومي (1). وبينما يؤكّد المجلس الانتقالي ومكونات قبلية في شبوة التواطؤ تجاه الحوثيين من قِبل القوات الحكومية (2)، يشير مراقبون إلى أنَّ السبب الحقيقي هو هشاشة وضعف هذه القوات.


وفي حديث خاص مع "سوث"24، قال المحلل والخبير العسكري، العميد ثابت حسين صالح، أنَّه "لا يمكن تفسير أسباب سقوط بعض مديريات بيحان بيد الحوثيين بتفوقهم عسكرياً، بل بتخاذل الوحدات العسكرية والأمنية الموالية للشرعية التي كانت متمركزة بهذه المديريات. مُضيفاً، "ناهيك عن انسحاب الوحدات الموالية للشرعية من المديريات المُحادية لبيحان، من اتجاهي البيضاء ومأرب الشماليتين، وجعل الطريق سالكاً أمام الحوثيين للوصول إلى شبوة الجنوبية".


وتابع، "التخادم بين الحوثيين والإصلاح لا يخفى على أحد، فقد حدث هذا في مناطق عديدة وفي شبوة بصورة أكثر وضوحاً". واعتبر الخبير العسكري انسحاب القوات الحكومية أمام الحوثيين "نكايةً بأبناء شبوة المنتفضين في بلحاف ضدَّ تواجد الشماليين والإخوان، واستراتيجية الإصلاح قائمة على (للحوثيين ولا للانفصاليين)".


ويؤكّد الناشط السياسي الشبواني، محمد بن حبتور، في حديثه لـ "سوث24" أنَّ المناطق التي سيطر عليها الحوثيون في شبوة "لم تسقط بقتال، ولكنها سُلِمت للحوثي في مشهد دراماتيكي مؤلم لكل من قاتل الحوثيين وضحى وبذل وقدم الغالي والنفيس منذ بداية الحرب الحوثية عام،2015  وحتى تحرّرت هذه المديريات من قبضة الجماعة أواخر عام 2017".


ويلفت حبتور إلى أنَّ "نفس الأسباب" التي جعلت القوات الحكومية تنسحب "من مواقعها السابقة على أعتاب صنعاء، مروراً بالجوف والبيضاء وأغلب مديريات مأرب، هي الأسباب التي جعلتها تنسحب من مديريات بيحان بشبوة أيضاً". مُضيفاً، "اليوم يتضح جلياً للجميع أنَّ التحركات العسكرية تخضع للحسابات السياسية والحزبية ويتخذها البعض، وهم في رأس السلطة، ورقة مساومة ومناورة لتحقيق وفرض ما يتوافق مع توجهاتهم سياسياً، وهذا شيءٌ معيبٌ".


أما المستشار الإعلامي لمحافظ شبوة، يسلم البابكري، فاعتبر في حديثه لـ "سوث24" أنَّ الحرب مع الحوثيين "حرب مفتوحة منذ انقلابها على الشرعية، وسبق أن شنت حرباً شاملة على شبوة ووصلت في 2015 إلى عاصمة المحافظة، ثم تحررت كاملاً في نهاية 2017 بعد تضحيات كبيرة". مُضيفاً، "مؤخراً شنت الميليشيات الحوثية معاركاً واسعة بمحافظة البيضاء ذات الطبيعة الجغرافية المعقدة والموقع المهم، والتقدم الذي أحرزه الحوثيون بهذه المحافظة فتح أبواب الخطر على مأرب وشبوة، وأحدث تقدماً للحوثيين في حريب وبيحان".


وتابع، "هذه حرب، والتقدم والتراجع وارد فيها، لكن غير الوارد هو ما تمَّ الترويج له وبكل أسف في كثير من وسائل الإعلام التي تقدّم خدمة مجانية للعدو بوجود انسحابات". مؤكداً، "الجيش الوطني يعيد تموضعه وترتيب صفوفه لما هو أبعد من تحرير بيحان".


غياب النخبة الشبوانية 

في 21 أغسطس آب 2019، اندلعت اشتباكات عسكرية بين القوات الحكومية وقوات "النخبة الشبوانية" التابعة للمجلس الانتقالي في محافظة شبوة، عقب معارك عنيفة في عدن، انتهت بسيطرة المجلس عليها. استطاعت قوات الحكومة اليمنية التي يوالي معظمها "الإصلاح" هزيمة قوات النخبة، وأخرجتها من شبوة، لتعلن في 23 من ذات الشهر السيطرة على المحافظة بشكل كامل. ولم يتبق من النخبة الشبوانية بالمحافظة عدا لوائين في منشأة بلحاف الغازية، بالإضافة لقوات إماراتية.


وكانت لجنة سعودية خاصة قد وصلت عتق، عاصمة شبوة، تزامناً مع هذه الأحداث. بوضوح، لم يخف الدعم السعودي للقوات الحكومية في شبوة، وشاركت الآليات العسكرية التي قدّمتها الدولة التي تقود تحالفاً في اليمن، في حرب السيطرة على شبوة، كما يؤكّد مراقبون عسكريون.


وتألفت النخبة الشبوانية من سبعة ألوية، مّولتها دولة الإمارات، وخاضت عدداً من الحروب ضد تنظيم القاعدة في شبوة؛ كما لعبت هذه القوات دوراً في مكافحة الثارات القبلية والمجتمعية في المحافظة. وبغياب النخبة، فقدت شبوة أهم قوة جنوبية خالصة كان من المُفترض – وفقاً لمراقبين – أن تُشكّل السد المنيع أمام الحوثيين والتنظيمات المُتطرفة على حدٍ سواء.


تمزّق المجتمع وإضعاف القبائل

"المجتمع الشبواني مجتمعٌ قبلي بامتياز، ولطالما لعبت القبيلة الدور الأكبر والأبرز في شبوة على مدى تاريخها"، يؤكّد عضو هيئة رئاسة "التحالف الموّحد لأبناء شبوة"، ومساعد رئيس التحالف لشؤون "الصلح والعُرف القبلي"، الشيخ سالم الخليفي أبو زيد، في حديثه لـ"سوث24".


وبالنسبة للشيخ الخليفي، عملت سلطات شبوة "الحزبية" على "تمزيق النسيج الاجتماعي بالمحافظة، وهو ما يدّل عليه عودة الثارات التي اختفت في عهد النخبة الشبوانية". وشهدت شبوة نزاعات قبلية مستمرة على مدى عامين منذ هزيمة النخبة الشبوانية، قُتل فيها العديد من أبناء القبائل، واُستعملت فيها أنواع الأسلحة، دون تدخل من السلطات.


وهاجمت القوات الحكومية أيضاً، على مدى العامين الماضيين، قبائل بلحارث، إحدى أبرز قبائل شبوة، في مديرية عسيلان، أرض القبيلة، للسيطرة على حقول النفط فيها. وطالب المحافظ محمد بن عديو، قبل أيام فقط من سيطرة الحوثيين على أجزاء كبيرة من هذه المديرية، الداخلية اليمنية بالقبض على 4 من رموز بلحارث، في مُذكرة له، واصفاً إياهم بـ "الإرهابيين".


ويلفت الشيخ سالم الخليفي "طاردت سلطة الإصلاح في شبوة المشائخ الذين رفضوا الخضوع لها، وأنا أحدهم، عقاباً لهم على مواقفهم الوطنية". يضيف، "قتلت هذه السلطات أبنائنا في النخبة الشبوانية، واختطفت أبناء شبوة الأحرار".


علاقة أطراف وشخصيات محلية بالحوثيين

بشكل واضح، يؤمن الحوثيون بأفكار دينية قائمة على الأفضلية العرقية والسلالية. ودأبت الجماعة دوماً على محاولة استقطاب القبائل والأسر التي تعتقد أنَّها متصلة معها بالنسب "الهاشمي". ويعتقد محللون أنَّ هذه الأفكار لعبت دوراً في إسقاط مديريات غرب شبوة بيد الحوثيين، إذ أنَّها ثبطت من المقاومة الشعبية لهم نتيجة وجود بعض "الأسر الهاشمية" الموالية للحوثيين هناك.


ووفقاً للشيخ سالم الخليفي، فإنَّ هنالك بالفعل "موالين" لميليشيات الحوثي في مديرات غرب شبوة، "لعبوا دوراً في تقدّم هؤلاء الغزاة"، حدَّ قوله.


وخلافاً لما أفاد به الشيخ الخليفي، يؤكّد الناشط محمد بن حبتور أنَّ "لا حواضن شعبية للحوثيين في المناطق التي سيطروا عليها في شبوة، كما هو حال الجنوب بأكمله، حيث لا يقبلهم أحد"، مُشيراً إلى أنَّ الحوثيين "يتعمدون إظهار ونشر هكذا أفكار عبر المقاطع المصوّرة من بعض المساجد والمدارس والتجمعات، ليتم تطبيع هذه الفكرة في العقل الباطن لأبناء الجنوب، وهذا الشيء يجب أن لا يمر مرور الكرام، ولا بُد من التصدي له بكل قوة وحزم".


ولفت حبتور إلى أنَّ "وجود بعض الأفراد أو حتى العوائل التي كانت لها حسابات خاطئة وأظهرت ودها وقبولها بالحوثي بسبب أو لآخر، لا يعني بأي حال من الأحوال أنَّ له حاضنة شعبية"، رافضاً "ربط مشروع الحوثيين بالقبائل الهاشمية التي هي جزء أصيل من النسيج الشبواني ولها دور بارز في قتال الحوثيين".


النتائج


الأرض 

تبلغ مساحة مديريتي بيحان العليا وعين اللتين سيطر عليهما الحوثيون كلياً 1440 كم²، فيما تبلغ مساحة مديرية عسيلان التي استولت الميليشيات على أجزاء واسعة فيها أيضاً 3232 كم². 


الخطر على عتق

وفقاً لمصادر محلية، وصل الحوثيون إلى مفرق "النقوب" في مديرية عسيلان، والذي يربطها بطريق تمتد لما يقرب من 150 – 160 كيلو متر، بحسب خرائط جوجل، إلى عتق، عاصمة شبوة.


وكان الحوثيون قد أسقطوا النقوب ومناطق أخرى مجاورة في عسيلان مثل "وحيد بن عقيل، الهجر، مفرق الحمى، والسليم"، بذات اليوم الذي استولوا فيه على مديريتي بيحان وعين، وفقاً لمصادر محلية.


الاستنفار العسكري للمجلس الانتقالي

قبل أقل من أسبوع على إسقاط الحوثيين لمديريات غرب شبوة، كان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، قد أعلن حالة طوارئ واستنفار عسكري وتعبئة عامة في محافظات جنوب اليمن، لقتال الحوثيين، و"الدفاع عن الجنوب".


إعلان الزبيدي جاء بعد استيلاء الميليشيات على مديرية الصومعة، آخر جيوب القوات الموالية للحكومة اليمنية في محافظة البيضاء، شمال اليمن، بعد فرار هذه القوات إلى محافظة شبوة. وعقب السيطرة الكاملة على البيضاء، هاجم الحوثيون جبهة ثرة بمديرية لودر بمحافظة أبين، والتي ترابط فيها المقاومة الجنوبية، من جهة مُكيراس في البيضاء، كما هاجمت بيحان في شبوة من جهة ناطع.


اقرأ المزيد: جنوب اليمن: الحوثيون يتقدّمون في شبوة ويقصفون أبين


وحول هذا الموضوع، لفت الخبير العسكري ثابت حسين صالح إلى أنَّ "الاعتداءات الحوثية على أراضي الجنوب بتواطؤ الإخوان، ورفض قوات الشرعية الانسحاب من شقرة وشبوة وفقاً لاتفاق الرياض، بالتزامن مع اشتداد حرب الخدمات والمرتبات بحق الجنوبيين، يجعل للانتقالي الحق في اتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية أراضي الجنوب، والدفاع عن مواطنيه".


وأكّد نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي، منصور صالح، في حديثه لـ "سوث24" أنَّ "الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية يحملان على عاتقهما مهمة تحرير الجنوب وحماية أمنه واستقراره، وهذه مهمة لا تراجع عنها". وتابع، "نحن لا نراهن على القوى التي سهلت احتلال الجنوب وكانت شريكة في إسقاط مناطقه سابقاً وحتى اليوم، ولكل حادث أوانه".


السعودية وزيارة معين إلى عتق

بشكلٍ مفاجئ، وصل رئيس حكومة المناصفة اليمني، معين عبد الملك، الاثنين، إلى مدينة عتق بمحافظة شبوة، قادماً من الرياض. ووفقاً لمصادر خاصة، اُحيطت زيارة الرجل بسرية كبيرة ولم يُعلن عنها إلا بعد مضي ساعات على اجتماع له بسلطة شبوة المحلية بقيادة المحافظ بن عديو، قبل أن يتجه عبد الملك إلى المكلا بحضرموت (3)، ثم عدن، الثلاثاء، بعد نصف عام من رحيله منها.


وأفاد حساب رئاسة الوزراء اليمنية على تويتر أنَّ زيارة عبد الملك "للاطلاع ميدانياً على الأوضاع العسكرية والأمنية والاقتصادية والإنسانية والخدمية والتنموية، في شبوة والمحافظات المحررة" (4)؛ ونشر خطاباً مصوّراً له أمام السلطة المحلية تحدث فيه عن سقوط مديريات غرب شبوة بيد الحوثيين (5).


وجاءت هذه الزيارة الخاطفة لرئيس الوزراء اليمني بعد أسبوع من لقاء جمعه بقائد القوات المشتركة للتحالف الذي تقوده السعودية، الفريق مطلق بن سالم الأزيمع، بالرياض. (6)


وحول هذه الزيارة، لفت مستشار محافظ شبوة الإعلامي، يسلم البابكري، إلى أنَّها تأتي "في سياق تدعيم الموقف الوطني نحو المعركة مع ميلشيا الحوثي، وهو الهدف المُشترك للجميع".


دعوة للاصطفاف

ومع تقدم الحوثيين وخطر سقوط شبوة كاملاً، أطلقت شخصيات سياسية واجتماعية جنوبية دعوات لمختلف مكونات المحافظة، على رأسها السلطة المحلية التي ينتمي معظم مسؤوليها بمن فيهم المحافظ لحزب "الإصلاح"، والمجلس الانتقالي الجنوبي، للاصطفاف. وكانت أبرز هذه الدعوات هي دعوة الشيخ القبلي البارز المُقيم في بريطانيا، صالح بن فريد العولقي، لانتقالي شبوة وبقية مكونات المحافظة للوقوف خلف المحافظ في المعركة ضد الحوثيين. (7)


وفي معرض رده حول فرص التقارب بين سلطة شبوة والانتقالي، قال منصور صالح أنَّ "سلطة شبوة تحتاج أولاً أن تثبت حسن نواياها بإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين، ووقف الانتهاكات واحترام مكانة وقيمة شبوة بدلاً عن جعلها مُديرية ملحقة بمحافظة مأرب، وإبداء ولو شكل بسيط من أشكال المقاومة ضد الميليشيات الحوثية".


وأشار صالح إلى أنَّ ما يجري في شبوة حالياً "يبدو حالة واضحة من التناغم بين الميلشيات الحوثية والإخوانية". لافتاً إلى أنًّ "الفرص ستظل قائمة للتواصل والتقارب مع أي قوة جنوبية، شريطة فك ارتباطها بقوى اليمن الشمالي، وتحديداً جماعة الحوثي، وأن نكون جميعاً تحت سقف الجنوب ونعمل في سبيل تحقيق هدف استعادة دولته".


وحول هذا، قال الناشط محمد بن حبتور أنَّه "حتّى الآن، لم تُظهر سُلطة شبوة أي بوادر لحسن النية مع الانتقالي ومناصريه، فلا تزال السجون مليئة بالمعتقلين من أصحاب الرأي المخالف للسلطة، ولا تزال الاعتقالات مُستمرة لجنود النخبة واعضاء المجلس الانتقالي بالمحافظة".


وتابع، "نحن بطبيعة الحال ننادي هذه السلطة أن تستشعر خطورة الموقف وتتحمل مسؤوليتها تجاه شبوة، فالحسابات الضيقة لن تؤدي إلا لمزيد من التشرذم والتنافر بين أبناء المحافظة، وهو ما سيؤدي لضعف الجبهة الداخلية وبالتالي الانهيار التام أمام التقدم الحوثي".


وتعليقاً على هذه الدعوات، أوضح يسلم البابكري، "لا شك أنَّ الحوثي عدو للجميع بمشروعه الطائفي السلالي، وأنَّه استفاد كثيراً من الصراعات في المناطق المحرّرة، ومن البدية كان هنالك صوت وطني مرتفع يدعو إلى توحيد الموقف والجهود نحو هذه المعركة، وبعد تحرير الوطن يمكن الوصول إلى حلول لمختلف القضايا".


وأضاف، "كان الطريق الأقصر لخروج اليمنيين شمالاً وجنوباً من أزمتهم العميقة هو بالتوّحد خلف شرعية رئيس الجمهورية واستعادة الدولة وانهاء الانقلاب، ثم التوافق على القضايا الوطنية، لكن ما حدث هو عكس ذلك، ومع ذلك لا يزال هناك متسع لمراجعة الموقف".


ورد الشيخ سالم الخليفي على دعوة الشيخ العولقي "لن نقف خلف من قتل أولادنا في النخبة الشبوانية وداهم مطارحنا وسلّم بيحان للحوثي، وأقصد بن عديو ومليشيات الشرعية التابعة للإخوان كلها"، مؤكداً، "المجلس الانتقالي أجمع عليه شعب الجنوب كله، والتحالف الموّحد لأبناء شبوة يجمع أبناء المحافظة دون تمييز حزبي أو قبلي أو مناطقي وتحت الثوابت الوطنية الجنوبية". 


يعقوب السفياني    

صحفي ومعد تقارير لدى مركز سوث24 للأخبار والدراسات


- الصورة: أحد مقاتلي ميليشيات الحوثي في أحد جبال بيحان العليا بشبوة (إعلام الجماعة)


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا