09-09-2021 الساعة 1 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| قسم الترجمات
بالرغم من بعض الخطوات الدبلوماسية الإيجابية، تبدو آفاق السلام في اليمن ضئيلة في الوقت الذي دخل فيه الصراع طورًا جديدا من التصعيد.
تلقى المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، هانز جروندبرج، التهنئة بمنصبه في صورة سلسلة من تصعيد الصراع في الدولة الآسيوية هذا الأسبوع، حيث استمر القتال على الصعيد المحلي ومن خلال هجمات استهدفت الجارة المملكة السعودية.
ويأمل جروندبرج، الذي تولى منصبه الجديد الأحد خلفا لمارتن جريفيث، في وضع نهاية للحرب الأهلية اليمنية.
منذ أن بسط المتمردون الحوثيون، المدعومون من إيران، سيطرتهم على الكثير من أرجاء اليمن عام 2014، وما أعقبه من تدخل عسكري للتحالف العربي عام 2015 بهدف إعادة الحكومة المعترف بها دوليا، تسعى الأمم المتحدة إلى حل سياسي للصراع في اليمن. بيد أن جهود السلام تعقدت جراء تدخل دولة هجينة وأطراف ليست حكومية.
منذ العام الماضي، تحاول السعودية، التي تمثل القوة الرئيسية في التحالف العربي، وضع نهاية للحرب والوصول إلى تسوية سياسية. كما انضمت الإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة جو بايدن، إلى جهود السلام بعد تقلدها سدة الحكم هذا العام، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه عمان كوسيط خارجي لجلب السعوديين والحوثيين معًا إلى مائدة الحوار.
بالرغم من ذلك، يعتقد العديد من المحللين في المنطقة والغرب أن الحرب في اليمن لن تضع أوزارها ما لم تحدث انفراجة في العلاقات بين الخصمين الإقليميين الرئيسيين، المملكة السعودية وإيران. بيد أنه في كل لحظة مفاتحة محتملة بين الرياض وطهران، يزيد الحوثيون وتيرة هجومهم ضد أهداف سعودية، باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية إيرانية الصنع.
قبل أيام قليلة، كان هناك أحدث مظاهر التصعيد، والذي استهدف موانئ شرقية سعودية، والتي تعتمد عليها المملكة في تصدير معظم شحناتها النفطية، وفقا لتقارير الحوثيين. وبالمقابل، نفت شركة أرامكو السعودية النفطية الكبرى حدوث أي أضرار لأي منشآت نفطية سواء في شرق أو جنوب البلاد.
وقالت وزارة الدفاع السعودية إنها اعترضت طائرات مسيرة وصواريخ، لافتة إلى أن طائرة بدون طيار جرى تدميرها في منطقة سكنية مما أدى إلى إصابة طفلين بسبب الشظايا.
وتزامنت هجمات ميليشيا الحوثيين المتزايدة على أهداف مدنية سعودية مع قتال شرس حول مأرب ومناطق أخرى داخل اليمن ذاتها، حيث هاجم الحوثيون القوات الحكومية بينما قصف التحالف مواقع للحوثيين باستخدام ضربات جوية.
وأدى القتال المحتدم في الفترة الأخيرة إلى مقتل العشرات بالرغم من صعوبة التحقق من إحصائيات مؤكدة في هذا الشأن. وحتى الآن، تسببت الحرب في اليمن في حصد عشرات الآلاف من الأرواح، معظمهم من المدنيين، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. وتحول ملايين اليمنيين إلى لاجئين خارج بلادهم، أو جرى تشريدهم داخل وطنهم الفقير.
وقال معلق سعودي في تصريحات أدلى بها لـ "الأهرام ويكلي" إن المتمردين الحوثيين يمثلون العقبة الرئيسية في إطالة أمد الحرب وعرقلة جهود التسوية. وأضاف: "زادت الميليشيات الوكيلة، أمثال الحوثيين في اليمن، ممارساتها التخريبية بتشجيع من الممانعة الإيرانية لوقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار بالمنطقة".
ولم تحقق الجهود الدبلوماسية الأمريكية والأممية والعمانية إلا القليل حتى الآن. ويُلقي التحالف الذي تقوده المملكة اللوم على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين بشأن الفشل في إيجاد تسوية سلمية، بالرغم من اعترافه بالنقص فيما يتعلق بشرعية الأطراف الذي يدعمها باليمن.
وساهمت الخلافات الداخلية، لا سيما بين الحكومة المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي في إضعاف وضع حلفاء السعوديين في اليمن.
وأضاف المعلق السعودي: "يتجرأ المتمردون بسبب الاختلافات بين الأطراف المختلفة للحكومة الشرعية. ولم تترك الرياض أي فرصة للتوفيق بين كافة الأطراف، لكنه طريق وعر".
ثمة مخاوف متصاعدة أيضا من عودة ظهور الجماعات المتشددة مثل قاعدة شبه الجزيرة العربية في اليمن. وأصبح الإخوان المسلمين في اليمن، الذين يمثلهم حزب الإصلاح، جزء من الحكومة المعترف بها دوليا، بالرغم من أن بعض المراقبين يرونهم بمثابة مظلة سياسية للإرهابيين.
وأدت التطورات الأخيرة في أفغانستان والنصر الذي حققته طالبان على القوات الأمريكية إلى إلهام الجماعات المسلحة والإرهابية بالمنطقة، مثل قاعدة شبه الجزيرة العربية. وفي ذات الأثناء، فإن الارتباط العسكري الأمريكي باليمن، لا سيما هجمات الطائرات المسيرة، تضاءل بشكل ملحوظ.
ووضعت القوات الإماراتية بالتحالف العربي تركيزها على جنوب الدولة، لكنها انسحبت من اليمن عام 2019. ومع تملق جزء من الحكومة المعترف بها دوليا للجماعات المتشددة، والخلافات مع [القوات] الجنوبية، ثمة مخاوف من إعادة تجمّع قاعدة شبه الجزيرة العربية، وترسيخ حضورها في اليمن.
ويردد بعض النقاد الحكمة التقليدية التي تقول "إن التصعيد يؤدي إلى التفاوض"، لكن مثل هذه المفاهيم قد لا تنطبق على الحرب في اليمن مثلما كشفت التجربة على مدار الشهور القليلة الماضية.
وتتحدث الحكومة الإيرانية الجديدة بشكل إيجابي حول الانفتاح بشأن إصلاح العلاقات مع جيرانها الخليجيين. وعلى الرغم من أن مثل هذه الكلمات جرى التفوه بها من قبل، يلتقي المسؤولون السعوديون والإيرانيون لمناقشة القضايا الأمنية.
وعلاوة على ذلك، شارك وفدان من إيران والسعودية في قمة إقليمية حديثة بالعاصمة العراقية بغداد.
ومع ذلك، يبدو في الوقت الراهن أن هذه التحركات الدبلوماسية ليس لها أي تأثير كبير على الصراع اليمني الذي دخل طورا جديدا من التصعيد.
- المصدر: تحليل للكاتب أحمد مصطفى نشره موقع أهرام أونلاين (النسخة الإنجليزية)، و"الأهرام ويكلي"
- ترجمة: سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: رويترز
قبل 3 أشهر