حصاد الأسبوع (14 - 20 يونيو)

في أسبوع خفت فيه نسق الأحداث المحلية، مقابل تسارع ملحوظ في التطورات الإقليمية على وقع المواجهة المستمرة بين إيران وإسرائيل، والتي تُثير ترقّبًا دوليًا واسعًا بشأن مستقبل المنطقة، واصل الجنوبيون تحركاتهم لطرح قضيتهم في المحافل الدولية.

وشهدت العاصمة الأمريكية واشنطن، خلال الفترة من 15 إلى 18 يونيو 2025، أول تجمع من نوعه لأبناء الشتات الجنوبي داخل مقر الكونغرس الأمريكي، بمشاركة بارزة من الجالية الجنوبية وقيادات المجتمع المدني.

وجاءت الفعالية تحت عنوان "يوم المناصرة لجنوب اليمن في واشنطن"، وهدفت إلى رفع مستوى الوعي بقضية الجنوب ونقل صوت المجتمع الجنوبي إلى صناع القرار الأمريكيين. وتضمن الحدث برنامجًا تدريبيًا مكثفًا، شمل تعريفًا بآليات عمل الكونغرس وورش عمل لمحاكاة الاجتماعات الرسمية في مجلسي الشيوخ والنواب. كما التقى الجنوبيون هناك بعدد من أعضاء الكونغرس ومسؤولين في الخارجية الأمريكية وباحثين مهتمين في شؤون الشرق الأوسط واليمن.

وقال لخضر سليمان، وهو مسؤول في الانتقالي الجنوبي، بأنهم عقدوا اجتماعاتٍ مهمة مع فريقي السيناتور تيد كروز من الحزب الجمهوري والسيناتور جاكي روزن من الحزب الديمقراطي. ووصف هذه الاجتماعات بأنها "محطةٌ حاسمة" في جهود المناصرة من أجل جنوب اليمن.

الكونغرس الأمريكي يحتضن أول فعالية واسعة حول جنوب اليمن

واشنطن (مركز سوث24)

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن، خلال الفترة من 15 إلى 18 يونيو 2025، انطلاق أول فعالية وطنية من نوعها لجالية جنوب اليمن (الجالية الجنوبية) في مقر الكونغرس الأميركي، بمشاركة واسعة من أعضاء الجالية وقيادات… pic.twitter.com/w5t3qQt6tp

— South24 | عربي (@South24_net) June 18, 2025

الوضع الاقتصادي والإنساني: تراجع قياسي للريال

محليًا، ناقش مجلس الوزراء اليمني يوم الأربعاء مستجدات الوضع الاقتصادي، وأقر حزمة من الإجراءات العاجلة لتحسين الظروف المعيشية. وشدد المجلس على التزام الحكومة بصرف الرواتب وتحسين الخدمات العامة ووقف تدهور العملة، كما صادق على اتفاقيتي السوق العربية المشتركة للكهرباء، دعمًا للتكامل الإقليمي في مجال الطاقة.

وفي مدينة المعلا، شهد يوم السبت تظاهرة نسوية احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية، وطالبت بتحسين خدمات الكهرباء والتعليم والصحة. وفي المقابل، أعلنت اللجنة الأمنية في عدن يوم الأحد عدم تلقيها أي طلب رسمي لترخيص مظاهرات في ساحة العروض، محذرة من المشاركة في دعوات التظاهر غير المرخصة، ومؤكدة على ضرورة الالتزام بالقوانين المنظمة للتجمعات والتعبير السلمي حفاظًا على السلامة العامة.

وفي تطور خدمي، أفادت مصادر محلية في محافظة شبوة لمركز "سوث24" يوم السبت، ببدء نقل نحو 116 ألف برميل من النفط الخام من حقل العقلة إلى محطة كهرباء بترومسيلة في عدن، بهدف تعزيز توليد الطاقة الكهربائية في ظل أزمة الانقطاع المستمرة التي تعاني منها المدينة، لا سيما مع ارتفاع درجات الحرارة. ويأتي ذلك في وقت توقفت فيه محطات الكهرباء في شبوة يوم الأربعاء نتيجة نفاد وقود الديزل، ما ينذر بأزمة خدمية متفاقمة في المحافظة.

ومع غياب حل جذري للأزمات التي تعصف بالسكان، واصل الريال اليمني تراجعه الحاد أمام الدولار، مسجلًا يوم الخميس (19 يونيو) أدنى قيمة له منذ بدء تداوله منذ بدء تداولة في عام 1990، في ظل تآكل القدرة الشرائية للمواطنين في المناطق التي تديرها الحكومة المعترف بها دوليا.

من جانبه، أوضح محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب المعبقي، أن الأزمة النقدية الراهنة نتجت عن عوامل متراكمة، أبرزها الانقسام المالي، وهجمات الحوثيين على موانئ تصدير النفط، وتحويل موارد الدولة إلى مناطق سيطرتهم

إنسانيًا، ذكر مصدر في سلطات محافظة أبين لمركز "سوث24"، يوم الإثنين، أن المحافظ أبوبكر حسين صادق رسميًا على فتح طريق عقبة "ثرة" الرابط بين أبين والبيضاء. وأوضح أن فريقًا ميدانيًا توجه لمعاينة الطريق كخطوة تمهيدية لإعادة فتحه خلال الأيام المقبلة، في تطور يُسهم في تحسين حركة التنقل بين المحافظتين. من جهته، جدد علي الكثيري، القائم بأعمال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال لقائه بلجنة فتح الطريق، دعم المجلس للمبادرات الإنسانية التي تُسهل حركة المواطنين بين المحافظات. ويأتي القرار بعد إعلان الحوثيين فتح الطريق من جانبهم.

التصعيد الحوثي – الإسرائيلي: تحذيرات من التهور

شنت إسرائيل، مساء السبت، غارة جوية استهدفت اجتماعًا لقيادات حوثية في جنوب العاصمة صنعاء، بهدف اغتيال رئيس أركان الجماعة، محمد الغماري، بحسب تقارير إعلامية عبرية. وتضاربت الأنباء حول مصيره؛ ففي حين تحدثت تقديرات عن إصابته، أكدت مصادر يمنية أنه نجا من الهجوم بعد تلقيه تحذيرًا أمنيًا، مشيرة إلى أن الموقع كان خاليًا لحظة الاستهداف.

الضربة وقعت في منطقة شارع 14 أكتوبر، جنوبي صنعاء، بحسب مصادر تحدث لـ "مركز سوث24". وترافقت مع استنفار أمني واسع للحوثيين شمل إقامة نقاط تفتيش ونقل مصابين من الموقع. ويُعد الغماري من أبرز القادة العسكريين في الجماعة، ويُوصف بأنه المنسق الرئيسي للعلاقات بين إيران والحوثيين.

من جانبها، أفادت قناة "كان" الإسرائيلية، يوم الخميس، بأن الغماري نجا من محاولة الاغتيال، لكنه أُصيب بجروح خطيرة.

ردًا على ذلك، أعلن الحوثيون، يوم الأحد، إطلاق عدد من الصواريخ الباليستية باتجاه تل أبيب، بالتنسيق مع القوات الإيرانية. ودعا المتحدث العسكري للجماعة الدول العربية والإسلامية إلى الانخراط في ما وصفه بـ"الجهاد" لوقف "الجرائم الإسرائيلية".

وفي تطور متصل، أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة، مهدي المشاط، يوم الإثنين، وقوف الحوثيين إلى جانب إيران في مواجهة "العدوان الإسرائيلي"، مؤكدًا دعمهم لطهران في الدفاع عن سيادتها وردع الهجمات التي تتعرض لها. كما دعا المجتمع الدولي والدول الإقليمية إلى التدخل العاجل لوقف التصعيد.

وفي صنعاء خرج عشرات آلاف اليمنيين في تظاهرة واسعة الجمعة للتضامن مع إيران. ورفع المتظاهرون أعلام كبيرة للجمهورية الإسلامية، ورددوا شعارات معادية للولايات المتحدة وإسرائيل. 

وفي خطاب جديد، وصف زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، يوم الخميس، الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه "تطور خطير على مستوى المنطقة"، معتبرًا أن المعركة الممتدة من غزة إلى إيران هي معركة واحدة. وأكد أن الهجوم الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه، مشيرًا إلى استمرار الردود والمواقف. كما شدد على أن العمليات العسكرية التي تنفذها جماعته ضد إسرائيل، بما في ذلك حظر الملاحة، ستتواصل.

في المقابل، حذّر اجتماع لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، جماعة الحوثي من مغبة الزج باليمن في صراعات إقليمية، مؤكدًا رفضه لتحويل البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية.

الوضع الأمني والعسكري المحلي: اعتقال خلية التربة

أعلنت السلطات الأمنية في محافظة تعز، يوم الإثنين، اعتقال عدد من العناصر "الإرهابية" المرتبطة بشكل مباشر بجماعة الحوثي، وذلك خلال عملية أمنية قالت أنها نفذتها في مديرية الشمايتين.

وأفادت اللجنة الأمنية أن المعتقلين متورطون في جرائم قتل وتخريب واستهداف منشآت عامة وخاصة ومقاومة أجهزة الأمن في محافظات تعز وعدن ولحج.

وأشارت التحقيقات الأولية إلى تورط بعض هؤلاء العناصر في حادثة مقتل موظف برنامج الأغذية العالمي، مؤيد حميدي، في يوليو 2023 بمدينة التربة.

ورجحت مصادر لـ "سوث24" أنّ هذه العناصر مرتبطة بالمسؤول العسكري السابق المقرب من حزب الإصلاح "أمجد خالد"، المطلوب أمنيا للنيابة في عدن، والمتهم بارتكاب "جرائم إرهابية" وعمليات "اغتيال" ضد عدة مسؤولين ومواطنين في عدن.

وفي سياق متصل، أعلنت شرطة مديرية دار سعد في عدن ، الثلاثاء، إلقاء القبض على خلية أمنية تابعة لجماعة الحوثي، قالت إنها كانت مكلفة بجمع المعلومات عن تحركات القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية.

وقالت الشرطة في بيان إن العملية نفذت بعد ورود "معلومات استخباراتية دقيقة"، وأن أعضاء الخلية اعترفوا خلال التحقيقات الأولية بتلقي تدريبات في معسكرات تديرها جماعة الحوثي المدعومة من إيران وتقديم تقارير مفصلة عن مواقع وأنشطة وحدات القوات الجنوبية إلى قيادة الجماعة.

وفي محافظة شبوة، أدان المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم الثلاثاء، وبأشد العبارات، جريمة اغتيال المواطن حسين الخليفي وإصابة عبد الرحمن الخليفي على يد عصابة مسلحة في محافظة مأرب.

وحمل المجلس السلطات المحلية هناك المسؤولية الكاملة عن الحادث، متهمًا إياها بالتواطؤ من خلال صمتها وتغاضيها عن هذه الجريمة. 

ميدانيًا، أعلنت القوات الحكومية اليمنية، يوم الأحد، إحباط محاولة تسلل لمليشيا الحوثي في جبهة حيشيان بمحافظة الجوف شمال البلاد.

ونقل موقع "26 سبتمبر" عن مصدر عسكري أن الهجوم الحوثي جرى بدعم من طائرات مسيرة ومدفعية، غير أن القوات الحكومية تصدت له، وألحقت خسائر بشرية ومادية في صفوف المهاجمين. وقد قُتل جندي من القوات الحكومية خلال المواجهات.

لقراءة المزيد من التفاصيل باللغة الإنجليزية:
Yemeni Riyal Continues Sharp Decline Against Dollar, Reaches 1$= 2,727 YER
U.S. Congress Hosts First Major Event on South Yemen
Taiz Security Forces announce arrest of Houthi-linked cell, its involvement in killing of UN Employee
Yemeni Government Forces Repel Houthi Attack in Al-Jawf
After Israeli strikes on Sanaa, Houthis claim coordinating attacks on Tel Aviv with Iran