التقارير الخاصة

‏المنافذ الجوية والبرية في حضرموت: ما الذي يحدث؟

محافظ حضرموت ورئيس هيئة الأركان اليمنية وقائد قوات الإسناد في التحالف العربي يزورون منفذ الوديعة البري، 3 مايو 2023 (رسمي)

15-05-2023 at 11 AM Aden Time

language-symbol

سوث24| عبدالله الشادلي


في 8 مايو الجاري، أعلنت السلطة المحلية في محافظة حضرموت، جنوب اليمن، أنَّها تسلَّمت مطار الريان الدولي في المكلا بتوجيهات من رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي "وفي سياق التنسيق مع قيادة التحالف العربي".


وتزامنت خطوة تسليم المطار، الذي تواجدت فيه قوات إماراتية منذ طرد تنظيم القاعدة من ساحل حضرموت في 2016، مع تحركات سعودية في المحافظة وقرارات من المحافظ مبخوت بن ماضي بشأن منفذ الوديعة البري على الحدود مع المملكة.


وخلال الأيام الماضية، أجرى بن ماضي زيارات متعددة إلى الوديعة ومدينة سيئون لمناقشة ترتيب العمل في المنفذ البري المزدحم. وعقد في 3 مايو الجاري اجتماعًا في المنفذ ضم رئيس الأركان اليمني صغير عزيز والضابط السعودي سلطان البقمي.


ووفقا للمكتب الإعلامي، ناقش الاجتماع "آلية تطوير المنفذ وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتحسين الإيرادات ومعالجة أوضاع المنفذ لتوحيد المهام الأمنية لمنع تداخل المهام، والاستماع إلى أبرز الصعوبات في مختلف الجوانب".


وفي 7 مايو، أصدر محافظ حضرموت قرارًا بتشكيل لجنة للقيام بتقييم ودراسة أوضاع ميناء الوديعة البري وتفعيل المنفذ الرئيسي، وفي 9 مايو نفَّذت اللجنة أول نزول لها إلى مديرية العبر لتفقد سير أعمال المنفذ البري.


وفي حين أنّ هذه التحركات تأتي ضمن خطوات لاستعادة وتعزيز نشاط الموانئ البرية والجوية في المحافظة، وفقا للسلطات المحلية، قد يرى البعض أنّ إزاحة القوات الإمارتية من مطار الريان ربما تكون خطوة لتعزيز النفوذ السعودي في المحافظة. 


وعزَّز توقيت الخطوة المتزامن مع تحركات قادة عسكريين سعوديين رفيعين في شبوة وحضرموت، وكذا اللقاء التشاوري الجنوبي وقرب انعقاد الدورة السادسة للجمعية الوطنية الجنوبية في حضرموت 21 مايو القادم، من هذا الطرح.


مطار الريان


في مطلع أبريل 2015، توقف النشاط الملاحي لمطار الريان الدولي، في محافظة حضرموت، إبان سيطرة تنظيم القاعدة على مناطق ساحل المحافظة، لعام كامل بعد فرار قوات عسكرية شمالية من هناك.


وتسبب الدمار والنهب الذي طال أجزاء كبيرة من المطار بالإضافة إلى الإجراءات التي فرضتها بعض الدول بتوقفه لمدة ثماني سنوات، ما زاد من الضغط على مطار سيئون الدولي بوادي حضرموت ومنفذ الوديعة البري.


وفي 27 نوفمبر 2019، أعادت السلطات المحلية بحضرموت افتتاح المطار، عقب الانتهاء من عمليات الصيانة بدعم من دولة الإمارات العربية المتّحدة.


وفي 4 فبراير الماضي، قالت وزارة النقل اليمنية إنَّها استأنفت الرحلات الجوية عبر مطار الريان الدولي، حيث استقبل المطار أول رحلة". وأشارت إلى أنَّ هناك "ترتيبات لاستئناف رحلات من مطار الريان إلى كلٍ من القاهرة ودبي".


لكنَّ إعادة تنشيط مطار الريان الدولي أثار في المقابل أسئلة حول القوات الإماراتية الموجودة هناك، نظرًا للدور الأمني الكبير الذي تلعبه هذه القوات في ساحل حضرموت منذ سنوات، وسط مخاوف مما قد يشكله غيابها على الوضع الأمني. 


وفي تصريحات خاصة لمركز "سوث24"، قال مصدر أمني في مطار الريان الدولي، رفض ذكر اسمه لأنَّه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إنَّ القوات الإماراتية لاتزال موجودة في المطار حتَّى بعد تسليمه للسلطة المحلية. 


وأضاف المصدر: "صحيح أنَّ قوات إماراتية انسحبت من مطار الريان بعد الاتفاق على ذلك مؤخرا؛ إلا أنَّها مجرّد جزء فقط من القوات بشكل عام، وما تزال هناك قوات أخرى تتمركز في مواقع أخرى بالمطار".


وأصَّر المصدر على أنّ توقّف عمل المطار خلال السنوات السابقة "لا علاقة له بتواجد القوات الإماراتية فيه"، لافتًا إلى أنَّ بعض محاولات تهريب المتفجرات والقطع الأثرية فيما مضى كانت أحد الأسباب الرئيسية لتأخر عودة نشاط المطار بشكل كامل. 


مقايضة؟


كما هو الحال في معظم مناطق وادي حضرموت، تسيطر قوات شمالية ضمن اللواء 141 مشاة بقيادة العميد هاشم الأحمر على منفذ الوديعة البري مع السعودية. ويطالب سكان وادي حضرموت بإخراج هذه القوات بالإضافة للمنطقة العسكرية الأولى.


ومع أنَّ مهام قوات الأحمر تقتصر قانونيًا على حماية المنفذ، تمارس تلك القوات مهام الإشراف المباشر على عمل وإيرادات المنفذ وفقًا لمصادر خاصة لـ "سوث24". ومؤخرًا انتشرت وحدات من قوات "درع الوطن" المدعومة من السعودية بمنطقة الوديعة أيضًا.


ونظرًا لتزامن تسليم مطار الريان الدولي في المكلا مع تحركات قيادة السلطة المحلية في حضرموت نحو إدارة منفذ الوديعة، بدا الأمر كمقايضة سعودية إمارتية محتملة. ومع ذلك، لازالت هذه المقايضة المزعومة غير مكتملة حتّى الآن.


وفي 12 مايو الجاري، قال محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي في لقاء تلفزيوني "لم يتغير شيء في موضوع منفذ الوديعة حتى الآن؛ رغم اتفاقنا على تولي السلطة المحلية الإشراف عليه بشكل مباشر".


وفي خطوة لافتة، كان قائد القوات المشتركة بالتحالف العربي الفريق أول ركن مطلق الأزيمع قد زار، في 8 مايو الجاري، أحد ألوية الفرقة الأولى من "قوات درع الوطن" في منطقة الوديعة، بحضرموت.


واطّلع الضابط السعودي الرفيع على سير العملية التدريبية والجاهزية القتالية للقوات المشكلة حديثًّا وفقًا لصحيفة "عكاظ". والتقى الأزيمع قائد قوات درع الوطن، العميد بشير الصبيحي، وقائد الفرقة الأولى العقيد علي الشمي، وقائد الفرقة الثانية العقيد فهد بامؤمن.


ورجَّحت مصادر خاصة لـ "سوث24" أن تستلم قوات درع الوطن مهام الحماية الأمنية والعسكرية لمنفذ الوديعة خلال الأيام القادمة، على أن تسند مهام الإدارة للسلطة المحلية في محافظة حضرموت. 


وقال مصدر مسؤول في قوات درع الوطن لمركز سوث24 إنَّ "القوات الشمالية بمنفذ الوديعة ترفض حتى الآن فكرة الانسحاب من المنفذ". 


وأضاف "لن تنسحب هذه القوات إلا بقرار صريح من مجلس القيادة الرئاسي، بتوافق مع التحالف، أو سنضطر إلى الاصطدام مع هذه القوات لإخراجها، وهو الخيار الذي لا بُد منه في تصوري".


وفي 11 مايو، انضم الضابط في لواء هاشم الأحمر، حاتم الأحمر، إلى الحوثيين. ونشر القيادي الحوثي محمد البخيتي صورة تجمعه بالأحمر في صنعاء، وهو ما نُظر إليه كرسالة مبطنة للسعودية من القوات الشمالية بمنفذ الوديعة. 


ويعتقد الصحفي مزاحم باجابر أنَّ قوات حضرمية سوف تتولى حماية منفذ الوديعة في وقت قريب. وقال لـ "سوث24": "القوات الموجودة في المنفذ لن تقوم بتسليم المنفذ دون قرار سيادي من مجلس القيادة الرئاسي اليمني".


وأضاف: "لقد بدأت مؤشرات هذا القرار تلوح في الأفق، ولم تتبق سوى خطوات بسيطة حتّى تتسلم قوات حضرمية المنفذ ومسؤولياته".


ويؤكد باجابر على أهمية المنفذ بالنسبة للسعودية: كـ "تأمين الحدود السعودية اليمنية، وتجفيف مصادر تهريب المخدرات، وإنهاء التوتر السياسي الناتج عن بقاء القوات غير الحضرمية فيه".


وأردف: "يُعدُّ منفذ الوديعة شرياناً حيوياً لحضرموت، وتسليمه لأبناء المحافظة سيعود بالنفع لها بشكل خاص والمنطقة المحيطة بالمنفذ بشكل عام. النفع لن يكون في الجانب الأمني فقط؛ إنّما في الجانب الأمني، والإداري، والخدمي".




صحفي لدى مركز سوث24 للأخبار والدراسات

Shared Post
Subscribe

Read also