دولي

خبراء الأمم المتحدة يحذّرون من استمرار أزمة اليمن: طفل يموت كل 10 دقائق

24-08-2021 الساعة 9 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| نيويورك 


حذّر خبراء الأمم المتحدة مجلس الأمن، أمس، الاثنين، من أن الأزمة في اليمن تتفاقم على جميع المستويات، لا سيما بالنسبة للأطفال، حيث دعا المندوبون الأطراف إلى التمسك بوقف إطلاق النار العاجل وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لدرء المجاعة.


وقال مسؤول كبير في الأمم المتحدة في منطقة الشرق الأوسط إنّ الأطراف اليمنية لم تحرز أي تقدم للتوصل إلى اتفاق سياسي لتسوية الحرب الأهلية التي تدخل عامها السابع.


وقال محمد الخياري، الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، في إشارة إلى خطة السلام لعام 2015، التي دعت إلى وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، وإعادة فتح مطار صنعاء، وتخفيف القيود المفروضة على الوقود والسلع المتدفقة عبر ميناء الحديدة، واستئناف المفاوضات السياسية: "من الضروري استئناف عملية سياسية شاملة بقيادة اليمن للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع".


وقال السيد الخياري إن الحوثيين يواصلون طرح مسألة فتح موانئ الحديدة ومطار صنعاء، وكذلك إنهاء ما يسمونه "العدوان والاحتلال"، كشرط لمشاركتهم المتجددة في العملية السياسية. وعلاوة على ذلك، لم تستأنف بعد المفاوضات التي يسرتها المملكة العربية السعودية بشأن اتفاق الرياض - والتي ركزت على عودة رئيس الوزراء ووزراء آخرين إلى عدن - بعد عطلة العيد في يوليو/تموز.


وأوضح أن التقدم في الوقت المناسب بشأن تنفيذ الاتفاق لا يزال حيويا لمعالجة التوترات في الجنوب.


في غضون ذلك، يستمر النشاط العسكري في المد والجزر، كما قال السيد خياري، مع ملاحظة قتال متقطع في الجوف وتعز. تظل مأرب محور التركيز الاستراتيجي الرئيسي. وفي البيضاء، عكس الحوثيون المكاسب التي حققتها القوات اليمنية المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية، وتحركوا نحو الحدود بين محافظتي مأرب وشبوة، مما هدد الطرق الشريانية الرئيسية.


ودعا السيد خياري جميع الأطراف إلى وقف هذه المحاولات "بشكل كامل وفوري" لتحقيق مكاسب إقليمية بالقوة.


وعلى الصعيد الاقتصادي، قال إن قيمة الريال في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بلغت مستوى قياسيا منخفضا، حيث بلغ الـ  1000 ريال مقابل دولار أمريكي واحد. ووفقا لخياري، هدد المجلس الانتقالي الجنوبي بفرض سعر صرف محلي مستقل في عدن ومناطق أخرى تحت سيطرته في جنوب اليمن.


ودعا خياري الحكومة اليمنية "للسماح على وجه السرعة بدخول جميع الإمدادات التجارية الأساسية - بما في ذلك سفن الوقود - إلى الحديدة دون تأخير"، مشددا على ضرورة أن تعطي جميع الأطراف الأولوية للاحتياجات المدنية وتمتنع عن "تسليح الاقتصاد".


يموت طفل كل 10 دقائق!


واعترفت هنرييتا فورد المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للطفولة /اليونيسيف /بأنه لم يتغير الكثير منذ آخر تقرير لها حول الوضع قبل عامين. وشددت على أن "العنف والدمار يعيثان فسادا في حياة الأطفال وأسرهم كل يوم".


وقالت إنه في عام 2021، نزح 1.6 مليون طفل داخليا بسبب العنف، لا سيما في الحديدة ومأرب، في حين أنّ الخدمات الصحية والصرف الصحي والتعليمي الأساسية "هشة بشكل لا يصدق" و"على شفا الانهيار التام".


وفي الوقت نفسه، انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 40 في المائة منذ عام 2015، وتابعت - وهو مصدر قلق كبير، حيث يعتمد ربع السكان - بمن فيهم العديد من الأطباء والمعلمين والعاملين في مجال الصرف الصحي - على رواتب موظفي الخدمة المدنية، التي تدفع بشكل غير منتظم.


وقالت السيدة فورد إن ما يقرب من 21 مليون طفل - من بينهم 11.3 مليون طفل - بحاجة إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة. ويعاني نحو 2.3 مليون طفل من سوء التغذية الحاد ويعاني 000 400 طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد الوخيم.



طفل نازح يغسل الصحون في مخيم للنازحين داخليا في اليمن بعد استعادة إمدادات المياه مؤخرا (اليونسيف)


وشددت على أنه "في اليمن، يموت طفل واحد كل 10 دقائق لأسباب يمكن الوقاية منها، بما في ذلك سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات".


وهناك مليونا طفل خارج المدرسة، ولم يعد من الممكن استخدام مدرسة واحدة من كل ست مدارس. ولم يحصل ثلثا المعلمين – أكثر من 170 ألف منهم – على راتب منتظم منذ أربع سنوات، بسبب النزاع، مما يعرض 4 ملايين طفل إضافي لخطر التسرب، مع استقالة المعلمين الذين لم يتلقون أجورهم، من أجل إيجاد طرق أخرى لتأمين أسرهم.


وقالت رئيسة اليونيسف إنها وزملاءها قلقون للغاية من أنّ الأرقام لا تكشف بشكل كاف عن ما يعانيه الأطفال في اليمن، من مشاهدة الآباء يكافحون من أجل محاربة المجاعة، إلى القتل برصاصة أو انفجار أو لغم أرضي، أو تجنيدهم للانضمام إلى الحرب أو إجبارهم على الزواج.


بعد أن تعرضوا أو شهدوا عنفا مروعا، سيحمل الأطفال ندوبا جسدية وعاطفية طوال حياتهم: "أن تكون طفلا في اليمن هو كابوس".


وأكدت "يجب أن نعيد فتح ميناء الحديدة أمام الواردات التجارية والوقود". وقد يغرق الملايين في المجاعة إذا ظلت الواردات الحيوية مقيدة".


"الحرب تطغى على كل شيء"


وقال مارتن غريفيث، وهو يُطلع المجلس للمرة الأولى بصفته وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، "إنّ الحرب تطغى على كل شيء.


وتفيد التقارير بأن الهجوم في محافظة مأرب، والاشتباكات على طول ما يقرب من 50 خطا أماميا آخر، قد أسفرت عن مقتل أو إصابة أكثر من 1200 مدني، حيث يحرم انهيار الخدمات العامة الناس من المياه النظيفة والصرف الصحي والتعليم والرعاية الصحية، وتنتشر الكوليرا وكوفيد19 بحرية في ظل هذه الظروف.


وقال إنه مع حاجة 20 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية والحماية، يدفع الاقتصاد المنهك البلاد إلى حافة الهاوية: خمسة ملايين شخص على بعد خطوة واحدة من الاستسلام للمجاعة والأمراض التي تقتات بها، في حين أن 10 ملايين آخرين يقفون خلفهم مباشرة.


وحذّر من أنّ "المجاعة ليست مجرد مشكلة غذائية بل هي عرض لانهيار أعمق بكثير". فالناس يتضوّرون جوعاً ليس بسبب عدم وجود طعام، بل لأنّهم لا يستطيعون تحمّل تكاليفه.


وفي الحوار الذي أعقب ذلك، أشار المندوبون إلى أنّ المجلس والمجتمع الدولي متحدان بشكل أساسي في موقفهما بشأن اليمن، حيث دعا الكثيرون إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد وزيادة المساعدات الإنسانية.


وأثار العديد منهم شبح المجاعة - ومعاناة النساء والأطفال بشكل خاص - باعتبارهم تحديات طاغية، حيث أعرب ممثل الهند، رئيس مجلس الأمن لشهر آب/أغسطس، عن قلقه بصفته الوطنية إزاء الآثار الطويلة الأمد على جيل كامل من اليمنيين. وكان مندوب النيجر من بين الذين حثوا أطراف النزاع على الاعتراف بأنه لا يمكن حل الحرب الأهلية بالقوة العسكرية. ويجب أن يظهروا ضبط النفس والتعاطف مع الشعب المنكوب بشدة. وإذ أشار إلى أن الخطط الإنسانية لا تمول إلا بنسبة 47 في المائة، دعا الدول المانحة إلى أن تكون أكثر سخاء.


وفي الوقت نفسه، أدانت ممثلة فرنسا الهجمات العسكرية المستمرة، مؤكدة من جديد أنه يجب احترام قرارات مجلس الأمن، ودخول الحوثيين في حوار بحسن نية مع المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى اليمن، هانز غروندبرغ. وقالت "نحن نعرف ما هو مطلوب لإنهاء الازمة". غير أنّ مندوب الاتحاد الروسي ذكر بأنّ دور المجلس يتمثل في تجنب الانحياز إلى جانب ومساعدة المبعوث الخاص، لأنّ أي مساعدة يجب أن تكون غير متحيزة وغير تمييزية.


مندوب المملكة المتحدة، جيمس كاريوكي أكّد بأنه لا يوجد حل عسكري، وحث جميع الأطراف على الانخراط بحسن نية مع المبعوث الجديد. كما أشار إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الأزمة الاقتصادية، وأعرب عن قلقه إزاء انهيار الريال اليمني.


فيما أعربت مندوبة الاتحاد الروسي، عن قلقها إزاء تصاعد العنف، لا سيما في محافظة مأرب، حيث تؤدي محاولات الحوثيين لفرض السيطرة والجهود التي تبذلها الحكومة والتحالف العربي إلى إطالة الصراع. وأشارت إلى أنّ السنوات الست الماضية، أثبتت عدم وجود بدائل للمفاوضات، داعية جميع الأطراف إلى الامتناع الفوري عن العمليات العسكرية، والالتزام بالقانون الإنساني الدولي، واتباع المسارات الدبلوماسية لحل الخلافات. وأكدت أنه يجب على الأطراف إبداء الاستعداد لتقديم تنازلات، ورحبت بجهود الوساطة التي تبذلها الدول، بما في ذلك عمان.


وفي عرض للمنظور الوطني، قال ممثل اليمن إنّ شعبه لا يستطيع تحمل المزيد من المعاناة، مع استمرار الميليشيات المدعومة من إيران في تعنتها وغطرستها في "حرب خسيسة وسخيفة". ووصف الهجمات على مأرب بأنها "جرائم ضد الإنسانية"، وتستهدف المدنيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار، وتفاقم معاناة مليوني نازح داخليا، معظمهم من النساء والأطفال، وحث المجتمع الدولي على النهوض بمسؤولياته القانونية والأخلاقية.


كما تحدّث في جلسة الإثنين، ممثلو المملكة المتحدة وسانت فنسنت وجزر غرينادين وإستونيا والنرويج والمكسيك والولايات المتحدة وفيتنام وأيرلندا وتونس وكينيا والصين.


- معالجة وتنقيح: مركز سوث24 للأخبار والدراسات

- الصورة: محمد الخياري خلال كلمته لمجلس الأمن (الأمم المتحدة)


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا