التقارير الخاصة

عقب بيان الخارجية السعودية.. ضحايا مدنيون بهجوم عسكري حكومي على لودر

02-07-2021 الساعة 7 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| قسم التقارير


تصاعدت الاشتباكات المُستمرة منذ أيام بين قبائل مديرية لودر وقوات الحزام الأمني في محافظة أبين، مع قوات حكومية موالية للإصلاح، بعد محاولة الأخيرة اقتحام المدينة بالقوة العسكرية، بغرض فرض "جعفر العكمي"- المُعين مؤخراً من قبل وزير الداخلية في حكومة المناصفة ابراهيم حيدان - مديراً لأمن المديرية.


وأكّدت مصادر محلية لـ "سوث24" سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بقصف للقوات الحكومية، بينهم نساء. وتداول نشطاء صوراً لبعض الضحايا الذين تمَّ اسعافهم لمشفى لودر العام.



على خلفية ما جرى، أصدر المجلس الانتقالي الجنوبي بياناً أدان فيه "التجييش ومحاولات الاقتحام العسكرية، والقصف الذي خلّف قتلى وجرحى من المدنيين"، واصفاً ما حدث بـ "الجرائم ضدَّ الإنسانية".


وأكّد البيان - الذي جاء بعد أقل من يوم على بيان لوزارة الخارجية السعودية دعا لوقف التصعيد بين طرفي اتفاق الرياض- على تمسك المجلس الانتقالي بالاتفاق "رغم العراقيل المُفتعلة من قبل الطرف الآخر منذ حوارات ما قبل توقيعه".


أحداث لودر


في 8 من يونيو/ حزيران، أصدر وزير الداخلية اليمني، إبراهيم حيدان، قراراً قضى باستبدال مدير أمن لودر بأبين، الخضر حمصان، بـ "جعفر العكمي" الذي يتهمه أهالي المديرية بعلاقات مع تنظيم القاعدة المتطرف.


رفضت قبائل لودر القرار، وعدّته "محاولة للانتقام منها لتاريخها في محاربة تنظيم القاعدة في المناطق الوسطى بمحافظة أبين".


حاولت القوات الحكومية في أبين يقودها مدير الأمن علي الكازمي (أبو مشعل الكازمي) على مدار الأيام الماضية فرض العكمي بالقوة، لتصطدم عسكرياً مع قبائل المديرية. شارك في الهجوم أفراد من القوات الخاصة ووحدات أخرى موالية لحزب الإصلاح الإسلامي.


وأظهر فيديو مصور- نشره نشطاء- مُدرعة عسكرية تابعة للقوات الحكومية، وهي تطلق النار عشوائياً على منازل المواطنين في مديرية لودر، في اشتباكات اليوم. كما قصفت القوات الحكومية- وفقاً لمصادر محلية- مبنى إدارة الأمن.



وسعت قوات الحزام الأمني مسنودة برجال القبائل، للتصدي للقوات الحكومية التي حاولت اقتحام المدينة، وأجبرتها على التراجع ظهر الجمعة، وفقاً للمصادر. إلا أنّ وسائل إعلام مقرّبة من الحكومة قالت مساء الجمعة أنّ قوات أمنية استطاعت اقتحام مقر الأمن في المدينة.


وقال حقوقيون وإعلام محلي أنّ القصف الذي شنته القوات الحكومية على بيوت المدنيين خلّف قتيلين وعدد من الجرحى المدنيين.


واعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي ما حدث للمدنيين في لودر "امتدادُ لمسلسل دموي تمَّ الإعداد له سلفاً، من ضمنه عمليات القمع والتقطع التي تمارسها القوات الحكومية في شبوة".


وكان حزب الإصلاح، الجناح اليمني للإخوان المسلمين، قد أصدر  ليل أمس  بيانا يصف فيه قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بـ "الميليشيات". ورأى نشطاء أنّ بيان الحزب الذي حمل اسم بيان أحزاب التحالف الوطني، كان إشارة لتصعيد متزامن على أكثر من جانب.


تمكين الإرهاب


تتهم قبائل لودر- التي قاتلت وطردت تنظيم القاعدة عام 2012- وزير الداخلية حيدان "بالسعي لتمكين عناصر موالية للقاعدة في مفاصل الأمن في المديرية، وافساح المجال للتنظيم المتطرف بالتنقل بين محافظتي أبين والبيضاء".


واتهم المجلس الانتقالي القوات الحكومية بـ "الاستقواء بالإرهاب وتمكينه من مناصب أمنية وعسكرية".


واعتبر الانتقالي "الهجوم الإرهابي" الذي استهدف قواته في مدينة زنجبار في أبين وخلّف 8 قتلى وعشرات الجرحى "ضمن المسلسل الدموي ضد الجنوبيين".


اتفاق الرياض والتصعيد


التصعيد العسكري في أبين من جانب القوات الحكومية ليس الوحيد وفقا للمجلس، فقد شهدت محافظة شبوة المجاورة "اعتداء" بالدبابات والمصفحات لساحة فعالية سلمية دعا لها المجلس بمنطقة عبدان بمديرية نصاب.


وقال ناطق القوات الجنوبية محمد النقيب أنَّ "القوات الحكومية التابعة للإصلاح "تهدف إلى توسيع خارطة بؤر التوتر في أبين وشبوة من خلال ممارساتها القمعية، وآخرها محاولتها اقتحام مدينة لودر، وصولاً إلى إحداث واقع عسكري ملتهب، يؤدي إلى تقويض اتفاق الرياض".


المجلس الانتقالي الجنوبي حذّر من التصعيد العسكري الحكومي في أبين وشبوة، وما سبقه من "توجيه وزراء حكومة المناصفة بمغادرة عدن، والاغتيالات التي استهدفت النخبة الشبوانية واختطاف المدنيين في شبوة".


 وأكّد المجلس أنَّه يمثّل " انقلابا على اتفاق الرياض وخروجا صارخا عليه، وتصعيداً خطيراً لا ينسجم مع آلية إيقاف التصعيد المُتفق عليها بين طرفيه"


دعوة سعودية 


كانت الخارجية السعودية، فجر اليوم، قد أصدرت بيانًا طالبت فيه "بوقف كافة أشكال التصعيد السياسي، والعسكري، والأمني، والاقتصادي، والاجتماعي، والإعلامي، وفق الآلية التي اتفق عليها الطرفان لوقف التصعيد".


وشدّد البيان على أنَّ "عودة الحكومة اليمنية المشكَّلة وفقاً لاتفاق الرياض يمثّل أولوية قصوى"، وجددت السعودية "التأكيد على استمرار دعمها للحكومة اليمنية التي يشارك فيها المجلس الانتقالي الجنوبي".


واتهم البيان السعودي المجلس الانتقالي الجنوبي بـ "التصعيد واتخاذ قرارات لا تنسجم مع ما تم الاتفاق عليه مع ممثلي المجلس والحكومة اليمنية في الرياض"، وذلك بعد قرارات داخلية اتخذها رئيس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، تضمنت تعيينات أمنية وعسكرية وتنظيمية في المجلس.


واستغرب المسؤول بالمجلس الانتقالي الجنوبي أحمد بن فريد، من بيان الخارجية السعودية. 


وقال بن فريد في تغريدة على تويتر صباح الجمعة، إنّ "التعيينات الأخيرة التي أجراها المجلس الانتقالي في بنيته تعتبر شأن داخلي يخص المجلس ولا تتعارض مع إتفاق الرياض". وتسائل: "هل كان على المجلس ان يطلب من معين عبدالملك مثلا تعيين لجنة حوار جنوبي؟"


سالم بن سهل، يعقوب السفياني

صحفيان ومحرران بمركز سوث24 للأخبار والدراسات


- الصورة: عناصر من القوات الحكومية في لودر (نشطاء)


الكلمات المفتاحية:

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا