دولي

العلاقات المتوترة بين الرياض وواشنطن قد تقرّب المملكة من إسرائيل

06-04-2021 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| قسم الترجمات


ازدادت العلاقات الأمريكية السعودية توترًا في الأشهر الأخيرة. وهو تطور من المرجح أن يؤدي إلى اقتراب القوة السنية من القدس، كما قال مراقبون إسرائيليون لـ وكالة الأخبار اليهودية (JNS).


ووفقا للوكالة، قال البروفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب، إنه يبدو وكأنّ العلاقات بين واشنطن والرياض تعود إلى نوع العلاقة التي كانت بين البلدين خلال أيام إدارة أوباما.


وقال زيسر إنّ "الدعم الاميركي ليس تلقائيا أو غير مشروط". وفي الوقت نفسه، تسعى واشنطن إلى تحقيق هدفها المتمثل في التقدم نحو التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، على الرغم من المخاوف العميقة من قبل المملكة العربية السعودية وإسرائيل.


وأشار زيسر إلى أنّ الولايات المتحدة لم تعد تفرض رقابة على انتقاداتها للشؤون الداخلية السعودية، لا سيما فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان.


إنّ التوترات الدبلوماسية تأتي في وقت حساس بشكل خاص في المنطقة، كما تقول الصحيفة. وقد ذكر العقيد أودي هاينفال، وهو باحث أقدم في معهد السياسات والاستراتيجية في المركز المتعدد التخصصات في هرتزليا، في ورقة حديثة إنّ الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن قد زادوا بشكل كبير من وتيرة الهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار ضد السعودية.


وكتب إنّ "ارتفاع الهجمات حدث على الرغم من قرار بايدن برفع اسم الحوثيين من قائمة الولايات المتحدة للإرهاب وقرارها بتعليق مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية التي تستخدمها في حربها في اليمن ضد الحوثيين".


في 7 مارس/آذار، تضيف الصحيفة: تعرّضت شركة النفط السعودية الوطنية أرامكو لهجوم بالصواريخ والطائرات بدون طيار في محطتها النفطية في رأس تنورة، أحد أكبر موانئ الشحن النفطي في العالم في شرق السعودية. أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، رغم أن المسؤولين السعوديين قالوا فيما بعد إن مصدره إما إيران أو العراق وليس اليمن.


إقرأ أيضا: هل الموساد متورّط في عملية الانقلاب الفاشلة في الأردن؟


وقال زيسر، للحماية من هجوم محتمل من اليمن: "هدد الحوثيون علنًا أيضًا بمهاجمة إسرائيل، وذكرت تقارير مؤخرًا أنّ قوات الدفاع الإسرائيلية نشرت بطارية قبة حديدية في الجنوب". وقال "السعوديون يعتمدون بشكل كامل على الولايات المتحدة، لذلك سيرقصون على الناي الأميركي على أمل أيام أفضل".


وأضاف إنّ "الولايات المتحدة ايضا لديها قيود. ولا يمكن لها قطع علاقاتها تمامًا مع السعودية لأنّ ذلك سيكون له عواقب على ما سيقوله حلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم. لذا يجب أن يحدث التعاون، ولكن مع العديد من الخلافات التي يتم التعبير عنها الآن بصراحة".


وقال إنّ هذا من شأنه أن يقرّب المملكة العربية السعودية من إسرائيل من جهة، لأن الرياض لن تشعر بأنها تستطيع أن تثق بواشنطن بنفس القدر. ومن ناحية أخرى، فإنّ غياب الدعم الأمريكي والضغوط الأمريكية المستمرة سيجعل المملكة العربية السعودية حذرة بشأن القيام بذلك علنًا.


وهذه التطوّرات "تشجّع الإيرانيين على زيادة جرأتهم مع ما يترتب على ذلك من عواقب سلبية على الاستقرار الإقليمي. ومع ذلك، أعطى الإيرانيون الأولوية لهدف التوصل إلى اتفاق نووي في الوقت الراهن. بعد ذلك، كل شيء سيكون مفتوحًا".


"تهدف إلى تحقيق توازن أكبر للقوى في الشرق الأوسط"


وقال البروفيسور بيني ميلر، الخبير في العلاقات الدولية من كلية العلوم السياسية في جامعة حيفا، للوكالة إنّ إدارة بايدن سوف تُظهر "حساسية أكبر بكثير لانتهاكات حقوق الإنسان السعودية من [الرئيس السابق دونالد] ترامب، وإلى حد ما، ستتجاوز أوباما في إنهاء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن".


وأضاف ميلر إنّ السعوديين بدورهم "سيكون لديهم حافز للتعويض عن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان من خلال تحسين علاقاتهم مع إسرائيل". وفي الوقت نفسه، فإنّ هذه القضية [تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية]، حتى لو رحّب بها بايدن، لن يكون لها الإلحاح الكبير الذي كانت عليه في عهد ترامب قبل انتخابات عام 2020".


وفيما يتعلق بالأمن الإقليمي، "في حين حاول ترامب إنشاء تحالف "مهيمن" بين الإسرائيليين والعرب في مواجهة إيران التي أُضعفت كثيرًا، فإن بايدن - مثل أوباما، بهذا المعنى - سيهدف إلى تحقيق توازن أكبر للقوى في الشرق الأوسط بين التحالف الإسرائيلي العربي مقابل إيران، ولكن هذا يعتمد أيضًا بشكل كبير على الرد الإيراني"، حسب تقييم ميلر. وأضاف "اذا استمرت ايران في تبني التشدد والعدوانية، فإنّ بايدن سيقدّم مزيدا من الدعم للتحالف الاسرائيلي العربي".


وأضاف إنّ "الهدف الرئيسي للإدارة الأمريكية سيكون تحقيق الاستقرار في المنطقة، وذلك من أجل تمكين الولايات المتحدة من فك ارتباطها تدريجيًا بالمنطقة عسكريًا، وحتى تتمكن الولايات المتحدة من التركيز على قضية سياستها الخارجية - المنافسة مع الصين".


- المصدر الأصلي بالإنجليزية: وكالة الأخبار اليهودية (JNS)
- عالجه ونقّحه للعربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا