التقارير الخاصة

جهود مكافحة الإرهاب عززت إعلان التوافق النهائي في جنوب اليمن

10-12-2020 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24| القسم السياسي


أعلن التحالف العربي، اليوم الخميس، بشكلٍ رسمي عن استكمال كافة الترتيبات اللازمة لتطبيق آلية تسريع اتفاق الرياض، والإعلان عن حكومة المناصفة الجديدة، خلال أسبوع.


وكانت مصادر سياسية حكومية ومن المجلس الانتقالي الجنوبي قد أبلغت "سوث24"، في وقت سابق الأربعاء، عن توافق على إجراءات انسحاب عسكرية في محافظة أبين ستبدأ من ليل أمس الأربعاء، على أن يتم الإعلان عن الحكومة المرتقبة خلال فترة أدناها أسبوع واحد. 


وقال مصدر سياسي لـ "سوث24" أن قوة عسكرية من التحالف العربي تحركّت يوم أمس من عدن وشبوة إلى أبين، للإشراف على عملية الانسحاب وفضّ الاشتباك بين القوات الجنوبية والميليشيات الإسلامية المسلّحة، الموالية للحكومة. 


ووفقاً لوكالة "واس" السعودية، فقد أعلن مصدر مسؤول في التحالف، بأنه تم "التوافق على تشكيل الحكومة اليمنية بعدد (24) وزيرًا ومن ضمنهم وزراء المجلس الانتقالي الجنوبي ومختلف المكونات السياسية اليمنية."


"كما تم استيفاء كافة الخطط العسكرية والأمنية اللازمة لتنفيذ الشق العسكري والأمني." وفقاً لواس.


وأضاف المصدر بإنّ "قيادة القوات المشتركة للتحالف ستقوم من خلال المراقبين العسكريين من التحالف على الأرض ابتداءً من اليوم الخميس، 10 ديسمبر 2020، بالإشراف على فصل القوات العسكرية في (أبين) وتحريكها إلى الجبهات، ومن العاصمة (عدن) لخارج المحافظة".


ووفقا للمصدر "تم التوافق على إعلان الحكومة المشكلة فور اكتمال تنفيذ الشق العسكري وفي غضون أسبوع."


مكافحة الإرهاب


وفي إعلان قد يكون لافتاَ أكّد المصدر بأنّ "قيادة القوات المشتركة للتحالف ستستمر في دعم الوحدات الأمنية للقيام بمهامها الجوهرية في حفظ الأمن والاستقرار ومحاربة التنظيمات الإرهابية."


وفي أولّ رد سياسي من المجلس الانتقالي الجنوبي، قال الناطق الرسمي باسم المجلس، نزار هيثم، أن جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في مكافحة الإرهاب إلى جانب السعودية والتحالف العربي والدولي، "عزز كافة الجهود  لإعلان التوافق النهائي لقائمة حكومة المناصفة".


من ناحيته أكد نائب رئيس دائرة الشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي، محمد الغيثي، بيان المصدر المسؤون بالتحالف حول التوصّل لاتفاق.


وقال الغيثي في سلسلة تغريدات، على تويتر، اطلع عليها سوث24، أنّ "القيادة الحكيمة للمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس عيدروس الزبيدي..، أثمرت من خلال التعاطي الإيجابي مع الجهود المشكورة لقيادة التحالف العربي المملكة و الإمارات" في استكمال الترتيبات اللازمة لتنفيذ آلية تسريع اتفاق الرياض". 



حماية المكتسبات


وأضاف الغيثي أنّ الانتقالي "أثبت قدرة فائقة على حماية المكتسبات السياسية والعسكرية والأمنية الجنوبية، وضمان استمرار عملية تحقيق الأهداف الوطنية المشروعة لشعب الجنوب، بدءً بالتمثيل الحقيقي للجنوب في الحكومة [مبدأ المناصفة بين الجنوب واليمن] وانتهاءً بصياغة المسارات السياسية لمفاوضات الحل النهائي".


واعتبر الغيثي بأنّ الحرص الذي أبداه المجلس من خلال "ضمان التنفيذ حسب التفسير الصحيح لبنود الاتفاق، والذي، وفقاً للغيثي، لا يتعارض مع الرغبة والإرادة الجنوبية، "قد قطع الطريق على الأطراف التي راهنت على تحويل الجنوب إلى بؤرة صراع خدمةً لمصالحهم الضيقة والأجندات والمخططات الخبيثة التي يخدمونها.


وفي تصريحات نقلتها صحيفة الشرق الأوسط السعودية، أشاد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي بجهود المملكة. 


وقال الزبيدي أنّ "المجلس الانتقالي الجنوبي ينظر بتقدير كبير لجهود القيادة السعودية في دعم المحافظات المحررة ببرامج التنمية وبناء المؤسسات."


وأضاف الزبيدي: "سيتم إعلان الحكومة خلال الأسبوع المقبل بالتزامن مع تنفيذ الترتيبات العسكرية، يليها تنفيذ بقية البنود.. بما فيها تشكيل الوفد التفاوضي المشترك للعملية السياسية الشاملة".


وقال رئيس المجلس الانتقالي لـ "الشرق الأوسط"، إن اتفاق الرياض «يمثل فرصة حقيقية للسلام في الجنوب واليمن، ويوفّر محطة محورية على طريق تحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته المشروعة، ومن هذا المنطلق سيظل المجلس شريكاً استراتيجياً مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي في مختلف الملفات والقضايا ذات الصلة حتى تحقيق وتأمين جميع المصالح والأهداف المشتركة».


من جهته، قال متحدث حكومة تصريف الأعمال اليمنية راجح بادي، لقناة العربية، بأنه "تم استكمال الاتفاق حول الحكومة وهي جاهزة بشكل كامل، وأنه سيتم البدء بتنفيذ الشق العسكري".


ويأتي هذا الإعلان عقب أكثر من أربعة أشهر من إعلان آلية تسريع اتفاق الرياض، التي حددت تنفيذ الشق السياسي من الاتفاق تزامناً مع ترتيبات أمنية وعسكرية محدّدة. 


واندلعت مواجهات عنيفة طيلة الشهور الماضية بين القوات الجنوبية والقوات الموالية للحكومة، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم قيادات كبيرة من الطرفين. 


وألقت الحرب وتأخّر تشكيل الحكومة الجديدة، بظلالها الكبير على الوضع الاقتصادي والإنساني في جنوب اليمن، وسط تحذيرات من المجاعة وانهيار العملة الغير مسبوق وانقطاعات الكهرباء والخدمات الأساسية للمواطنين. 


مناصب سيادية ومخاوف



وكشفت مصادر حكومية في وقت سابق اليوم لـ "سوث24" عن أسماء بعض مرشحي المناصب السيادية ووزارات أخرى، بينهم قيادات تنتمي لتنظيم الإخوان المسلمين. 


ورغم أنّ هذا الإعلان قد يشكّل دفعة أمل بنجاح الاتفاق، إلا أنّ التوجّس وتكرار اندلاع المواجهات بين الطرفين، لا تزال مرجّحة، حتى بعد إعلان حكومة المناصفة الجديدة.


لا يزال تأثير الجماعات الدينية الإسلاموية المتطرّفة، كتنظيم الإخوان المسلمين، وتنظيم القاعدة، داخل القوات الموالية للحكومة، هو المحرك الأساسي لدورات الحرب المتكررة، تحت مبررات الحفاظ على الوحدة، التي فشلت عقب حرب دموية شنها نظام صنعاء ضد جنوب اليمن في عام 1994، وكررها الحوثيون في العام 2015.


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا