الصورة: عيدروس الزبيدي يلتقي سلطان العرادة في الرياض، 28 يونيو 2025 (STC)
Last updated on: 28-06-2025 at 12 PM Aden Time
|
حصاد الأسبوع | 21 – 27 يونيو 2025
مع اشتداد حرارة الصيف وتردي الوضع الاقتصادي، يجد المواطنون في جنوب اليمن أنفسهم وسط أزمة كهرباء خانقة تتكرر كل عام دون حلول فعالة. في هذا السياق، تصدرت أزمة الخدمات والمشهد الاقتصادي والأمني أجندة الفاعلين السياسيين والجهات الدولية هذا الأسبوع.
حول الوضع الاقتصادي، بحث اللواء عيدروس الزبيدي، عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع السفيرة البريطانية ومسؤولي البنك الدولي، سبل مواجهة أزمة الكهرباء وتحديات التنمية. السفيرة البريطانية وصفت الاجتماع بـ"المثمر"، في ظل تصاعد القلق من تداعيات التوترات الإقليمية.
وفي لقاء مرئي مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، دعا الزبيدي إلى استئناف تصدير النفط والغاز، محملًا هجمات الحوثيين مسؤولية توقف الإنتاج في حضرموت وشبوة. كما التقى الزبيدي، الذي يزور الرياض حاليا، أمس الجمعة، عضو المجلس سلطان العرادة، وشددا على أهمية اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة الوضع الاقتصادي، وفقا لإعلام الانتقالي الجنوبي.
من ناحيته ناقش مجلس الوزراء الأربعاء التدهور الاقتصادي وأزمة الكهرباء والانهيار المالي، وصادق على اتفاقيات مع السعودية وقطر لدعم القطاع الصحي وتعزيز التعاون القضائي. كما شدد على رفع الجاهزية الأمنية ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، والتصدي لعمليات تقطع إمدادات الطاقة.
بينما حذرت الجمعية الوطنية الجنوبية الأربعاء من تداعيات رفع الدولار الجمركي، ودعت إلى إلزام المحافظات بتوريد الإيرادات للبنك المركزي لضمان الاستقرار المالي.
ميدانيًا، شهدت عدن تصاعدًا في الاحتجاجات الشعبية، أبرزها مظاهرة نسائية في المعلا السبت، ووقفة احتجاجية أمام قصر المعاشيق الأحد، تطالب بالخدمات ومواجهة الانهيار الاقتصادي.
وفي عدن أيضًا، عقد الرئيس رشاد العليمي الثلاثاء اجتماعًا أمنيًا موسعًا مع اللجنة الأمنية وعدد من المحافظين، لإقرار خطط تفكيك الخلايا الإرهابية. وفي اليوم ذاته، ترأس رئيس الوزراء اجتماع اللجنة العليا لمكافحة التهريب، ناقش جهود مواجهة تهريب العملات والمشتقات، داعيًا إلى إصلاحات في المنافذ والمطار.
وفي ملف التنمية، بحث نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء فرج البحسني السبت في الكويت مشروع "صندوق حضرموت الإنمائي" مع عدد من الخبراء، في خطوة تهدف لإحداث نقلة تنموية بالمحافظة خلال 2025. بينما حمّل مؤتمر حضرموت الجامع المجلس الرئاسي مسؤولية تفاقم الأوضاع، مستنكرًا استمرار اعتقال الصحفي مزاحم باجابر.
وفي شمال اليمن، فجّر البنك المركزي الخاضع لسيطرة الحوثيين في صنعاء جدلًا واسعًا بعد قراره وقف التعامل مع بنك الكريمي، اعتبارًا من 22 يونيو، ما ينذر باضطرابات مصرفية في مناطق سيطرة الجماعة وسط غياب البدائل البنكية الكافية.
الوضع الإنساني: نصف سكّان جنوب اليمن يواجهون الجوع
في تحذير مشترك، أعلنت كل من اليونيسف والفاو وبرنامج الأغذية العالمي يوم الإثنين أن نصف سكان جنوب اليمن مهددون بالجوع الحاد، مع تسجيل 4.95 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بين مايو وأغسطس، وسط تراجع الدعم الدولي وشح التمويل الإنساني.
وفي عدن التقى مدير أمن عدن مع وفد المفوضية السامية للأمم المتحدة لمناقشة تدفق اللاجئين والمهاجرين، مؤكدًا التزام الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية للبعثات الدولية، وداعيًا إلى حلول إسكانية بديلة وتنظيم عمليات الاستقبال.
الوضع السياسي: اتهامات للعليمي بالإقصاء والتفرد
جدد المجلس الانتقالي الجنوبي تأكيده على أنّ خيار استعادة الدولة الجنوبية هو الخيار الأكثر واقعية في المشهد السياسي اليمني اليوم.
وقال عضو هيئة رئاسة المجلس، عمرو البيض، أنّه "إذا تعذّرت استعادة الدولة اليمنية في صنعاء للجميع عبر الحرب، فخارطة الطريق لن تكون الطريق لذلك." مضيفا "مع غياب قرار الحسم العسكري مع الحوثيين، يصبح خيار الدولة الجنوبية هو الأكثر واقعية."
إذا تعذّرت استعادة الدولة اليمنية في صنعاء للجميع عبر الحرب، فخارطة الطريق لن تكون الطريق لذلك.
— Amr Al-Bidh | عَمْرْو البِيض (@AmrAlBidh) June 25, 2025
ومع غياب قرار الحسم العسكري مع الحوثيين، يصبح خيار الدولة الجنوبية هو الأكثر واقعية.#اليمن #الجنوب #الحوثي #عملية_السلام
If restoring the Yemeni state in Sana’a for all is no…
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد الانتقادات للمجلس الانتقالي من عدم اتخاذ أي خطوات تدفع باتجاه استعادة دولة جنوب اليمن التي كانت قائمة حتى 1990. وهي مطالب رفعها الحراك الجنوبي منذ انطلاقه في العام 2007 وتعززت في أدبيات المجلس الانتقالي ومخرجات لقاء التشاور الجنوبي في عدن في مايو 2023.
وقد انخرط المجلس الانتقالي في سلطات الدولة اليمنية القائمة وبات شريكا في الحكومة بناء على اتفاق الرياض لعام 2019، وجزءًا من مجلس القيادة الرئاسي الذي شكلته السعودية والإمارات في أبريل 2022. ولكنّ الخلافات مع الأطراف اليمنية لم تتوقف خلال السنوات الماضية، مع استمرار ما يعتبره المجلس الانتقالي الجنوبي بعدم التزام الحكومة اليمنية بواجباتها تجاه السكان في الجنوب وإقصاءه عن صنع القرار في السلطة.
وفي سياق متصل، هاجم المكتب السياسي للمقاومة الوطنية برئاسة طارق صالح الرئيس العليمي، متهمًا إياه بالإقصاء والانفراد بالقرارات، ودعاه "للعودة إلى القانون"، في مؤشر على تصاعد التوتر داخل السلطة.
وأرجعت مصادر صحفية مقربة من طارق صالح هذا التصعيد إلى عدم ضم المقاومة الوطنية إلى قوام هيئة التشاور والمصالحة، أحد المؤسسات الموازية لمجلس القيادة الرئاسي.
التصعيد الحوثي الإسرائيلي.. مناورات ما بعد الهدنة
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ، بدأت العواصم الإقليمية في مراجعة مواقفها وإعادة التموضع، غير أن جماعة الحوثيين في اليمن، صعّدت من هجماتها ضد إسرائيل، حيث أعلنت تل أبيب إطلاق الحوثيين لطائرة مسيّرة باتجاه أراضيها كما أعلنت اعتراض صاروخ بالستي أطلقته الجماعة حتى الجمعة 27 يونيو، منذ توقف الحرب مع طهران.
وخلال أيام الحرب الـ12، صعّدت الجماعة من خطابها السياسي والعسكري؛ إذ هدد المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، السبت، باستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر إذا تدخلت واشنطن عسكريًا ضد إيران. في المقابل، سعى القيادي الحوثي محمد البخيتي لتخفيف نبرة التهديد، مؤكدًا عدم نية الجماعة إغلاق مضيق باب المندب، مع التزامها بحرية الملاحة الدولية، لكنه أشار إلى أن طبيعة الرد الحوثي تعتمد على الموقف الإيراني. ولم يرد الحوثيين على هجوم الولايات المتحدة رغم التهديدات.
من ناحيته قال وزير الدفاع الإسرائيلي: "سنتعامل مع صنعاء مثل طهران، وأمرت الجيش بإعداد خطة ضد الحوثيين"، وفقا لما نقلته وكالة الأناضول.
في المقابل، واصل وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني تحذيراته من أن الحوثيين يشكلون أداة إيرانية لزعزعة الاستقرار في المنطقة، محذرًا من تداعيات أي تصعيد إضافي.
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال أن جماعة الحوثيين التزمت بـ"هدوء غير معتاد" خلال التصعيد الإيراني-الإسرائيلي، مرجّحة أن الجماعة تعيش حالة صدمة عقب الاختراق الأمني الذي تعرّضت له طهران، ومعتبرة هذا الهدوء تكتيكيًا وليس دلالة على الحياد.
لكن ومع سريان الهدنة، سرعان ما عاد التصعيد الحوثي على الساحة الإعلامية. ففي يوم الثلاثاء، أعلن محمد البخيتي أن العمليات العسكرية ضد إسرائيل ستستمر حتى رفع الحصار عن غزة، مؤكدًا استمرار ما وصفه بـ"الحظر" على مطار بن غوريون وميناء حيفا.
وفي موقف لافت، باركت الجماعة الضربة الصاروخية الإيرانية على قاعدة "العديد" الأميركية في قطر، واعتبرتها ردًا شرعيًا على ما وصفته بـ"العدوان الأمريكي". وفي اليوم التالي، وجّه مهدي المشاط تهنئة لإيران بـ"انتصارها على أمريكا وإسرائيل".
أما زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، فادّعى في خطاب له الخميس أن قواته أطلقت 309 صواريخ باليستية وفرط صوتية ومسيرات ضد إسرائيل منذ مارس الماضي، مؤكدًا أن البحر الأحمر لا يزال مغلقًا أمام الملاحة الإسرائيلية.
ميدانيًا وحقوقيًا، عادت الانتهاكات الحوثية لتطفو على السطح، حيث كشفت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات عن اختطاف الجماعة لـ1937 شخصًا في 17 محافظة منذ 2018، وتسبّبها في مقتل 476 مختطفًا تحت التعذيب أو بعد الإفراج.
كما وثّقت الشبكة وجود 641 سجنًا حوثيًا، بينها 273 سجنًا سريًا، ووفاة 18 طفلًا و23 امرأة جراء التعذيب داخل هذه المرافق.
أمنيًا وعسكريًا | عدن: اختراق استخباري حوثي للحكومة
في الضالع استشهد ثلاث جنود من القوات الجنوبية خلال هذا الأسبوع خلال مواجهات مع مليشيا الحوثيين في جبهات شمال المحافظة. في حين استشهدت امرأة مدينة برصاص الحوثيين في تعز. وأصيب طفل برصاص قناص حوثي في منزله بمديرية كرش بمحافظة لحج.
وفي تطور أمني لافت، أعلنت قوات الحزام الأمني في العاصمة عدن، يوم الخميس 19 يونيو، عن اعتقال موظف في الأمانة العامة لمكتب رئيس الوزراء، بتهمة التجسس لصالح جهاز مخابرات جماعة الحوثي، والتورط في مخطط لاغتيال رئيس الوزراء السابق أحمد عوض بن مبارك.
ووفقًا لبيان رسمي، كشفت تحقيقات استخباراتية دامت لأسابيع أن المتهم (ه.م.م.أ) قام بتمرير معلومات ووثائق حساسة تخص مسؤولين حكوميين إلى الحوثيين، كما سافر سرًا إلى صنعاء والتقى بقيادات حوثية لقاء مقابل مالي وتعليمات مباشرة.
وفي حادثة أخرى أثارت موجة من الاستنكار، اقتحم أفراد من شرطة دار سعد مسجد "عمر بن الخطاب" في مديرية المنصورة بعدن واعتقلوا إمامه، الشيخ محمد الكازمي، الأمر الذي دفع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي أبو زرعة المحرمي ومحافظ عدن أحمد لملس إلى إصدار توجيهات عاجلة بفتح تحقيق ومحاسبة المتورطين.
وأكدت السلطات أنّ الحادثة "تصرف فردي لا يعكس الموقف الرسمي". إدارة الإرشاد في المجلس الانتقالي الجنوبي أدانت بدورها الواقعة ووصفتها بانتهاك لحرمة المساجد وتحريض على الفوضى. وقد أُفرج لاحقًا عن الإمام المعتقل بعد تدخل الجهات المعنية، وإيقاف مدير شرطة دار سعد.
الأحداث الأمنية والعسكرية المحلية (21 - 26 يونيو 2025) | ||
---|---|---|
اليوم | التاريخ | الحدث |
السبت | 21/6/2025 | الضالع: استشهاد جندي من القوات الجنوبية متأثرًا بإصابته برصاص قناص حوثي في جبهة الفاخر. |
الأحد | 22/6/2025 | لحج: إصابة طفل (13 عامًا) برصاص قناص حوثي أثناء تواجده في منزله بمديرية كرش. |
الإثنين | 23/6/2025 | الضالع: إصابة جندي من القوات الجنوبية برصاص قناص حوثي شمال المحافظة. |
الثلاثاء | 24/6/2025 | عدن: ضبطت قوات الحزام الأمني شحنة ضخمة من المخدرات (646 ألف حبة) تم تهريبها بحرًا إلى مديرية دار سعد، مع تحديد هوية المتورط الرئيسي وبدء ملاحقته. |
الأربعاء | 25/6/2025 | الضالع: استشهاد جنديين من القوات المسلحة الجنوبية خلال التصدي لهجوم حوثي على أحد محاور جبهة الضالع. حيث أفشلت القوات الجنوبية الهجوم وكبّدت الحوثيين خسائر بشرية ومادية. تعز: قُتلت امرأة برصاص قناص تابع لمليشيا الحوثي في مديرية مقبنة. عدن: ألقت قوات الحزام الأمني القبض على شخصين بحوزتهما كمية من الحشيش المخدر في نقطة تفتيش بالبريقة. |
الخميس | 26/6/2025 | تعز: اعتدت ميليشيا الحوثي على نساء واعتقلت ثلاثة مدنيين في مديرية ماوية، بحسب وكالة سبأ. كما أعلنت القوات الموالية للحكومة اليمنية أنها تصدّت لهجوم شنّته ميليشيا الحوثيين على مواقعها في منطقة الكدحة، وأسفر التصدي عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين. عدن: اقتحم مسلحون مسجد "عمر بن الخطاب" في المنصورة واعتقلوا إمامه الشيخ محمد الكازمي. |
المصدر: مركز سوث24 للأخبار والدراسات |
لقراءة المزيد من التفاصيل باللغة الإنجليزية:
Hadramout Faction Flirts with Autonomy as Yemen's Presidential Leadership Council Battles Economic Crisis
Houthis Hail Attack on Qatar’s US Air Base, Vow to Continue Striking Israel
Joint UN Statement: Half of South Yemen’s Population Faces Acute Hunger
What Did the Houthis Threaten the US With if It Joins the War Against Iran?
Security Belt Forces arrest Prime Minister's office employee for an alleged Houthi espionage and assassination plot
صحفية ومحررة بمركز سوث24 للأخبار والدراسات
- حصاد الأسبوع: خدمة يقدمها مركز سوث24 لتغطية أهم التطورات في الملف اليمني خلال أسبوع
Previous article