نادي النصر الرياضي بمحافظة الضالع، 6 يناير 2025 (مركز سوث24)
06-01-2025 الساعة 10 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | خديجة الجسري
في جنوب اليمن، أصبحت محافظة الضالع مثالًا مميزًا على الصمود، حيث برزت الرياضة كحجر زاوية للتضامن المجتمعي على الرغم من الإهمال المنهجي وندوب الصراع العالقة. يناقش هذا التقرير في تطور المشهد الرياضي في الضالع، ويسلط الضوء على الجهود الشعبية التي حولت التحديات إلى معالم بارزة.
نهضة رياضية شعبية
بعد حرب عام 2015، شهدت الضالع انتعاشا كبيرا للأنشطة الرياضية، مدفوعة بشكل أساسي بالمبادرات المجتمعية. ووفقا لأيمن مطر، الصحفي المهتم بالشؤون الرياضية، فإن النهضة الرياضية في الضالع تمثل أكثر من مجرد أوقات الفراغ – فقد أصبحت قوة موحدة ومنصة لتمكين الشباب.
دوري شهداء الشعيب بمحافظة الضالع، أغسطس 2024 (محمد الصلاحي)
وقال مطر لمركز سوث24 إن "حقبة ما بعد الحرب لم تشهد الرياضة على أنها ترفيه فحسب بل كرمز للصمود والتماسك الاجتماعي". على مر السنين، قادت المجتمعات المحلية بطولات مثل دوري شهداء الشعيب وبطولة شهداء مريس وماراثون الشهيد يحيى الشوبجي. وقد ازدهرت هذه الفعاليات بفضل الدعم المجتمعي الكبير، لا سيما الدعم المالي من المغتربين والشركات المحلية.
إحدى المبادرات البارزة هي دوري شهداء الشعيب لكرة القدم، التي بدأت في عام 2016 في مديرية الشعيب بدعم من المغتربين من أبناء المديرية في الولايات المتحدة.
"كان البطل الأول هو نادي شباب القزعة"، كما قال إسحاق عدنان، أحد منظمي الدوري، لمركز سوث24. نمت البطولة لتشمل 25 مدرسة وأكثر من 450 لاعبًا، مع مواسم لاحقة بتمويل من التجار المحليين والمغتربين.
بحلول عام 2024، توسع الدوري ليصبح مبادرة مجتمعية سنوية مغطاة بشكل احترافي. يعكس تطورها كيف يمكن للرياضة أن تزدهر مع القيادة المحلية، حتى في غياب الدعم الحكومي.
الصالة الرياضية في نادي الصمود بمحافظة الضالع، 6 يناير 2025 (مركز سوث24)
الضعف المؤسسي: الرياضة بدون دعم من الدولة
على الرغم من مبادرات المجتمع، لا تزال البنية التحتية الرياضية الرسمية تعاني من نقص حاد في التمويل. في حديثه لمركز سوث24، وصف رئيس مكتب الشباب والرياضة في الضالع غسان قزة الحقيقة القاتمة قائلًا: "مساهمة الحكومة في القطاع الرياضي معدومة منذ عام 2015. تم تخفيض ميزانيات برامج الشباب والنفقات التشغيلية إلى مبالغ ضئيلة".
وأضاف: "هناك 13 ناديا رياضيا رسميا ومؤقتا في جميع أنحاء المحافظة، بما في ذلك أسماء بارزة مثل الصمود والنصر والوصل. ومع ذلك، فإن الكثير من تقدمهم جاء من التبرعات المجتمعية والرعاية المحلية، بدلا من التمويل العام".
دوري شهداء القوات الجنوبية بمحافظة الضالع، ديسمبر 2024 (محمد الصلاحي)
وأكد فرحان المنتصر مدير الاتحادات الرياضية في وزارة الشباب والرياضة أن محدودية الموارد تعيق الإصلاحات الأوسع نطاقا. وقال لمركز سوث24: "نهدف إلى إعطاء الأولوية للضالع بسبب إهمالها التاريخي، لكن الحقيقة هي أن مخصصات التمويل الوطني لا تزال شحيحة".
بنية تحتية متداعية
تركت الحرب المنشآت الرياضية في الضالع في حالة خراب. وأعرب غسان قزة عن أسفه للحالة المتهالكة: "تحولت بعض مباني الأندية الرياضية إلى أنقاض، بينما تعرض البعض الآخر لأضرار تتراوح بين 50% و 70% ومن أبرز هذه المجالات استاد الصمود الذي توقفت إعادة إعماره على الرغم من التقدم الأولي".
نادي النصر الرياضي بمحافظة الضالع، 6 يناير 2025 (مركز سوث24)
كما سلط أيمن مطر الضوء على الخسارة الرمزية لملعب الصمود الذي كان يمثل في يوم من الأيام منارة للفخر الرياضي. "اليوم، يقف كموقع مهمل - تذكير صارخ باللامبالاة تجاه الأماكن العامة التي تجسد هويتنا الجماعية."
لا يزال تجديد الملعب الذي طال انتظاره غير مكتمل. على الرغم من أن الحكومة المحلية وعدت بإنهاء العمل في غضون ستة أشهر، إلا أن التقدم ظل راكدا.
ملعب الصمود بمحافظة الضالع، 6 يناير 2025 (مركز سوث24)
أصوات الصمود
وردد نبيل العفيف، مدير نادي النصر الرياضي، مشاعر الإحباط لكنه أكد لمركز سوث24 على مثابرة المجتمع: "على الرغم من التحديات، لا تزال الرياضة متنفسا حيويا للشباب. لقد تدخل المكتب الرياضي المحلي وأفراد المجتمع حيث فشلت الحكومة، لكن الدعم الوطني المستدام ضروري للنمو على المدى الطويل ".
لكن، أصبح الاعتماد على التبرعات الشخصية سيفا ذا حدين - فهو يحافظ على الأنشطة على المدى القصير ولكنه غير كاف للتنمية الشاملة. ودعا العفيف إلى الاستثمار العاجل في المرافق والبرامج لضمان استمرار الرياضة في إلهام الشباب ومنعهم من الانجرار إلى السلوكيات الضارة.
نادي النصر الرياضي بمحافظة الضالع، 6 يناير 2025 (مركز سوث24)
منظور الوزارة
وردا على الانتقادات، أكد فرحان المنتصر أن الضالع لم يتم إغفالها تماما. وقال: "زادت المخصصات مقارنة بمستويات عام 2014. ومع ذلك، فإن التأخير اللوجستي في تقديم التقارير المالية من الأندية المحلية قد أثر على المدفوعات ".
ومع ذلك، تشير التناقضات بين رواية الوزارة والواقع على الأرض إلى فجوات أعمق في الحوكمة. وأقر المنتصر بالقيود لكنه أكد التزام الوزارة بتنمية الشباب: "نحن ندرك المصاعب ونظل متفائلين بأن الاستقرار الوطني سيمهد الطريق في نهاية المطاف للدعم المستدام".
نادي النصر الرياضي بمحافظة الضالع، 6 يناير 2025 (مركز سوث24)
التوصيات الرئيسية للنهضة
وضع غسان قزة، مدير مكتب الرياضة في الضالع، عدة توصيات لوزارة الشباب والرياضة، منها:
1. استعادة المخصصات: إعادة ميزانيات تنمية الشباب التي تم تعليقها منذ عام 2014.
2. إكمال المشاريع المتأخرة: إعطاء الأولوية لاستكمال البنية التحتية الرياضية غير المكتملة.
3. تنشيط المعسكرات الصيفية: إعادة إطلاق برامج الشباب التي ترعاها الحكومة لتعزيز المشاركة.
4. تمكين الاتحادات: تعزيز الاتحادات الوطنية لتمكين الدعم الشامل للأندية.
وردد نبيل العفيف هذه الدعوات، مؤكدا على الحاجة إلى تمويل مستدام واستكمال المشاريع الأساسية، مثل إعادة إرساء ملاعب النصر وإعادة بناء مرافق النادي المتضررة.
التطلع إلى المستقبل
تقف الحركة الرياضية في الضالع كشهادة على صمود المجتمعات المصممة على خلق الفرص وسط الشدائد. ومع ذلك، وكما أشار فرحان المنتصر، لا يمكن للرياضة أن تزدهر من دون دعم مؤسسي: "تتطلب التنمية الاستقرار والتمويل والجهود الموحدة".
ملعب نادي النصر الرياضي بمحافظة الضالع، 6 يناير 2025 (مركز سوث24)
قصة الضالع هي رمز لتحد أوسع تواجهه المناطق المهمشة في اليمن. ولكي تكون الرياضة قوة حقيقية لتمكين الشباب والتماسك الاجتماعي، يجب أن يقابلها دعم وطني ودولي مستدام.
ويمكن القول إنه بدون استراتيجية متماسكة، تمتد المخاطر إلى ما هو أبعد من فقدان الفرص الرياضية إلى تآكل النسيج الاجتماعي الحيوي. بالنسبة لشباب الضالع، الرياضة هي أكثر من مجرد هواية - إنها شريان حياة. ويبقى السؤال ما إذا كانت قدرتها على الصمود ستقابل بالدعم الذي تحتاجه بشدة.
قبل 25 يوم