التحليلات

الرابح الأكبر في المعركة بين اسرائيل وحماس هي مصر

21-05-2021 الساعة 6 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| قسم الترجمات


لقد أظهر الرئيس السيسي أنه لا يوجد بديل للوساطة المصرية في غزة، وأنه هو الوحيد الذي يمكنه حمل الطرفين على كبح النار - وهذه المرة كانت في ظروف صعبة للغاية. المصريون لا يحبون حماس، لكنهم يفهمون أنّ هذا ما هو عليه الأمر.


على افتراض أنّ وقف إطلاق النار في قطاع غزة صامد حتى كتابة هذه السطور، فإنّ الرابح الأكبر في عملية  "حراس الأسوار" إقليميا ليس رئيس الأركان خوتشافي، وربما ليس رئيس الجناح العسكري [..] لحماس، محمد ضيف، بل الرجل الجالس في قصر القاهرة - الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.


وهذه المرة كانت في ظروف قاسية بشكل خاص، أكثر بكثير مما كانت عليه في جولات أخرى منذ عملية الجرف الصامد، ولا سيما بالنظر إلى أنّ ساحات أخرى مثل القدس وجبل الهيكل دخلت في معادلة المنظمات [..] في غزة. انتصار السيسي مزدوج في هذه العملية. فمن ناحية، أثبت مرة أخرى للعالم العربي أنه، مع كل الاحترام الواجب للأموال التي ضختها قطر إلى قطاع غزة في السنوات الأخيرة، فإنه (أي السيسي) لا يزال أهم عامل عربي في الساحة الفلسطينية خلال التصعيد.


والأمر الفريد في هذه العملية هو أنه إلى جانب جهود الوساطة المصرية، كانت مصر أيضا متقدمة على الجميع عندما يتعلق الأمر بمساعدة قطاع غزة. كان كافيا أن نرى صور شاحنات مصرية تدخل معبر رفح عليها صور السيسي وأعلام مصرية لتدرك أنّ الراية المصرية هذه المرة كانت متقدمة على الجميع.


"حظي نظام السيسي باعتراف الإدارة الجديدة في واشنطن لدوره الحاسم"


ولم ينته الأمر بالمساعدات الغذائية والمساعدات الطبية وعلاج الجرحى، بل أيضا بإعلان غير تقليدي عن تقديم مساعدات مصرية بقيمة 500 مليون دولار.  بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالقلق، لن يكون في حقائب المال كما في النموذج القطري، ولكن من خلال الشركات المصرية التي ستستثمر في القطاع. ومع ذلك، تلقى السيسي الزهور من كل من حماس والسلطة الفلسطينية.


ولكن الجانب الآخر لا يقل أهمية وربما أكثر أهمية. للمرة الأولى، حظي نظام السيسي باعتراف الإدارة الجديدة في واشنطن لدوره الحاسم. حدث ذلك أمس في أول مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كلّف نفسه عناء الاتصال بالرئيس المصري - بعد أربعة أشهر من دخوله البيت الأبيض. لماذا هذا مهم؟ لأنه عندما تنظر حولك، هناك نظامان عربيان تضرر مركزهما بسبب التبادلات الذكورية في البيت الأبيض وخسارة ترامب، العائلة السعودية المالكة والقصر الرئاسي في القاهرة، اللذين انتقدتهما الإدارة الجديدة لانتهاكات حقوق الإنسان.


بالنسبة للسيسي، كان القلق الأكبر هو أّن نظامه أصبح متطرفا مرة أخرى كما كان الحال في عهد باراك أوباما، الذي لم يتصالح مع عزل عضو جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، الذي أطاح به السيسي. وفي خطابه الليلة، ذكّر بايدن السيسي بلطف شديد.


من جانبه، تمكّن الرئيس المصري من الاحتفال بعد شهور طويلة من عدم اليقين وانتظار المكالمة التي طال انتظارها من بايدن. هذا لا يعني أنّ إدارة واشنطن سوف تتغاضى عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان، لكن هذا يُظهر أنه حتى هناك هم يفهمون أنّ الرئيس لا بديل له حقًا. مع كل الاحترام الواجب للأموال الهادئة التي تدفقت على القطاع في السنوات الأخيرة لتعزيز مكانته الإقليمية، فإنّ لمصر مصلحة كبرى في الحفاظ على الهدوء في القطاع. تقع شبه جزيرة سيناء على حدود القطاع، ولم يهدأ بعد تهديد داعش لشمال شبه الجزيرة.


إقرأ أيضا: 11 يوماً من الحرب غير المُتكافئة.. كيف بدت غزة؟


يكفي التذكير بالهجمات الإرهابية الكبرى التي شنها تنظيم «الدولة الإسلامية» بالتعاون مع «حماس» ضد الجيش المصري، من أجل فهم السبب في أنّ المصريين هم الأكثر حرصا على إخماد الحريق الذي اندلع هنا في الأسبوعين الماضيين. وكان من الممكن أن يؤدي استمرار العملية إلى تأجيج ما يحدث عبر الحدود أيضا.


لا يخطئن أحد، المصريون لا يحبون حماس، إنهم يعرفون تماماً أنها تأتي من مدرسة الإخوان المسلمين، ويفضلّون أن يروا السلطة الفلسطينية تحكم هناك وليس حماس. ولكن حتى في القاهرة، نعلم أنّ هذا الهدف غير ممكن حقا، وعندما يكون الأمر كذلك، يجب أن نعمل مع ما هو موجود وأن نزيد دور الوسيط إلى أقصى حد حتى النهاية على الساحة الإقليمية والدولية، كما فعل رئيس مصر في جولة القتال الحالية.


- المصدر الأصلي بالعبرية: هيئة الإذاعة الاسرائيلية (مكان) / الصورة: اسوشيتد برس

- تنقيح ومعالجة: مركز سوث24 للأخبار والدراسات


الكلمات المفتاحية:

شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا