30-01-2020 الساعة 11 مساءً بتوقيت عدن
قال رئيس برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية إن "العالم بأسره يجب أن يكون في حالة تأهب" لمحاربة فيروس كورونا الجديدـ، فيما تبحث المنظمة إحتمال إعلان حالة الطوارئ العالمية.
وأشاد الدكتور مايك ريان، باستجابة الصين لتفشي المرض المميت، قائلا: "التحدي كبير، لكن الاستجابة كانت هائلة". ومن المقرر أن تجتمع منظمة الصحة العالمية، يوم الخميس، لمناقشة ما إذا كان الفيروس يشكل حالة طوارئ صحية عالمية.
وبدأ تفشي المرض عالميا من مدينة ووهان الصينية، بمقاطعة هوبي وسط البلاد.
وانتشر الفيروس في جميع أنحاء الصين ثم انتقل إلى 16 دولة على الأقل على مستوى العالم، بما في ذلك تايلاند وفرنسا والولايات المتحدة وأستراليا.
وتوفي أكثر من 130 شخصا في الصين وأصيب ما يقرب من 6000 شخص. وحتى الآن لا يوجد علاج محدد أو لقاح ضد المرض. ومع ذلك، فقد تعافى عدد من الأشخاص بعد خضوعهم للعلاج.
وقال الدكتور ريان من منظمة الصحة العالمية، إنه تم جمع فريق دولي من الخبراء للذهاب إلى الصين والعمل مع الخبراء هناك لمعرفة المزيد حول كيفية انتقال المرض. وأضاف: "نحن في منعطف مهم في هذا الحدث. نعتقد أن سلاسل انتقال الفيروس هذه يمكن أن تتوقف".
تمكن العلماء في أستراليا من إعادة تخليق فيروس كورونا الجديد معمليا خارج الصين، مما أثار الأمل في أنه يمكن استخدامه لتطوير اختبار تشخيص مبكر للمرض قبل تطوره.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي زار الصين هذا الأسبوع، إن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس كانوا يعانون من "أعراض معتدلة للعدوى"، ولكن حوالي 20 في المئة عانوا من تأثير حاد مثل الالتهاب الرئوي والفشل التنفسي.
وقال إن الصين "تحتاج إلى تضامن العالم ودعمه"، "والعالم يجتمع معا لإنهاء تفشي المرض، بالاعتماد على الدروس المستفادة من تفشي أمراض سابقة".
وأضاف غيبريسوس أن منظمة الصحة العالمية "تشعر بأسف شديد" لأنها أشارت في ثلاثة تقارير الأسبوع الماضي إلى أن الخطر العالمي من الفيروس "معتدل"، بدلا من التنبيه إلى أن الخطر "مرتفع".
ووصف انتشار المرض من شخص إلى شخص في ألمانيا وفيتنام واليابان بأنه مثير للقلق، وقال إن الخبراء سيبحثون هذا الأمر يوم الخميس، عند اتخاذ قرار حول إعلان حالة طوارئ عالمية.
ما الذي يجري في مدينة ووهان؟
يعيش سكان المدينة في عزلة وخوف. تم حظر معظم أشكال حركة المرور، واحتجاز 11 مليون شخص في منازلهم، في محاولة للحد من انتشار الفيروس.
وظهرت مقاطع فيديو عبر الإنترنت لسكان بعض البنايات وهم يهتفون من وراء النوافذ "ووهان جيايو!" والتي تعني "كوني قوية ووهان!".
وانتشرت مقاطع الفيديو على موقع ويبو للتواصل الاجتماعي، وهو موقع تواصل اجتماعي خاص بالصين فقط يشبه موقع تويتر، حيث ينشر أشخاص من جميع أنحاء البلاد رسائل داعمة.
وكتب أحد الشخاص على الموقع:" سنتجاوز هذا. ووهان جيايو، البلد كله يدعمك". وقال رجل في الخمسينيات من عمره لوكالة الأنباء الفرنسية يوم الأربعاء، في أحد الشوارع المهجورة: "هذا هو اليوم الأول منذ الإغلاق الذي أتمكن فيه من الخروج". وأوضح أنه ليس لدية طعام، أنا "بحاجة لشراء الطعام."
من الذي يتم إجلاؤهم من ووهان؟
يتم إجلاء المئات من الرعايا الأجانب من ووهان، حيث ظهر الفيروس لأول مرة، وتحركت اليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإعادة رعاياها. ووصل نحو 200 مواطن ياباني إلى مطار هانيدا بطوكيو، وغادر 240 أمريكيا ووهان بالفعل بينهم أفراد يعملون في القنصلية الأمريكية المحلية، يوم الأربعاء.
وبحسب شبكة سي إن إن الأمريكية قد يضطر الأمريكيون الذين تم إجلاؤهم إلى البقاء في العزل الصحي في المطار لمدة تصل إلى أسبوعين.
تم تحديد طائرتين لنقل مواطني الاتحاد الأوروبي إلى بلدانهم، مع مغادرة 250 مواطنا فرنسيا في الرحلة الأولى.
وقالت كوريا الجنوبية إن نحو 700 من مواطنيها سيغادرون على متن أربع رحلات هذا الأسبوع. وتعهدت كل من ماليزيا والفلبين بإجلاء مواطنيها في ووهان وما حولها. استأجرت كندا طائرة لإحضار حوالي 160 من مواطنيها، لكنها قالت إن الأمر قد يستغرق عدة أيام للحصول على إذن بالهبوط بالقرب من ووهان.
ما هو وضع السفر إلى الصين؟
أعلنت هونغ كونغ، التابعة للصين، عن خطط لتقييد السفر عبر الحدود بين المدينة والبر الرئيسي للصين، يوم الثلاثاء.
وأوقفت الخطوط الجوية البريطانية جميع الرحلات الجوية من وإلى الصين، وحذرت وزارة الخارجية البريطانية من "جميع الرحلات باستثناء الرحلات الضرورية" هناك.
كما اتخذت عدة شركات طيران أخرى تدابير مماثلة. ومن المقرر أن توقف ليون إير، إحدى أكبر شركات الطيران الآسيوية، رحلاتها إلى الصين اعتبارا من يوم السبت.
لماذا لا نعرف معدل الوفيات؟
كم هو قاتل هذا الفيروس؟ إنه سؤال أساسي، لكن الجواب مازال بعيدا.
من السذاجة اعتبار أن نسبة الوفيات تمثل 2 في المئة، وذلك قياسا على البيانات التي تقول بأن هناك 130 حالة وفاة من إجمالي 6 آلاف إصابة بالفيروس.
نحن في منتصف مرحلة تفشي المرض وما زال الآلاف من هؤلاء المرضى يتلقون العلاج. لا نعرف ما إذا كانوا سيعيشون أم يموتون، لذلك لا يمكن الاعتماد عليهم في هذه الحسابات. كما أننا لا نعرف عدد الحالات الخفيفة وغير المكتشفة حتى الآن.
وحذرت ماريا فان كيركوف، من منظمة الصحة العالمية، من أنه "من المبكر جدا الإدلاء بأي تصريحات حول معدل الوفيات الإجمالي". أيضا، فإن درجة فتك الفيروس الجديد ليست سوى عنصرا واحدا من عناصر تهديده.
فمرض الأنفلونزا يقتل مئات الآلاف من الأشخاص كل عام ليس لأنه فتاك للغاية ولكن لأنه ينتشر بين الكثير من الناس.
#بي بي سي
قبل 3 أشهر