مشاريع

ندوة نقاش | دوافع وأجندة وسيناريوهات المحادثات السعودية الحوثية

لقطة شاشة للندوة

13-03-2023 at 3 PM Aden Time

language-symbol

سوث24 | عدن 


ناقشت ندوة افتراضية، الأحد، نظمها مركز سوث24 للأخبار والدراسات بالشراكة مع مركز "المعرفة" للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، المحادثات المستمرة بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن.


وتحدث خلال الندوة التي تمت عبر تطبيق "زووم" للاتصال المرئي، واستمرت قرابة ساعة ونصف بإدارة الصحفية أماني باخريبة، ثلاثة باحثون سياسيون في 3 محاور ركزت عليها الجلسة وهي: دوافع المحادثات، وأجندة المحادثات، والسيناريوهات المتوقعة في ظل التطورات المحلية والإقليمية والدولية.


واستضاف المركزان كل من الصحفي والباحث السياسي حسام ردمان، والناشط السياسي والإعلامي نصر العيسائي، والباحث السياسي هشام الكاف المدير التنفيذي لمركز المعرفة للدراسات.


دوافع المحادثات


يعتقد الباحث حسام ردمان أنَّ السياسة السعودية مرت بتحولات خلال الفترة الماضية، وبالتحديد في العام 2022، خصوصاً تجاه الملفات الإقليمية. وقال خلال الندوة: "أقول إن العام 2022 كان عام التغير الاستراتيجي والعميق في السياسة السعودية الخارجية على أكثر من مستوى."


وأضاف: "السعودية بدأت تميل بشكل صريح نحو الانفتاح على الشرق أكثر من الغرب، وهذا أثر على السياسة الإقليمية للمملكة حيث لجأت الرياض لسياسة صفر مشاكل مع منافسيها الإقليميين مثل تركيا وإيران مقابل رفع التنافس مع الحلفاء مثل الإمارات ومصر."


وأردف: "إذن أمام هذه التغيرات في السياسة السعودية كان الملف اليمني مجرد تفصيل صغير وصداع يجب أن يهدأ لأجل أن تتفرغ الرياض لإنجاز تحولاتها السياسية. هذا التحول في الساحة اليمنية هو جزء من التحول في السياسة الدولية للسعودية وصياغة توازنات محلية يمنية جديدة."


ولفت ردمان إلى أنَّ السعودية عبر محادثاتها مع الحوثيين تريد شراء الوقت لاستكمال سياستها في الإقليم وكذا التحول إلى وسيط في الأزمة اليمنية بدلا من كونها طرف أصيل في هذه الأزمة. وأضاف: "يبدو أن الرياض نجحت بشكل نسبي لكن لا يمكن القول إنها نجحت بشكل كامل."


وأيد الباحث السياسي هشام الكاف ما قاله حسام ردمان بشأن التحولات في السياسة السعودية. وقال خلال الندوة: "التغير في المشهد اليمني هو انعكاس لتغير المزاج السياسي السعودي. هناك تحالفات جديدة ونتائج جديدة، وهناك سؤال رئيسي يطرح نفسه اليوم: إلى أين وصلت الأزمة في اليمن بعد كل هذه السنوات؟" 


وأردف: "حلفاء السعودية في الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لم يتم إشراكهم أو استشارتهم من قبل الرياض في المحادثات مع الحوثيين. هذه المحادثات في مسقط كانت مؤشرًا على التوجه السعودي لرمي الأوراق المحلية في اليمن والاتجاه للتفاوض مع الحوثيين بالتوازي مع تشكيل قوات درع الوطن في الجنوب."


ويعتقد الكاف أنَّ المحادثات الثنائية بين الحوثيين والسعودية ليست نتاج التقارب الإيراني السعودي مؤخراً الذي توج بمصالحة واتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية برعاية من الصين، لافتاً إلى أن الرياض تتعامل مع ملفاتها بشكل منفصل ضمن التحولات السياسية للملكة تماشيًا مع رؤية 2030.


وأضاف: "السياسة السعودية مرتكزة على تصفير المشاكل والتهدئة وهي في الوقت الراهن تسعى إلى تثبيت وجودها في وادي حضرموت بالتزامن مع محادثاتها مع الحوثيين. المنطقة العسكرية الأولى وقوات درع الوطن هي ما تعتبره السعودية ضامنا لنفوذها في الجنوب."


وأشار الناشط السياسي والإعلامي نصر العيسائي، في مداخلته خلال الندوة، إلى أنَّ "ما يجري بين السعودية والحوثيين هي محادثات، ولم تصل بعد إلى المشاورات." وأضاف: "من حق الرياض الحفاظ على أمنها القومي وحدودها بعد 8 سنوات من فشل الأحزاب اليمنية في قتال الحوثيين والوصول إلى صنعاء."


وتابع: "المحادثات بين السعودية والحوثيين ليست جديدة فهي قديمة، بل وتمتد إلى ما قبل 2015، هذا الخط الساخن موجود والرياض تدخلت في اليمن لدعم الشرعية لكنها لم تلتزم لا هي ولا الإمارات ولا أي دولة في التحالف العربي بتحرير صنعاء، المهمة التي فشلت فيها الأحزاب اليمنية رغم الدعم."


وأردف: "السعودية لم تتخل عن الشرعية اليمنية المعترف بها دولياً وهي تجري محادثات مع الحوثيين لأجل تأمين حدودها والتهدئة، وأعتقد أن الحوثيين سيضيعون هذه الفرصة."


ولفت العيسائي إلى أنَّ "الأزمة اليمنية معقدة والسعودية تدرك ذلك، وهناك ضغوط دولية للتهدئة في اليمن تتجاوب معها السعودية عبر هذه المحادثات لإثبات رغبتها في السلام، كما أنَّ الرياض قدمت عروض لأجل تثبيت هدنة في اليمن."


أجندة المحادثات


وبشأن ما قد تتضمنه المحادثات السعودية الحوثية من نقاط، يرى الباحث هشام الكاف أنَّ المحادثات على الأرجح تشمل ضمانات أمنية للسعودية وضمانات بالتهدئة من جانب الحوثيين مقابل تلبية شروط الجماعة مثل الرواتب وفتح ميناء الحديدة أمام الرحلات التجارية ومطار صنعاء أمام الرحلات الجوية، مشيرا إلى دخول السفن فعلا لميناء الحديدة مؤخرا.


ويعتقد الناشط السياسي نصر العيسائي أنَّ المحادثات بين الرياض والحوثيين لا تأتي في إطار حل الأزمة اليمنية، ولكن في إطار قضايا أخرى مثل تأمين حدود وأراضي المملكة. وأضاف: "الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي قال بوضوح إنَّ الأمور الداخلية فيما يتعلق بالملف اليمني هي أمور داخلية لا يمكن للسعودية أن تلعب دور فيها."


وأضاف: "ما تقوم به المملكة في هذه المرحلة يأتي ضمن سعي الرياض لإثبات رغبتها في التهدئة والسلام أمام المجتمع الدولي خصوصا مع الضغوط الغربية على التحالف العربي. اعتقد أن الحوثيين سيعودون إلى الحرب حتى إذا نجحت الجهود الحالية وهذا سيدفع بوجود تحالف دولي بدلا عن التحالف العربي لقمع الحوثيين."


وفي هذا الصدد، قال الباحث حسام ردمان: "لا نملك إلا أن نتكهن بشأن ما تتضمنه المحادثات بين السعودية والحوثيين. هذه المحادثات ملفوفة بكثير من الغموض والطرفان تعمدا ذلك، كما أن الحوثيين استغلوا هذا الغموض لمحاولة ضرب العلاقة بين السعودية والأطراف اليمنية الحليفة."


وأضاف: "يمكن أن نقول إن هناك مخرج وحيد حتى الآن من مخرجات هذه المحادثات الثنائية وهو وقف التصعيد والأعمال العسكرية. طوال الفترة الماضية لم تكن هناك أعمال عدائية كبيرة في الجبهات الداخلية في اليمن كما أن الأوضاع على الحدود السعودية اليمنية كانت هادئة أيضاً."


ورأى ردمان أن بعض ما قد تقدمه السعودية للحوثيين مثل تخفيف القيود على ميناء الحديدة ومطار صنعاء يأتي ضمن "الرشاوي والتحلية" للجماعة مقابل الالتزام بوقف التصعيد والاستمرار في المحادثات.  وأضاف: "جماعة الحوثي تريد صفقة ثنائية مكتوبة مع الرياض تشمل أمن المملكة دون أن تتصل بمستقبل اليمن."


وأردف: "هذا ما لن تقبل به السعودية بتقديري لأنَّه يعني تسليم اليمن لإيران وللحوثيين." ولفت ردمان إلى معلومات تحصل عليها تفيد بأن السعودية قد قدمت مقترح "اتفاق إطاري" يمر بالمراحل المعروفة لأي حلول سياسية وهي التهدئة وبناء الثقة وبدء عملية سياسية.


ووصف ردمان الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران باستئناف العلاقات على أنًّه يمثل "متغيرا جديدا"، وأضاف: "هناك متغير جديد في المعادلة وهو الاتفاق السعودي الإيراني الأخير الذي قد يفضي إلى ممارسة مزيد من الضغوط على الحوثيين للانخراط بمسار تفاوضي أشمل."


وأضاف: "يبدو أنَّ السعوديين يراهنون على الضغوط الإيرانية والصينية والروسية على الحوثيين في الوقت الراهن. الرياض وصلت إلى قناعة أن من يستطيع ممارسة ضغط على الحوثيين هو الشرق وليس الغرب."


سيناريوهات المحادثات 


وحول السيناريوهات المتوقعة لهذه المحادثات، قال نصر العيسائي: "اعتقد أنَّ الأمور لن تتجاوز المحادثات أو المشاورات في حالة متقدمة لكنها لن تصل إلى المفاوضات لأن السعودية لا تتفاوض إلا مع دول ولن تتفاوض مع مليشيات الحوثي."


وأضاف: "الجناح الحوثي المرتبط بطهران هو المسيطر على القرار السياسي والعسكري في صنعاء، لكن هناك قوى قبلية وسياسية غير مرتبطة بإيران قد تضغط باتجاه التفاهم مع السعودية إذا شعرت أن المحادثات ستكون لصالحها."


ولفت العيسائي إلى أن المحادثات لن تتصل بالقضايا المصيرية مثل قضية شعب الجنوب وقضية الشرعية المعترف بها دوليا، لاقتا إلى أن هذه القضايا تعد بمثابة "خطوط حمراء لكثير من الأطراف الداخل والخارج". 


ويعتقد حسام ردمان أن هناك سيناريوهين متوقعين لهذه المحادثات، الأول: "أن تظل المحادثات بين السعودية والحوثيين مستمرة دون نتائج، مع زيادة التصعيد الكلامي والخطابي وإبقاء قنوات التواصل مفتوحة، والسيناريو الثاني أن يتمخض عن هذه المحادثات شكل من أشكال الهدنة مشابه للهدنة الأممية السابقة."


ولفت ردمان إلى أنَّ الحوثيين سيتعاملون مع الهدنة في السيناريو الثاني إذا تحقق للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، مع محاولة شراء الوقت في ظل الضغوط التي توقع الباحث أن إيران قد تمارسها على الجماعة كنتيجة للتقارب الأخير وإعادة العلاقات مع السعودية.


يمكن مشاهدة الندوة بشكل كامل من هنا:





- مركز سوث24 للأخبار والدراسات 

Shared Post
Subscribe

Read also