06-08-2021 الساعة 1 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| القاهرة
اتهمت مؤسسة بحثية عربية فضائيات تلفزيونية يمنية، بينها قناتي السعيدة ويمن شباب، بتجسيد الممارسات العنصرية ضد المواطنين السود في اليمن. "حيث كرست صوراً نمطية وممارسات عنصرية واضحة ضد ذوي اللون الأسود"، خلال أعمال درامية عرضتها مؤخرا.
ونشرت "مبادرة الإصلاح العربي" وهي مؤسسة بحثية عربية مستقلة، الخميس، بحثا حول "العنصرية ضد السود في اليمن" للباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة لوند في السويد، محمد المحفلي.
وبحسب المؤسسة فقد أسهمت بعض المسلسلات والبرامج التلفزيونية اليمنية لعام 2021 في توطيد بعض مظاهر العنصرية داخل المجتمع، من خلال قيام بعض الممثلين بأدوار تجسد شخصيات ذات لون أسود.
حيث، وفقا للبحث، أظهرت مشاهد مثل مسلسل "كابتشينو" على تلفزيون "يمن شباب" الذي يؤدى فيه دوران لرجل وامرأة تم صبغ وجهيهما باللون الأسود، وأنيطت بهما أدوارا ساخرة، سواء من خلال اللغة أو من خلال رد فعل بقية الممثلين تجاه شخصيتيهما، من التحقير والاشمئزاز، والإهانة. وهو ما قد يؤدي إلى ردود فعل تجاه السود تؤكد على أنهم "مقززين ومقرفين".
وأشار البحث إلى مسلسل "خلف الشمس" الذي عرضته قناة "السعيدة"، حيث "جسد فيه أحد الممثلين دور قرصان صومالي، حيث قام بصبغ وجهه باللون الأسود، بما يعني أن المسلسل بحسب ردود فعل الناشطات والناشطين قد قام بارتكاب جريمتين عنصريتين: الأولى البلاك فيس، والثانية تجسيد الأسود في هيئة المجرم"، "إذ طالما تم تجسيد السود بوصفهم مجرمين أو ضحايا للجريمة، وهي من الصور الشائعة للتمييز العنصري ضد السود في الثقافة والإعلام، وفي الأفلام بدلاً من تصويرهم كشخصيات رائدة في التلفاز أو السينما".
وقناة يمن شباب هي قناة مقرها إسطنبول بتركيا، وتمولها جهات محلية وإقليمية على صلة بتنظيم الإخوان المسلمين. في حين يقع مقر قناة السعيدة في القاهرة بمصر، وتتبع جهات مرتبطة بمجموعة هائل سعيد أنعم التجارية.
وبحسب البحث فإنّ الأمر يعكس خللا حقيقيا في وعي القائمين على هذه الأعمال. فإلى جانب الصورة النمطية، فلا وجود لشخصيات من السود في الإعلام. على الرغم من وجود ملايين السود الذين لا يتم تهميشهم فحسب، بل ويُمارس عليهم التنمر بشكل رسمي في الإنتاجات التلفزيونية المختلفة. والأمر الأكثر مأساوية حينما يتعلق بالمرأة السوداء بشكل خاص، إذ لا يوجد "ظهور حقيقي للنساء السوداوات في اليمن، فليس هناك الكثير من الفنانات أو الإعلاميات السود في شاشة التلفاز اليمني، وهذا يدل على الإقصاء المتعمد والمعايير القاسية التي تستثني وجودهن في الإعلام وحصرهن في أدوار نمطية مهينة كما يؤكد النظرة العنصرية والدونية للمرأة السوداء ومعايير الجمال الوهمية".
وبحسب البحث، لاتوجد إحصاءات رسمية لأعداد المهمشين "السود" بشكل دقيق، ولكن وفقا لأحدث التقديرات فإن عددهم يصل إلى 3.3 ملايين نسمة6 موزعين على مختلف مناطق اليمن، يتعرضون فيها لعنصرية وتهميش ممنهج في مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية، بدءا من التمميز الثقافي ضدهم المتمثل في التنمر والتحقير اللفظي وتغييبهم عن أي دور سياسي أو حتى إداري في الدولة، وانتهاء بحصر كل وظائفهم في عمليات تنظيف الشوارع أو الحمامات وبقية الأعمال ذات المستوى المتدني اقتصاديا واجتماعيا.
وأشار البحث إلى أنّ النظام الإشتراكي السابق -الذي حكم جنوب اليمن حتى العام 1990- حاول أنّ يزيل تراتبية التصنيف الطبقي والعنصرية، ومع ذلك مازالت فاعلة، إلا أنّها أقل حدة من شمال اليمن.
وخلص البحث إلى أنّ الاعتراف بالعنصرية كظاهرة مجتمعية موجودة وبوصفها جريمة ينبغي محاربتها خطوة أساسية في سبيل مواجهة العنصرية. وهو ما يستدعي، وفقا للباحث، إلى "تنفيذ استراتيجية وطنية متكاملة ذات أبعاد قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى لإدماج المهمشين بالمجتمع بشكل تام واقتلاع العنصرية من المجتمع من جذورها، بدءا بإسقاط الألقاب وتجريم العنصرية دستوريا ثم السعي إلى تعديل القوانين الحالية، والعمل على إصدار تشريعات تجرّم العنصرية بكل أشكالها."
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة: بوستر ترويجي لمسلسل كابتشينو الذي بثته قناة يمن شباب اليمنية
قبل 3 أشهر