القيادة المركزية الأمريكية تنشر صورًا لتسليح طائرات على متن حاملة الطائرات
آخر تحديث في: 11-04-2025 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
|
حصاد الأسبوع (01 – 05 أبريل)
شهدت محافظة حضرموت هذا الأسبوع تصاعدًا لافتًا في حدة التوترات السياسية الداخلية، عقب تحركات يجريها الشيخ القبلي، عمرو بن حبريش، يقول الرجل أنها من أجل مصلحة ومستقبل حضرموت.
وتجلّت هذه التغيرات في خطابه الهجومي ضد المجلس الرئاسي اليمني الذي اتهمه بـ"العجز التام" عن تقديم أي منجزات، بالإضافة إلى مهاجمته القوات الجنوبية المتواجدة في المحافظة ومساعيه لتشكيل مليشيات محلية مسلحة.
وتطورات المشهد الحضرمي لم تكن بمعزل عن التحركات الإقليمية؛ إذ كشفت مصادر خاصة لـ سوث24 أن زيارة الزبيدي لحضرموت في مارس الماضي شكّلت نقطة تحول أعادت المحافظة إلى واجهة الاهتمام الإقليمي. ودفعت هذه الزيارة السلطات السعودية إلى استدعاء بن حبريش بصورة عاجلة.
في هذا السياق، أعلن بن حبريش عن إبرام اتفاق مع المملكة العربية السعودية لإنشاء محطة كهرباء بقدرة 500 ميجاوات، مشيرًا إلى أن الخطوة تهدف إلى التخفيف من أزمة الطاقة الخانقة في حضرموت. كما دعا إلى لقاء عام لحلف قبائل حضرموت يُعقد يوم السبت على هضبة حضرموت لمناقشة المستجدات الأخيرة، في تحرّك يبدو أنه يسعى لتعزيز موقعه السياسي الداخلي.
بالتوازي، علّق عمرو البيض، الممثل الخاص لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية، على الجدل المتصاعد حول ما يُعرف بـ"المشروع الحضرمي" الذي تتحدث عنه بعض الجهات الحضرمية المتصلة ببن حبريش، منتقدًا "الغموض والتناقضات" التي تحيط به، ومشيرًا إلى أن بعض الجهات التي ترفض ما تسميه "الهيمنة الخارجية"، تمارس في الواقع "هيمنة سياسية داخلية". ولفت البيض إلى أن الدعوات لحياد حضرموت لا تنسجم مع واقع تشهده المحافظة من تعدد المشاريع والصراعات، مؤكدًا في الوقت ذاته على "أصالة وشعبية" المشروع الوطني الجنوبي في حضرموت، محذرًا من استغلال النقد الموجه للمجلس الانتقالي كوسيلة للطعن في هذا المشروع.
وفي ضوء هذه التوترات، أصدرت اللجنة الأمنية في حضرموت بيانًا، يوم الخميس، عبّرت فيه عن قلقها من محاولات استغلال الأزمات الأمنية والخدمية لخدمة "أجندات مشبوهة"، رافضة في الوقت ذاته أي تحركات تهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة. كما شددت اللجنة على وعي المواطنين وقدرتهم على فهم طبيعة التحولات السياسية والأمنية الجارية.
تصعيد حوثي – أمريكي متبادل
إقليميًا، استمر التصعيد العسكري بين مليشيا الحوثي والقوات الأمريكية، حيث شنت الأخيرة عشرات الغارات الجوية المكثفة استهدفت مواقع حوثية في كل من صنعاء، الحديدة، مأرب، عمران، ريمة، حجة ومحافظة إب. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن العمليات تتم باستخدام حاملة الطائرات "ترومان" المتمركزة في البحر الأحمر، ضمن عمليات هجومية تهدف إلى تحجيم القدرات الحوثية.
في المقابل، أعلنت جماعة الحوثي أنها نفّذت هجومًا باستخدام طائرة مسيّرة من نوع "يافا" استهدفت موقعًا عسكريًا في تل أبيب، كما زعمت إسقاط طائرة استطلاعية أمريكية - إسرائيلية في صعدة، وطائرة أخرى من طراز MQ-9 في الجوف، لتكون الثالثة خلال عشرة أيام، بحسب المتحدث العسكري باسم الجماعة محمد عبدالسلام.
ويوم الأربعاء قالت وسائل إعلام عبرية أنّ صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون من اليمن باتجاه اسرائيل سقط في أراض المملكة العربية السعودية.
وفي وقت سابق نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقطع فيديو قال إنه يُظهر لحظة استهداف تجمع حوثي بغارة جوية، مؤكدًا أن الحوثيين "لن يغرقوا السفن الأمريكية مجددًا"، إلا أن الجماعة نفت صحة الفيديو، وادّعت أنه استهدف "فعالية عيدية مدنية"، على الرغم من أنها لم تكشف أسماء الضحايا حتى كتابة التقرير.
تزامنًا مع ذلك، نقلت شبكة CNN عن مصادر أمريكية مقتل عدد من قيادات الحوثيين وتدمير مواقع عسكرية حساسة، في ظل ما وصفته بـ"استعدادات جارية" لشن عملية برية قد تشمل هجومًا من الجنوب والشرق وساحل البحر الأحمر لاستعادة ميناء الحديدة، بدعم سعودي وأمريكي.
وفي مواجهة ذلك، أصدرت خارجية الحوثيين بيانات هاجمت فيها الولايات المتحدة، متهمة إياها بارتكاب "مجازر بحق المدنيين"، زاعمة مقتل 107 مدنيين وإصابة 223 آخرين منذ منتصف مارس، وملوحة بتصعيد مضاد. وفي السياق نفسه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني الضربات الأمريكية في اليمن "غير قانونية"، في موقف يتماهى مع خطاب طهران التقليدي الداعم للحوثيين.
ويوم الخميس قالت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنّ عدد ضحايا الهجوم الأمريكي على على مدينة أمين مقبل السكنية، يوم الثلاثاء الماضي، 08 أبريل، فى مديرية الحوك بمحافظة الحديدة ارتفع إلى 14 قتيلا معظمهم من النساء والأطفال. وبحسب الوزارة فإن عدد المصابين بلغ 15 جريحاً، في حصيلة نهائية للقصف.
من ناحيته قال عبد الملك الحوثي، زعيم الجماعة، أنّ الولايات المتحدة فشلت في تأمين الملاحة الإسرائيلية وزعم أنّ القصف الأمريكي ساهم في تطوير قدراتهم العسكرية . ودعا الحوثي، في خطاب له الخميس، إلى اجتثاث إسرائيل والولايات المتحدة.
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء عن سياسة صارمة ضد أي كيان أو دولة تقدم دعمًا نفطيًا أو ماديًا للحوثيين، خاصة عبر الموانئ التي تقع تحت سيطرتهم، فيما اعتبرت القيادة المركزية الأمريكية أن عمليات تفريغ وتزويد السفن في تلك الموانئ تمثل "انتهاكًا للقانون الأمريكي". في المقابل أعلنت وزارة النقل اليمنية في عدن استعدادها لمنح كافة التسهيلات لاستقبال السفن في ميناء عدن الجنوبي وباقي الموانئ التي تتواجد في الجنوب.
ذكرى الرئاسي وأزمة تعليمية
بمناسبة الذكرى الثالثة لتشكيل مجلس القيادة الرئاسي، جدّد رئيس المجلس رشاد العليمي يوم الثلاثاء، تأكيده على التزام المجلس بالعمل لاستعادة الدولة اليمنية وإنهاء معاناة الشعب جراء انقلاب الحوثيين، مشيرًا إلى أن المجلس يمثل "نقطة محورية" في مواجهة المشروع الحوثي ومحاولاته لنشر الفوضى.
في عدن، عبّر اتحاد طلاب جامعة عدن عن دعمه لقرار الجامعة باستئناف الدراسة، التي توقفت منذ مطلع العام الدراسي الجاري نتيجة احتجاجات المعلمين على تأخّر مستحقاتهم، داعيًا إلى تلبية مطالب هيئة التدريس ورافضًا تعطيل العملية التعليمية أو استخدام الطلاب كورقة ضغط.
بالمقابل، أعلنت نقابة المعلمين الجنوبيين مقاطعة الامتحانات الوزارية، ورفضها استكمال منهج الصف الثالث الثانوي، في ظل ما وصفته بـ"تجاهل الحكومة لمطالبها"، داعية إلى صرف كافة المستحقات وتحسين الأوضاع المعيشية لأعضائها.
الوضع العسكري الميداني
الضالع: قصف حوثي بأربع قذائف هاون استهدف مناطق زراعية في بتار يوم الثلاثاء، تلاه إصابة جندي جنوبي برصاص قناص يوم الأربعاء شمال المحافظة.
تعز: إصابة ثلاث فتيات الثلاثاء في قصف على حي سكني بمديرية المظفر، فيما أعلنت القوات الحكومية الخميس إفشال محاولة تسلل حوثية في جبهة الشقب.
لحج: استشهاد جندي من القوات الجنوبية يوم الأربعاء في جبهة الحد بيافع برصاص قنّاص حوثي.
الحديدة: مقتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة يوم الخميس في قصف حوثي بطائرة مسيّرة، ما أثار موجة تنديد محلية واسعة.
ريمة: وفاة أحد السجناء تحت التعذيب في أحد سجون الحوثيين، وفقًا لمصادر إعلامية محلية.
تطورات أمنية
عدن: قبض قوات الأمن يوم الثلاثاء على سمسار أراضٍ في خور مكسر بتهمة الاستيلاء على أراضي الدولة، كما ضبطت قاتلًا بعد طعن شاب حتى الموت، ومروجًا للمخدرات بحوزته مواد ممنوعة في الشيخ عثمان.
وفي عدن أيضا توعدّت إدارة أمن عدن مساء الخميس بمحاسبة أفراد من قوات الأمن الخاصة، قالت أنهم اعتدوا على مدير مرور المحافظة. وفي بيان لها أعلنت إدارة الأمن تشكيل لجنة تحقيق بشأن ذلك.
أبين: نفذت قوات الحزام الأمني حملة أمنية في لودر أسفرت عن اعتقال متهم بجريمة قتل وعصابة لبيع المخدرات.
شبوة: أعلنت الداخلية اليمنية عن وصول 195 مهاجراً إفريقياً "غير شرعي" إلى سواحل كيدة بمديرية رضوم في شبوة.
مأرب: أوقفت الشرطة شابًا كان بحوزته مبلغ مزوّر بقيمة 4 آلاف ريال سعودي من فئة 500.
صنعاء: قالت وسائل إعلام محلية وخبراء متخصصون في شؤون الجماعات المسلحة أنّ مليشيا الحوثيين أطلقت سراح 6 عناصر من تنظيم القاعدة بينهم قادة بارزين كانوا معتقلين لديها في صنعاء. ورجحت هذه التقارير أن إطلاق سراحهم يأتي ضمن التعاون والتنسيق الذي بات يجمع بين الطرفين.
تعز: قُتل الخميس رجل مرور برصاص مسلحين وسط مدينة تعز، وفقا لموقع يمن مونيتور.
الوضع الاقتصادي والإنساني
سجل الريال اليمني يوم الثلاثاء هبوطًا قياسيًا جديدًا في العاصمة عدن، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي 2,399 ريالًا للبيع، و2,371 ريالًا للشراء في السوق غير الرسمية، في مؤشر خطير على تسارع وتيرة الانهيار الاقتصادي.
في موازاة ذلك، أعرب برنامج الأغذية العالمي عن قلقه من نية الولايات المتحدة وقف التمويل الغذائي في 14 دولة من بينها اليمن، محذرًا من تداعيات ذلك على حياة ملايين الأشخاص. بينما ردّت الخارجية الأمريكية بأن قطع التمويل في اليمن جاء "لمنع استفادة الحوثيين من المساعدات"، في موقف يُنذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية.
لمزيد من التفاصيل ..
هجوم بطائرة مسيّرة منسوب للحوثيين يودي بحياة ثلاثة أطفال في الحديدة
قُتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة، صباح الخميس (10 أبريل)، جراء هجوم بطائرة مسيّرة استهدف منزلًا سكنيًا في قرية "بيت بيش" شمالي مديرية حيس بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، بحسب ما أفادت به مصادر محلية لمركز سوث24.
ووفقًا للمصادر، فقد سقطت الطائرة المسيّرة، التي يُعتقد أنها تابعة لجماعة الحوثيين، على منزل شقيقين من عائلة "محمد عبيد بشارة"، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أطفال أثناء تواجدهم في فناء المنزل.
وأوضحت المصادر أن الضحايا هم: رهام سالم محمد عبيد (5 سنوات)، ويحيى سالم محمد عبيد (سنتان)، ووعد إبراهيم محمد عبيد (3 سنوات).
ويأتي هذا الهجوم في ظل استمرار الحوادث المماثلة التي تستهدف مناطق مأهولة بالمدنيين في مديرية حيس، والتي تشهد توترات متقطعة على خطوط التماس بين القوات التابعة للمجلس الرئاسي والحوثيين.
حتى لحظة نشر هذا الخبر، لم تصدر الجماعة أي تعليق رسمي بشأن الحادثة.
وقد شهدت الحديدة خلال الأيام الأسابيع القليلة الماضية سلسلة واسعة من الضربات الأمريكية على مواقع مرتبطة بالحوثيين ضمن حملة عسكرية بدأت في 15 مارس بتوجيهات من الرئيس ترامب.
وتستهدف الحملة القدرات العسكرية للحوثيين التي تم استخدامها لمهاجمة مئات السفن منذ أكتوبر 2023 في البحر الأحمر وخليج عدن. ويقول الحوثيون إن الضربات قتلت مدنيين في صنعاء وصعدة.
الريال اليمني يسجل أدنى مستوى تاريخي: 1 دولار = 2,399 ريال في عدن
سجل الريال اليمني أدنى مستوى له على الإطلاق في العاصمة عدن يوم الثلاثاء، 8 نيسان/أبريل، حيث بلغ الدولار الأمريكي 2,399 ريالا للبيع في السوق غير الرسمية، فيما استقر سعر الشراء عند 2,371 ريالا، بحسب مصادر مصرفية.
كما انخفض الريال اليمني مقابل الريال السعودي، ليصل إلى 629 للبيع و624 للشراء. ويأتي هذا الانخفاض وسط تفاقم الأزمة الاقتصادية وتوقف صادرات النفط الخام التي تشكل المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وقال مصدر مصرفي ل"مركز سوث 24" إن سوق العملات تشهد حالة من عدم الاستقرار غير المسبوق، مع توقعات بأن يستمر الريال اليمني في فقدان قيمته في الأسابيع المقبلة.
وفي المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء، ظل سعر صرف الدولار مستقرا عند 538 ريالا للبيع و535 ريالا للشراء، وسط حظر على تداول الإصدارات الجديدة من العملة المحلية.
ومع ذلك، فإن استقرار العملة الواضح هذا لا يعكس الوضع الاقتصادي الحقيقي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، كما أكدت مصادر ل "مركز سوث24" أن أسعار المواد الغذائية آخذة في الارتفاع، ويتضرر السكان من الضرائب المرتفعة.
وتبنى البنك المركزي اليمني في عدن مؤخرا عدة إجراءات لتنظيم النشاط المصرفي في محاولة يائسة لوقف انخفاض قيمة العملة المحلية. ومع ذلك ، يبدو أن النتائج غير موجودة حتى الآن.
ويأتي تراجع الريال اليمني في الوقت الذي تحذر فيه المنظمات الدولية من عواقب وخيمة على الأوضاع الإنسانية والمعيشية لملايين اليمنيين.
وفقا للبنك الدولي، شهد اليمن انكماشا تراكميا في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 54٪ منذ عام 2015، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر وتدهور الأوضاع الإنسانية.
ويعاني حوالي نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي ، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال.
وأشار تقرير لصندوق النقد الدولي في أكتوبر 2024 إلى أن التضخم سيصل إلى 20.7٪ في عام 2025، مما يشير إلى استمرار الضغوط التضخمية على الاقتصاد اليمني.
بن حبريش يستعرض نتائج زيارته للسعودية وسط أزمة داخل حلف قبائل حضرموت
جدد الشيخ القبلي البارز عمرو بن حبريش مطالبه السياسية والاقتصادية منتقدا مجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة المركزية يوم السبت.
وفي خطاب سياسي مطول ألقاه في منطقة العليب شرق المكلا، سلط بن حبريش رئيس حلف قبائل حضرموت الضوء على نتائج اجتماعاته الأخيرة في السعودية، لكنه تجنب الخلاف المتصاعد داخل التحالف.
واندلع الانقسام بعد اجتماع "العيون" الذي عقد في 24 آذار/مارس، حيث صوت زعماء القبائل المؤسسين لصالح الإطاحة به من قيادة الحلف.
وقال بن حبريش "نحن نريد أن تكون لحضرموت إدارة ذاتية خاصة لا ترتبط بصراعات الأطراف الأخرى"، مضيفًا: "ما جربناه من كل الأطراف لم يحقق لحضرموت أي مصلحة".
وفي خطاب استمر 20 دقيقة، استعرض بن حبريش مناقشاته في الرياض، بما في ذلك اجتماعات مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ومسؤولين عسكريين آخرين. وادعى أن الرياض تستجيب لمطالب الحلف، ولا سيما الاتفاق على تزويد حضرموت ب "500 ميغاوات من الكهرباء كدفعة أولى"، بتمويل من عائدات النفط الخام لحضرموت.
وأضاف "إذا لم تأتِ الدولة بها، نحن نملك النفط الذي يُهرب ويُهدر. يمكن توجيه عائداته للكهرباء عبر ضمانات من التحالف بقيادة الرياض".
وأعطى بن حبريش الأولوية للتجنيد العسكري، مستشهدا بجغرافية حضرموت الشاسعة وساحلها الطويل وحقول النفط: "لدينا الحق في بناء أكبر قوة تجنيد... لأننا نواجه التهريب والجشع واستهداف ثرواتنا". ومع ذلك، تجنب توضيح ما إذا كانت هذه القوة ستعمل في إطار أمني رسمي أو ككيان مستقل مثل "قوات حماية حضرموت" المثيرة للجدل، والتي أثارت اعتراضات من السلطات المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
كما لم يتطرق في خطابه للمنطقة العسكرية الأولى التي تسيطر على وادي حضرموت، وهي قوات تتألف من آلاف الجنود المنحدرين من محافظات شمال اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وتجاهل الخطاب أزمة التمثيل داخل حلف قبائل حضرموت، والتي انفجرت عقب اجتماع العيون في 22 مارس، حين أعلنت قيادات مؤسسة للحلف عزمها على "إقالة بن حبريش وإعادة هيكلة القيادة"، بسبب ما وصفوه بـ "انفراده بالقرار وتحويل الحلف إلى أداة شخصية". وتعهدوا بإعادة هيكلة قيادته بعد العيد.
وكشف تقرير سابق لـ "مركز سوث 24" عن إجماع قبلي على إعادة بناء التحالف، مشيرا إلى تآكل دعم بن حبريش.
وانتقد بن حبريش المجلس الرئاسي اليمني بسبب "فشله التام في تحقيق نتائج ملموسة" منذ تشكيله: قال بن حبريش: «بالنسبة للمجلس الرئاسي، لم يعد لديهم شيء يقدّمونه... تسعة أشهر ولم يناقشوا قضية واحدة»، مضيفًا أن الخطاب السياسي القادم من المجلس لا يتعدى «التهديد والوعيد». وخص بالذكر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي، الذي زار المكلا قبل ثلاثة أسابيع.
في تلك الزيارة، قال الزبيدي من قلب المكلا إن مؤتمر حضرموت الجامع – الذراع السياسية لبن حبريش - «تهرّب من الحوار الوطني الجنوبي»، مضيفًا أن المجلس الانتقالي يملك معلومات استخباراتية عن «اختراقات حوثية في حضرموت» ومخاطر لتنظيم القاعدة.
وفي تقرير سابق، قال مصدر مسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت لمركز South24 أن خطاب الزُبيدي خلال تلك الزيارة مثّل "الشرارة التي أعادت حضرموت إلى قلب الحسابات الإقليمية".
وأضاف أن الضغوط التي أحدثتها تصريحات الزُبيدي دفعت بالسعودية إلى استدعاء بن حبريش سريعًا إلى الرياض، ضمن مساعٍ لاحتواء أي تصعيد مضاد قد يقوده الأخير.
غارة جوية أمريكية تقتل عشرات الحوثيين في الحديدة اليمنية
في واحدة من أشد الضربات الأمريكية منذ بداية الحملة العسكرية لإدارة ترامب ضد الحوثيين الشهر الماضي، قتلت غارة جوية أمريكية دقيقة ما يقرب من 70 شخصا في محافظة الحديدة، من بينهم قادة ميدانيون حوثيون وخبراء في الحرس الثوري الإيراني.
وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني يوم الجمعة أن الغارة التي نفذت يوم الأربعاء 2 أبريل استهدفت تجمعا في منطقة الفازة بمحافظة الحديدة. وبحسب الإرياني، كان الحوثيون يستخدمون الموقع للتخطيط لهجمات ضد السفن التجارية وناقلات النفط التي تعبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
وأكد الإرياني أن "العملية كانت دقيقة وناجحة"، مشددا على الأهمية الاستراتيجية للهدف.
ولم تعلق جماعة الحوثي رسميا على الضربة. في حين أفادت مصادر يمنية بأن التنظيم فرض تعتيما إعلاميا على الخسائر الناجمة عن الهجوم.
ترامب يشارك لقطات من الضربات
نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطات مصورة للغارة الجوية على منصته Truth Social. يظهر الفيديو ، الذي تم التقاطه على ما يبدو بواسطة طائرة بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper ، تجمعا دائريا لعشرات الأفراد يحيطون بشخصية مركزية.
ويكشف التحليل الحراري عن ظهور الجثث على شكل بقع بيضاء متوهجة على خلفية داكنة ، مما يشير إلى أن الاجتماع وقع خلال ساعات الليل. قبل ثوان من الضربة ، تبدأ الحرارة بالتكاثف في مركز التجمع، ما يرجح أنهم كانوا يستخدمون معدات كهربائية أو أجهزة اتصالات. تلي ذلك ضربة مباشرة من أعلى بزاوية رأسية، لتظهر حفرة مظلمة في نقطة الانفجار واختفاء معظم البقع الحرارية فورًا، ما يعكس سقوط ضحايا على الفور.
ثم تظهر اللقطات ضربة رأسية مباشرة ، مما أدى إلى كرة نارية وسحابة دخان كثيفة ، مع اختفاء معظم البصمات الحرارية على الفور - دليل على وقوع إصابات فورية.
كتب ترامب في منشوره: "هؤلاء الحوثيون اجتمعوا لتلقي تعليمات بشأن الهجوم". لن يغرقوا سفننا مرة أخرى!
البنية التحتية البحرية الاستراتيجية
وتقع منطقة الفازة التي شهدت الضربة الأمريكية ضمن نطاق جغرافي سبق أن أثار قلقًا لدى القوات اليمنية المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًا. ففي تقرير نشره مركز South24 في 1 أغسطس 2024، كشفت صور أقمار صناعية عن قيام جماعة الحوثي بحفر قناتين بحريتين صناعيّتين تمتدان من البحر الأحمر إلى داخل منطقة التُحيْتَا بمحافظة الحديدة، فيما وصف بأنه جزء من "خطة إيرانية لتحويل البحر الأحمر إلى منطقة نفوذ عسكري".
ووفقًا لبيان صادر عن "القوات المشتركة" العاملة ضمن محور الحديدة، فقد تم رصد استخدام القنوات البحرية لزوارق يُعتقد أنها مفخخة، إلى جانب تحويل مركز إنزال السمك الرئيسي في جنوب المحافظة إلى مقر لما يُعرف بالقوات البحرية الحوثية. وقدر البيان طول إحدى القنوات بـ 210 أمتار، فيما أشار تحليل لـSouth24 إلى أن إحدى القنوات الممتدة إلى طريق الفازة تبلغ أكثر من 1.3 كيلومتر، في تناقض واضح مع الأرقام المعلنة من القوات اليمنية.
ويُعتقد أن هذه البنية التحتية البحرية التي أنشأتها جماعة الحوثي على الساحل الغربي ساهمت في تعزيز قدراتها على تنفيذ هجمات بحرية ضد السفن في البحر الأحمر، ما قد يفسر جزئيًا اختيار الفازة كهدف لضربة جوية أمريكية دقيقة يوم 2 أبريل، وسط تصاعد الهجمات البحرية وتكثيف عمليات الاستطلاع الأمريكية في المنطقة.
حملة عسكرية بمليارات الدولارات
وتأتي هذه الضربة في سياق حملة عسكرية أمريكية واسعة أطلقتها إدارة ترامب في 15 مارس ضد الحوثيين في اليمن، ردًا على استهداف متكرر للسفن في البحر الأحمر منذ أواخر 2023.
وبحسب تقرير لشبكة CNN، فإن العملية كلفت حتى الآن نحو مليار دولار، وتم خلالها استخدام ذخائر استراتيجية مثل صواريخ JASSM بعيدة المدى، وJSOW الموجهة GPS، وصواريخ Tomahawk، إلى جانب طلعات نفذتها قاذفات B-2 من قاعدة دييغو غارسيا.
وقال ثلاثة مصادر مطلعة على الحملة إن البنتاغون يدرس طلب تمويل إضافي من الكونغرس، وسط قلق متزايد في وزارة الدفاع بشأن استنزاف الذخائر الاستراتيجية التي تُعد حاسمة في أي مواجهة محتملة مع الصين.
وبالرغم من تكثيف الغارات، نقلت الشبكة عن مصادر دفاعية أن الحوثيين احتفظوا بمواقع محصنة وقدرات على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، وأسقطوا طائرتين من طراز MQ-9 Reaper خلال الأسبوعين الأخيرين.
وقال أحد المسؤولين إن القيادات التي تم استهدافها تنتمي للصفوف الوسطى، باستثناء قائد وحدة الطائرات المسيرة الذي قتل في ضربة سابقة. وأضاف آخر أن "الضربات أضعفت تواصل الجماعة وأجبرتها على العمل في بيئة أكثر تعقيدًا، لكنها لم توقف الهجمات على الملاحة".
إيران تسحب دعمها
وفي سياق موازٍ، ذكرت صحيفة The Telegraph البريطانية أن طهران أمرت بسحب كوادرها العسكرية من اليمن تجنبًا لمواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة، وفقًا لمسؤول إيراني رفيع تحدث للصحيفة.
واعتبر المصدر الإيراني أن الحوثيين "يعيشون أيامهم الأخيرة" وأنه لا جدوى من مواصلة دعمهم بعد انهيار الحلقة التي ربطتهم بحزب الله في لبنان وبالأسد في سوريا.
وأضاف أن مكانة الحوثيين في المحور الإيراني تراجعت بعد أن أصبحوا الحلقة الوحيدة المتبقية من شبكة تفككت على وقع الهجمات الأمريكية والإسرائيلية، وسط تآكل رصيد الردع الإيراني إقليميًا.
- حصاد الأسبوع: خدمة أسبوعية من مركز سوث24 لتغطية أبرز التطورات في الملف اليمني.
قبل 3 أشهر
قبل 15 يوم