19-06-2021 الساعة 5 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| طهران
أعلنت جمهورية إيران، اليوم، فوز أحد مرشحي الانتخابات، إبراهيم رئيسي، برئاسة البلاد خلفاً لـ "حسن روحاني".
وفقاً للإعلام الإيراني، حصل رئيسي- حتى الآن- على 17.8 مليون صوت، بينما فاز أقرب منافسيه محسن رضائي، بـ 3.3 مليون صوت، وأيد مليونان و300 ألف ناخب عبد الناصر همتي، واحتل أمير حسين قاضي زاده المرتبة الرابعة بمليون صوت.
عدد الأصوات التي تم فرزها حتّى الآن 90 بالمئة من الأصوات البالغة حوالي 26.8 مليون صوت، ولم تُعرف حتى الآن بدقة نسبة الإقبال على التصويت.
الانتخابات
سجل للانتخابات الرئاسية الثالثة عشر في تاريخ إيران، حوالي 600 مرشح بينهم 40 امرأة، لكن لم تتم الموافقة سوى على سبعة مرشحين من الرجال في النهاية، انسحب ثلاثة منهم.
ورداً على ذلك، أعلن بعض المعارضين والإصلاحيين عن مقاطعتهم للانتخابات، ويبدو أن نسبة المشاركة لم تتجاوز 50 في المئة، وهي أقل بكثير من نسبة المشاركة في الانتخابات التي جرت عام 2017 والتي قلت قليلا عن 73 في المئة.
وجرت المنافسة بين المرشحين الأربعة، وهم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي، أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، ونائب رئيس مجلس الشورى أمير حسين قاضي زاده هاشمي، ومحافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي.
قدم رئيسي نفسه على أنه أفضل شخص لمحاربة الفساد وحل مشاكل إيران الاقتصادية (رويترز)
إبراهيم رئيسي
رجل دين شيعي ورئيس مجلس القضاء الإيراني، مُقرب من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، خامنئي.
خدم رئيسي البالغ من العمر 60 عاماً في منصب مدع عام معظم حياته المهنية، وقد عُيّن في منصب رئيس السلطة القضائية عام 2019، بعد سنتين من خسارته الانتخابات الرئاسية السابقة أمام الرئيس الحالي حسن روحاني.
يُعرف عن رئيسي تشدده تجاه الغرب. وقضى عقوداً في قلب المؤسسة الرسمية للجمهورية الإسلامية.
وتضع الولايات المتحدة رئيسي على قائمة الشخصيات الإيرانية الخاضعة للعقوبات "بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان".
ودعت منظمة العفو الدولية، عقب إعلان فوز رئيسي، بـ "التحقيق معه لارتكابه جرائم ضد الإنسانية". وقالت المنظمة أنَّ الرئيس الإيراني المنتخب "كان عضواً في لجنة الموت التي أخفت قسرياً وأعدمت خارج نطاق القضاء الآلاف من المعارضين السياسيين".
وصفت أسوشيتد برس رئيسي بـ "أحد كبار الجلادين في العالم"، وأكدّت الوكالة العالمية "تورطه في الاعدام الجماعي للسجناء السياسيين عام 1988، فضلاً عن عمله كرئيس للقضاء الإيراني المُنتقد دولياً".
ماذا يعني فوزه؟
من شأن فوز رئيسي أن يمنح المتشددين سيطرة قوية على الحكومة، مع استمرار المفاوضات في فيينا لمحاولة إنقاذ صفقة ممزقة تهدف إلى الحد من برنامج إيران النووي، في وقت تقوم فيه طهران بتخصيب اليورانيوم بأعلى مستوياتها على الإطلاق .
على الرغم من أنَّ هذه المستويات لا تزال أصغر من مستويات الأسلحة النووية، لا تزال التوترات عالية مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل التي يُعتقد أنَّها نفذت سلسلة من الهجمات التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية وكذلك اغتيال العالم الذي أنشأ برنامجها الذري العسكري قبل عقود.
ومن المرجح أن يخدم إبراهيم رئيسي فترتين مدتهما أربع سنوات، وبالتالي يمكن أن يكون على رأس ما يمكن أن يكون واحدة من أكثر اللحظات الحاسمة للبلاد منذ عقود (وفاة المرشد الأعلى خامنئي البالغ من العمر 82 عامًا).
المرشد الإيراني خامنئي وإبراهيم رئيسي (إعلام إيراني)
بدأت التكهنات بالفعل بأن رئيسي قد يكون منافساً للمنصب ، إلى جانب نجل خامنئي، مُجتبى.
،
وفقاً لمحللين وخبراء، سيحاول المتشددون إقامة نظام متزمت للحكم، وفرض رقابة أشد على النشاطات الاجتماعية وحصر الحريات وفرض قيود على عمل المرأة وفرض رقابة مشددة على وسائل التواصل الاجتماعي.
الانعكاس في الإقليم والمنطقة
يأتي وصول رئيسي للحكم في وقت شهدت فيه العلاقات السعودية الإيرانية تقدماً حقيقياً بعد مشاورات عديدة في العاصمة العراقية بغداد.
من المرجح أن يذهب رئيسي إلى تجنب الانفتاح على السعودية، وسلوك موقف أكثر تشدداً تجاه كثير من القضايا.
سيعزز وجود رئيسي أيضاً من السلوك العدائي الإيراني في العديد من دول الجوار، ودعم الجماعات الشيعية المسلحة مثل "حزب الله" في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل المختلفة في العراق.
من شأن هذا التوجه للإدارة الإيرانية الجديدة أن يزيد من تعقيد النزاعات المختلفة في الإقليم والمنطقة، ويعمّق الخلافات مع دول الجوار، بالأخص السعودية.
يذكر أنَّ رئيسي يتمتع بعلاقات قوية بالحرس الثوري الإيراني الذي أعلن تأييده لحملة مكافحة الفساد التي قام بها، حيث أثنى قائد الحرس، حسين سلامي، على المؤسسة القضائية وقال: "إنها واحدة من أهم المؤسسات في البلاد والحرس الثوري ملتزم بالعمل معها لمحارية الفساد وحماية أمن البلاد".
ومع هذا، ورغم الطابع المتزمت والعقائدي لنظام الحكم في إيران إلا أنّه لا يفتقر إلى البراغماتية السياسية إذا بات مستقبله على المحك فلا يستبعد أن تتخذ إيران بعض المبادرات الرمزية على المستوى الإقليمي لتخفيف حدة التوتر والمنافسة في المنطقة لخلق أجواء أفضل مع بداية حكم رئيسي.
وفي أول تصريح رسمي منذ فوز رئيسي، قال وزير الخارجية الإيراني، أنَّ بلاده "مستعدة لإرسال سفير للسعودية"، مؤكداً أنَّ "لا سبب يمنع حل الخلاف معهم".
ومع كل هذا، فإنَّ الصلاحيات الواسعة والمطلقة هي للمرشد الأعلى وللحرس الثوري، وبالتالي فصلاحيات الرئيس محدودة في النظام الإيراني وإن كانت له بعض الصلاحيات التنفيذية الدستورية، فهو في الأخير محكوم بإطار السياسات العليا التي يضعها المرشد الأعلى للبلاد وفقاً للدستور.
- سوث24، بي بي سي، سي إن إن، أسوشيتد برس (نص مُترجم)، فرانس برس، إيران اينترناشونال.
- الصورة الرئيسية: إيران اينترناشونال.
قبل 3 أشهر