التقارير الخاصة

حضرموت إلى الواجهة مجددًا

مليونية الوفاء للنخبة الحضرمية، 3 فبراير 2024 (مركز سوث24)

07-02-2024 at 6 PM Aden Time

language-symbol

سوث24 | عبد الله الشادلي


في 3 فبراير الجاري، خرجت حشود جماهيرية كبيرة في مدينة المكلا بحضرموت في جنوب اليمن للتعبير عن دعمهم لقوات النخبة الحضرمية التي تنشر ضمن المنطقة العسكرية الثانية في ساحل المحافظة، بعد حوالي 18 يوما من فشل محاولة إدخال قوة عسكرية تابعة لما يعرف بـ "قوات درع الوطن" إلى المكلا، وإنشاء معسكر خاص بها. 


وعبر المتظاهرون عن رفضهم لما وصفوه بـ "المؤامرة على النخبة الحضرمية"، وقالوا في بيان ختامي صادر عن الفعالية إنهم لن يتقبلوا نشر أي قوات عسكرية أخرى في ساحل حضرموت. كما تضمن البيان العديد من النقاط المتعلقة بالوضع الخدمي والمعيشي المتدهور، ومطالبات موجهة نحو المجلس الرئاسي والحكومة في هذا الشأن.


أعادت هذه الأحداث حضرموت، كبرى محافظات جنوب اليمن من حيث المساحة والسكان، إلى الواجهة مجددا. حيث تصدرت خلال الفترة السابقة، وبالأخص العامين الماضيين، عناوين الأخبار بعد انطلاق تصعيد شعبي عرف بـ "الهبة الحضرمية" يسعى لطرد القوات الشمالية المنضوية في إطار المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، وما تلى ذلك من تطورات متعددة المستويات.


ورغم أن التظاهرة في المكلا دعا إليها ونظمها المجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أنها كانت تأكيدا إضافيا من السكان في ساحل حضرموت على المزاج العام المساند لقوات النخبة الحضرمية التي طردت تنظيم القاعدة من المكلا عام 2016. كما تعد هذه التظاهرة استعراضا من المجلس الانتقالي لقاعدته الشعبية العريضة في ظل ما يقول مراقبون إنها محاولات مستمرة لإضعافه في حضرموت تقودها السعودية وأطراف محلية أخرى.




رسائل من الانتقالي


في تظاهرة المكلا، ألقى أحد المتحدثين خطابا بالنيابة عن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي [عضو في المجلس الرئاسي أيضًا]، تضمن رسائل عدة. أعاد الزبيدي التذكير بما حدث في عام 2015 عندما فرت عدة ألوية شمالية من ساحل حضرموت دون قتال أمام عناصر تنظيم القاعدة المتشدد ليتخذ التنظيم من المكلا إمارة له، وتسليم مدن أخرى في الجنوب لمليشيا الحوثيين المدعومة من إيران.


وقال الزبيدي إن "هذه اللحظة الفارقة تقتضي الإسراع في تعميم تجربة النخبة الحضرمية إلى مناطق وادي وصحراء حضرموت". مشيرا إلى الإنجازات الأمنية التي حققتها النخبة الحضرمية مقابل ما أسماها "الفوضى العارمة التي تعيشها مدن وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة". مضيفا: "وهو ما يوجب العمل دون تأخير لتوسيع تجربة النخبة وتسليم مدن وادي وصحراء حضرموت، ومحافظة المهرة، لقوات جنوبية من أبنائها". 


وفي منشور على منصة إكس (تويتر سابقًا)، قال فرج البحسني، نائب الزبيدي وعضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت سابقًا: "نؤكد أننا لسنا ضد أي قوة يتم تشكيلها لحماية حضرموت والوطن عامة. إن تشكيل قوة درع الوطن مرحب به من قبل القادة السياسيين والسلطة المحلية بحضرموت [..]، لكن يجب أن تحل هذه القوة بدل القوات التي من خارج حضرموت المتواجدة في وادي حضرموت فهذا هو مكانها المناسب".


وقال البحسني إن الألوية العسكرية في وادي حضرموت يجب الدفع بها نحو الجبهات في شمال اليمن لمواجهة ما وصفه "سلوك الغطرسة والاستعلاء المتزايد من الانقلابيين الحوثيين". وعبر البحسني عن تقديره للسعودية والإمارات لأدوارهما، وقال إنه "لا يمكن للحضارم أن يقتتلوا فيما بينهم البين ولن نسمح بذلك". 


قوات درع الوطن


بالرغم من هذا الخطاب المتصالح من قادة المجلس الانتقالي الجنوبي تجاه قوات درع الوطن، كانت هذه القوات قد عبرت عن انزعاجها من تظاهرة المكلا قبل يوم واحد فقط من انطلاقها. وقالت في حسابها الرسمي على منصة إكس: "محاولة إيهام الناس أن درع الوطن جاء لهدم النخبة الحضرمية في المكلا غير منطقي إطلاقا. قوات درع الوطن انتشرت في كلا من عدن ولحج وأبين ووادي حضرموت ولم تحل بديلا لأحد ولم تأخذ صلاحيات أحد، ونفذت مهامها في حدود ما كلفت به وبعيدا عن أي احتكاكات مع بقية القوى".


ومع أنها أشارت لوجودها في وادي حضرموت، إلا أن قوات درع الوطن، التي تتسلم أوامرها مباشرة من رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي بحسب قرار تشكيلها، لم تتسلم معسكرا واحدا من معسكرات المنطقة العسكرية الأولى كما كان الاعتقاد عند كثيرين ومن بينهم قادة في المجلس الانتقالي الجنوبي. وبحسب مصادر لمركز سوث24، يتركز وجود هذه القوات بالقرب من منفذ الوديعة الحدودي بين حضرموت والسعودية، وقوات عسكرية محدودة في سيئون. 


وطالب المتظاهرون الذين التقاهم مركز سوث24 في المكلا المحافظ بن ماضي بالعمل على نشر قوات درع الوطن في وادي حضرموت وإحلالها هناك بدلا لقوات المنطقة العسكرية الأولى، حيث تنتشر عمليات التهريب إلى مناطق الحوثيين وتكثر الجريمة، كما يقولون.


مُتعلق: لماذا يتم إنشاء تشكيلات عسكرية بدعم سعودي في جنوب اليمن؟


وبعد تظاهرة المكلا بيوم واحد، دشنت قوات درع الوطن العام التدريبي والقتالي الجديد بعرض عسكري لعدد من وحداتها العسكرية. ولم يحدد الفيديو الذي نشرته الصفحات الرسمية لدرع الوطن مكان العرض، لكنه تضمن خطابا للعميد بشير المضربي، قائد قوات درع الوطن المقرب من السعودية من أتباع التيار السلفي. وتحدث المضربي عن القوات التي يقودها وقال إن هدفها قتال مليشيا الحوثيين. واعتبر المضربي قوات درع الوطن "تجربة أخيرة لإنقاذ اليمن"، وقدم شكره العميق للسعودية. 




أجندات إقليمية


يعتقد الصحفي الحضرمي أحمد مقرم أن هناك محاولات "إقليمية بأيدي محلية لإرباك المشهد العسكري والأمني في ساحل حضرموت.". مضيفا لمركز سوث24: "قوى إقليمية تحاول أن تجر ساحل حضرموت إلى مربعات ضيقة، وإعادة إفراز واقع جديد في حضرموت، يخدم مصالحها، وتحديدا في الساحل. 


مُتعلق: من يسعى لإضعاف النخبة الحضرمية في الساحل؟


ويرى مقرم أن تظاهرة المكلا الأخيرة لم تعكس موقف المجلس الانتقالي الجنوبي بقدر ما كانت انعكاسا لموقف غالبية أبناء حضرموت". مضيفا: "تحرير مناطق الوادي من المنطقة العسكرية الأولى أولوية قصوى بالنسبة للحضارم يوم، والمسألة تتعلق بهذا الأمر وليس بقوات درع الوطن نفسها".


وتجدر الإشارة إلى أنه عقب فشل إدخال قوات درع الوطن إلى ساحل حضرموت، بدأ نشطاء سعوديون  كتابة منشورات على منصة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا)، تدعو لفصل حضرموت عن الجنوب وضمها إلى السعودية. وأثارت هذه المنشورات التساؤلات والشكوك مجددا حول الدور السعودي في حضرموت التي تشترك بمئات الكيلومترات من الحدود معهاـ وتتركز فيها كميات كبيرة من الثروات الطبيعية. 




صحفي ومحرر لدى مركز سوث24 للأخبار والدراسات

Shared Post
Subscribe

Read also