جانب من فعالية الضالع الجماهيرية إحياءً للذكرى الثانية والستين لثورة 14 أكتوبر (الصورة: مركز سوث24 13 أكتوبر 2025)
Last updated on: 17-10-2025 at 5 PM Aden Time
حصاد الأسبوع (11–16 أكتوبر 2025)
شهد جنوب اليمن هذا الأسبوع زخمًا احتفاليًا غير مسبوق بالذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر، في حين تصاعدت التهديدات الحوثية تجاه السعودية تزامنا مع إعلان وقف إطلاق النار في غزة. وفي الشمال، أعلنت جماعة الحوثي مقتل رئيس أركان قواتها اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري بعد أكثر من خمسين يومًا من التكتم، وهو الرجل الذي ظلت تلاحقه إسرائيل لعدة أشهر.
المحور السياسي: أكتوبر يعم الجنوب
اتسم المشهد السياسي هذا الأسبوع بزخمٍ لافتٍ في الجنوب، حيث تحوّلت فعاليات الذكرى الثانية والستين لثورة 14 أكتوبر إلى مناسبة سياسية جامعة أكدت رمزية الثورة وتجدد المطالب الشعبية بـ "التحرير والاستقلال"، إلى جانب الدعوة إلى الإصلاح المؤسسي والوحدة الوطنية وتعزيز الحوار.
وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، شدّد عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، على أن استقلال الجنوب قادم رغم التحديات والمؤامرات، مؤكدًا أن أي عملية سياسية مستقبلية لن تنجح دون تمثيل الجنوب كطرف رئيسي. كما أشار إلى التزام المجلس بنهج الحوار الوطني الجنوبي لتوحيد الصفوف، مع تأكيد وقوفه إلى جانب أبناء المناطق الشمالية ضد ما وصفه بـ"الظلم".
وفي الضالع، جدد الزبيدي خلال فعالية جماهيرية شارك فيها عشرات الآلاف العهد بمواصلة مسار استعادة الدولة وبناء مؤسساتها، مؤكدًا الثقة بعدالة القضية الجنوبية واللحمة الوطنية، بعد أن زار ردفان ووضع إكليلًا من الزهور على نصب "الشهيد راجح بن غالب لبوزة".
كما افتتح الزبيدي مشاريع تعليمية مدعومة إماراتيًا في محافظة الضالع، بينها مدرسة ومجمعان تعليميان في مديريات الأزارق وجحاف والشعيب.
من جانبه، وصف رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ثورة أكتوبر بأنها ولادة جديدة للشعب اليمني، مشيرًا إلى أن القضية الجنوبية أصبحت حجر الزاوية لأي حل سياسي شامل. وأكد أن توافق المجلس الرئاسي الأخير يمثل خطوة مصيرية لتوحيد الصف الوطني.
بدوره، جدد طارق صالح عضو الرئاسي وقائد قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، العهد لرموز الثورة الذين حرروا الجنوب، فيما دعا عضو المجلس أبو زرعة المحرمي إلى استلهام قيم التحرر والعدالة الاجتماعية لبناء دولة مستقرة. أما فرج البحسني، فرأى أن الجنوبيين يتطلعون إلى مستقبلٍ قائم على السلام والتكامل مع المحيط الخليجي والعربي، مؤكدًا أن الذكرى تحلّ والجنوب يخوض "معركة خلاص وطني" ضد مشروع الحوثيين.
وأكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ناصر الخبجي، أن الجنوب يواجه اليوم معارك سياسية وإعلامية واقتصادية لا تقل خطورة عن معارك التحرير الأولى، داعيًا إلى سلام عادل ومستدام قائم على الاعتراف بحقوق الجنوبيين.
وفي المهرة، أعلن عبد الرحيم الصادق رئيس القيادة التنفيذة للانتقالي هناك، تمسك الجنوبيين باستعادة دولتهم كاملة السيادة، فيما دعا عضو هيئة رئاسة الانتقالي عبد الناصر الجعري إلى توحيد الإرادة الجنوبية من المهرة إلى باب المندب لاستكمال مشروع الاستقلال.
وشهدت محافظة حضرموت فعاليات حاشدة جماهيرية في شبام ووادي حضرموت أكدت الموقف الجنوبي الموحد تجاه مستقبل المحافظة، وجددت التفويض للرئيس الزبيدي لاستعادة دولة الجنوب. وطالبت الفعاليات بإنهاء ما وصفته "العبث السياسي والاقتصادي" في المحافظة واستكمال تحرير مديريات الوادي والصحراء.
وفي كلمته، أعلن علي الكثيري رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية، أن الانتقالي يتفق على حدود حضرموت ضمن الدولة الجنوبية ويرحب بالحوار على هذا الأساس، رافضًا أي صيغة لإعادة إنتاج الوحدة، بما في ذلك مشروع اليمن الاتحادي. ودعا البيان الختامي للفعالية الحكومة إلى ضمان صرف الرواتب ورفض المشاريع الساعية لفصل حضرموت عن هويتها الجنوبية، والمطالبة بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى وتسليم مهام الأمن إلى قوات النخبة الحضرمية.
وفي الرياض، أكد رشاد العليمي خلال لقائه بالفريق القانوني المساند للمجلس الرئاسي أن المجلس يقف على أرضية صلبة من التفاهم والتكامل لتحقيق هدف استعادة الدولة. من جانبه، شدد السفير الألماني توماس شنايدر على حاجة اليمن إلى حكومة قوية وموحدة، مدينًا هجمات الحوثيين على الملاحة المدنية واحتجاز موظفي الأمم المتحدة.
كما التقى الزبيدي بالقيادي الجنوبي صلاح الشنفرة في الضالع، مؤكدًا مكانته كأحد رموز النضال الوطني الجنوبي، ومشددًا على وحدة الصف في المرحلة القادمة. وكان الشنفرة قد قاد عدة تظاهرات للعشرات من أنصاره في الضالع تحت لافتة "الخدمات".
وفي أبين حضر وزير الدفاع اليمني محسن الداعري عرضا عسكريا لألوية الدعم والإسناد بمناسبة ذكرى 14 أكتوبر، تم استعراض فيها طائرات بدون طيار مسيّرة لأول مرة. فيما نظمت قوات دفاع شبوة عرضا عسكريا مهيبا بالمناسبة. وفي عدن شهدت الكلية الحربية عرضا عسكريا آخر بذات الذكرى. كما شهدت محافظات أبين وشبوة وسقطرى مهرجانات خطابية للمجلس الانتقالي الجنوبي بهذه المناسبة.
المحور الاقتصادي والإنساني: اقتصاد اليمن الأكثر هشاشة في العالم
كشف صندوق النقد الدولي أن الدين العام في اليمن تجاوز 100٪ من الناتج المحلي الإجمالي في المناطق الخاضعة للحكومة المعترف بها دوليًا، وأن الاقتصاد انكمش بنسبة 27٪ منذ 2014، ما يجعل اليمن من أكثر الاقتصادات هشاشة في العالم.
وفي هذا السياق، ناقش رئيس مجلس الوزراء، سالم بن بريك، الخميس، مع سفراء الدول الخمس الراعية للعملية السياسية في اليمن، مستجدات الأوضاع وجهود الحكومة في تنفيذ الإصلاحات الشاملة وخطة التعافي الاقتصادي.
وجدد بن بريك التزام الحكومة بالمضي في تنفيذ برنامجها الإصلاحي القائم على ثلاث ركائز: تعزيز الاستقرار المالي، وتحسين الخدمات، وبناء مؤسسات الدولة على أسس مهنية وشفافة.
وفي وقت سابق، ناقش بن بريك مع رئيس شركة كمران - وهي شركة يمنية رائدة في صناعة السجائر - تداعيات العقوبات الأمريكية على الكيان الواقع تحت سيطرة الحوثيين، مؤكدًا أن شركتي كمران في الأردن وعدن تمثلان الكيان الشرعي الوحيد المعترف به دوليًا، وأن الحكومة تعمل على إعداد ملف قانوني لتوضيح وضع الشركة أمام الجهات الأمريكية.
وتزامنا مع الاحتفالات الأكتوبرية، شهدت مدينة عدن أزمة كهرباء حادة، حيث تجاوزت ساعات الانقطاع 15 ساعة يوميًا بسبب نفاد الوقود المخصص لمحطات التوليد.
من جهة أخرى، وثّقت الشبكة اليمنية لحقوق الإنسان 5423 انتهاكًا حوثيًا ضد مرافق وعاملين في القطاع الصحي منذ عام 2017.
وفي بيان منفصل، طالبت منظمة اليونسكو بالإفراج الفوري عن أربعة من موظفيها المحتجزين لدى الحوثيين، معتبرةً استمرار احتجازهم انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق العاملين في المنظمات الأممية.
من ناحيتها قالت وكالة الأنباء الألمانية أن أكثر من 30 منظمة دولية ومحلية قالت أنّ اليمن يعيش ثالث أكبر أزمة غذاء في العالم ويواجه نصف السكان الجوع. وأشار بيان المنظمات إلى أنّ أكثر من 18 مليون يمني سيواجهون مستويات متأزمة من الجوع مطلع العام المقبل.
المحور العسكري والأمني: شهداء في الضالع بهجمات مسيّرة
شهدت محافظة الضالع هذا الأسبوع تصعيدًا عسكريًا جديدًا، حيث استشهد ثلاثة جنود من القوات الجنوبية وأصيب سبعة آخرون في هجمات بطائرات مسيرة نفذتها ميليشيات الحوثي على جبهتي الجب والفاخر.
وفي الجانب الأمني، ضبطت السلطات عدة شحنات وأفراد مرتبطين بأنشطة "حوثية وإجرامية".
وفي عدن، ضبطت جمارك المنطقة الحرة شحنة تضم أكثر من 24 ألف قطعة تُستخدم في صناعة الطائرات المسيّرة، منها أجهزة تحكم وتحديد مواقع ولوحات إلكترونية وريليهات.
أما في المهرة، فقد أوقفت الأجهزة الأمنية عنصرين من ميليشيات الحوثي أثناء توجههما إلى إيران ضمن بعثة دراسية، واحتجزت مواطنًا تونسيًا دخل البلاد بطريقة غير شرعية.
وفي الضالع، تم القبض على عنصر حوثي كان يشغل منصب مشرف ثقافي، واعترف بمشاركته في القتال في جبهات مأرب والوازعية.
وفي شبوة، ضبطت القوات الأمنية سيارة قادمة من صنعاء متجهة إلى عتق محمّلة بأسلحة ومستلزمات عسكرية مخبأة داخل "غطاسات مياه".
كما أعلنت قوات خفر السواحل هناك ضبط قاربين على متنهما أكثر من 600 مهاجر إثيوبي "غير شرعي" في ساحل عرقة برضوم.
كما أعلنت شرطة عدن عن تفكيك شبكة تزوير وثائق رسمية في كريتر، ضُبط بحوزتها أختام مزورة وسجلات تجارية وتقارير طبية وشهادات تخرج مزيفة من كلية هندسة مصرية، ضمن شبكة تعمل داخل اليمن وخارجه مقابل مبالغ مالية.
وفي أبين أكد وزير الدفاع اليمني خلال عرض عسكري ضرورة مواجهة الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، ومضاعفة الجهود لمكافحة التهريب وتعزيز الأمن. كما بحث مع سفير الصومال التنسيق المشترك لمكافحة التهريب والجماعات الإرهابية وحماية الملاحة.
وعقد رئيس خفر السواحل اللواء القملي اجتماعات مع نظرائه في جيبوتي والصومال لمناقشة مكافحة تهريب الأسلحة والهجرة غير الشرعية، إضافة إلى لقاءات مع قائد القوات الفرنسية وقائد قوة "أسبيدس" الأوروبية لتعزيز حماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
المحور الإقليمي: مقتل الغماري - رسميا
أعلنت ميليشيات الحوثي يوم الخميس مقتل رئيس أركانها اللواء الركن محمد عبد الكريم الغماري خلال ما وصفته بعمليات ضد "العدو الإسرائيلي"، مؤكدة مقتل نجله وعدد من مرافقيه وتعيين قائد المنطقة الخامسة يوسف المداني خلفًا له.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي مقتل الغماري متأثرًا بجراحه في الغارة التي استهدفت قيادة الحوثيين في أغسطس 2028، معلنًا شكره لرئيس الاستخبارات على "العمل الممتاز" ومؤكدًا استمرار العمليات ضد الجماعة.
من ناحيتها قالت قناة العربية عن مصادر يمنية أنّ شقيق زعيم الحوثيين (عبد الكريم الحوثي) أصيب هو الآخر في الغارات الإسرائيلية وأنه لا يزال يعيش غيبوبة. ولم يعلّق الحوثيون على هذه الأنباء حتى الآن.
وقال الحوثيون أنهم نفذوا 758 عملية ضد إسرائيل منذ بدء التصعيد، باستخدام 1835 صاروخًا وطائرة مسيّرة و346 عملية بحرية استهدفت أكثر من 228 سفينة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، إلى جانب إسقاط 22 طائرة مسيرة أمريكية وشن 40 عملية تصدٍ للطيران الإسرائيلي.
في المقابل، قال زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل فشلوا في تدمير قدرات جماعته الصاروخية، زاعمًا أن خلية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي ساهمت في استهداف الحكومة الحوثية بغارة إسرائيلية.
وفي سياق متصل، هدد القيادي الحوثي حزام الأسد بشن هجمات صاروخية على منشآت أرامكو ومدينة نيوم السعودية، متهمًا الرياض بالتنصل من التزاماتها تجاه جماعته، في إشارة إلى ما يبدو لوقف مخصصات مالية تقدمها السعودية لموظفين تحت سيطرة الجماعة.
واختتم المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ زيارته إلى الرياض، حيث التقى سفراء السعودية والإمارات والدول الخمس دائمة العضوية، لمناقشة احتجاز الحوثيين لموظفي الأمم المتحدة، مؤكداً أن وقف إطلاق النار في غزة يمثل فرصة لتعزيز الاستقرار الإقليمي وإحياء جهود السلام في اليمن.
للإطلاع على مزيد من التفاصيل، تصفح قسم الأخبار باللغة الإنجليزية
مريم محمد
صحفية بمركز سوث24 للأخبار والدراسات
- حصاد الأسبوع: خدمة يقدمها المركز لتغطية أبرز التطورات في الملف اليمني
Previous article