04-05-2021 الساعة 9 مساءً بتوقيت عدن
سوث24| عدن
رفعت قيادات بارزة في المجلس الانتقالي الجنوبي، الثلاثاء، علم دولة اليمن الجنوبي السابقة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) على سارية القصر الرئاسي في عدن، عاصمة جنوب اليمن، التي لا تزال تتخذها الحكومة اليمنية مقراً لها، بعد أكثر من ثلاثين عاما من رفع علم "الوحدة" بين دولتي الجنوب والشمال، في 22 مايو 1990، بذات المكان.
جاءت هذه الخطوة، وفق مسؤولين في المجلس، احتفالاً بالذكرى الرابعة لإعلان عدن التاريخي، 4 مايو 2017. وفي هذا اليوم تجمّع مئات الآلاف في "ساحة العروض" بخورمكسرفي عدن، وأعلنوا تفويض اللواء عيدروس الزبيدي لإدارة المرحلة، نتج عن ذلك لاحقا تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كأوّل كيان سياسي يمثّل مصالح الناس و "القضية الجنوبية".
وقام فريق المفاوضات وقيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الدكتور ناصر الخبجي، بإجراء مراسم رفع العلم، بمشاركة عرض عسكري وفرقة نحاسية، عزفت النشيد الوطني.
ويأتي تنظيم هذا الحدث - الذي لقي تفاعلاً كبيراً من نشطاء جنوب اليمن على وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المحلية - عقب ثلاثة أيام من عودة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي إلى عدن، قادما من الإمارات العربية المتحدة.
وقال علي الكثيري المتحدث الرسمي باسم المجلس، أنّ ذكرى 4 مايو "تُهيّئ لإنطلاقة أعظم تضع شعبنا وقضيته على مشارف انتصارات جديدة وحاسمة".
عودة الزبيدي
وكان الزبيدي ووفد من المجلس قد غادر عدن في 22 يناير 2020 إلى أبوظبي لاستكمال المشاورات بشأن تنفيذ اتفاق الرياض الموقّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.
سبق ومنعت السعودية في مارس 2020 عدداً من قيادات المجلس من العودة إلى عدن، خلال نيتهم المغادرة من مطار عمّان الدولي في الأردن.
وكانت عودة الزبيدي قد أثارت جدلا في وسائل إعلام يمنية معارضة للمجلس. وقالت قناة بلقيس، التابعة لحزب الإصلاح (تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن)، التي تبث من تركيا، أنّ عودة الزبيدي "تشكّل تعقيدا إضافيا للمشهد السياسي".
وتشهد عدن وضعا خدميا شبه منهارا، في ظل غياب حكومة المناصفة، التي نتجت عن اتفاق الرياض، والتي فرّ بعض أعضاءها من عدن، عقب احتجاجات شعبية غاضبة وصلت إلى مقر الحكومة في قصر معاشيق، في 16 مارس الماضي.
ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي "سلطات منفصلة" تحاول إفشال الحكومة الجديدة في عدن، في إشارة إلى الرئاسة اليمنية المقيمة في الرياض.
وعقب عودته أكّد الزبيدي، وفقا للموقع الرسمي للمجلس، "على النهج والاستراتيجية القائمة على التمسك باتفاق الرياض وضرورة تنفيذ بنوده كافة، ووجوب مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في مفاوضات العملية السياسية الشاملة لتمثيل شعب الجنوب على طاولة المفاوضات."
رُفع للأبد
وقال ممثل المجلس الانتقالي في أوروبا، أحمد عمر بن فريد، أنّ رفم العلم اليوم من أجل أن يبقى "رمزا لدولتنا المستقلة."
وأضاف على تويتر، إنّ هذه "الدولة ستكون حاضنة لجميع شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب"، "منسجمة مع جوارها العربي وإضافة حقيقية للمجتمع الدولي الذي يحارب الإرهاب ويهدف للأمن والسلام."
وقال الصحفي في قناة سكاي نيوز العربية، هاني مسهور في "٢٢ مايو ١٩٩٠ أُنزل من على سارية التواهي علمُ الجنوب ورُفعَ علم الجمهورية اليمنية واليوم في ٤ مايو ٢٠٢١ وعلى ذات السارية رُفع علم الجنوب وللأبد".
وفي حين لا تزال معارك السيطرة على مأرب مستمرة بين الحوثيين والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني، أعلنت القوات الجنوبية منذ أيام تحقيق تقدم ميداني في مناطق واسعة في شمال غرب الضالع، بعد معارك عنيفة استمرت لساعات، قُتل خلالها العشرات من الحوثيين، وفقا لمصدر عسكري تحدّث لـ "سوث24".
وذكرت تقارير عديدة أنّ سقوط مأرب، آخر معقل للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في شمال اليمن، بيد الحوثيين، ستجعل "انفصال الجنوب أمرا حتميا"، تزامنا مع انفراج في العلاقات بين الخصمين الرئيسين في المنطقة، الرياض وطهران.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر