منظور دولي: الشرق الأوسط يبتعد عن الولايات المتحدة نحو الصين

تجميع: مركز سوث24

منظور دولي: الشرق الأوسط يبتعد عن الولايات المتحدة نحو الصين

دولي

الجمعة, 14-06-2024 الساعة 09:18 مساءً بتوقيت عدن

منظور دولي 

تعتقد مؤسسات تحليلية ووكالات أن روابط المصالح والمنافع الاقتصادية المتبادلة بين الدول العربية ودول الشرق الأوسط من جهة، والصين ودول جنوب شرق آسيا من جهة أخرى، أصبحت أقوى اليوم في ظل تراجع الأدوار الأمريكية والغربية حتى في أمريكا اللاتينية نفسها. كما أن هذا التوجه نحو آسيا اليوم باتت له أسبابه ودوافعه السياسية والأمنية في ظل الحرب الإسرائيلية الدموية في غزة، وأزمة باب المندب، وضعف الموقف الأمريكي تجاه إيران.

في هذا التقرير، يرصد مركزسوث24 جانبًا من أبرز ما كتب في المنظور الدولي تجاه هذه القضايا. 

 

ذكرت مؤسسة نيوزويك الإعلامية في تحليلا لها إن "الخوف يدفع الدول العربية، حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وغير المتأكدين من دعم واشنطن، إلى التحالف مع إيران رغم الخلاف الكبير بينهم وبين طهران".

وأشار التحليل إلى أن "تحالفات الدول العربية مع إيران تنبع من شكوك نتيجة لاسترضاء إدارة بايدن المستمر لطهران حتى عندما تشن حربًا واسعة النطاق بالوكالة ضد أقرب حليف إقليمي لها، إسرائيل".

وقال التحليل إن "سياسة بايدن في الشرق الأوسط هي استمرار لنهج الرئيس السابق باراك أوباما". مضيفا أن أوباما رأى النظام الإيراني كلاعب شرعي يستحق تقاسم الهيمنة الإقليمية مع السعودية.

وأضاف: "أصبح إحياء اتفاق أوباما النووي مع إيران هدفا سياسيا رئيسيا لبايدن بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق. لقد كانت رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة تريد القيام بدور أقل نشاطا في المنطقة".

وأوضح التحليل أن "هذا قد دفع الدول العربية المعتدلة إلى التحوط في رهاناتها من خلال السعي إلى إقامة علاقات أفضل مع إيران. وجميعها لديها جيوش غير فعالة نسبياً، وهي عرضة لزعزعة الاستقرار. إن استعادة العلاقات مع إيران، حتى في الوقت الذي تعمل فيه بنشاط على تقويض حكوماتها، أقل تكلفة بكثير من اتخاذ موقف عدائي علني".

وأشار إلى أن "ذلك التقارب سيعني المزيد من التنازلات لإيران. في فبراير على سبل المثال، منعت الإمارات، أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، إلى جانب دول عربية أخرى لم تذكر اسمها، واشنطن من شن غارات جوية انتقامية على وكلاء إيران من أراضيها. وفي ديسمبر، عندما أنشأت الولايات المتحدة تحالفاً بحرياً لمكافحة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، امتنعت كل من المملكة العربية السعودية ومصر، حليفتي واشنطن العرب في البحر الأحمر، عن التصويت".

وتابع: "وقد لا يكون هذا الاتجاه نحو السعي إلى تحسين العلاقات مع إيران قد فات أوان إصلاحه، ولكنه يتطلب تحولاً كاملاً في سياسة الولايات المتحدة. إذا أرادت إدارة بايدن استعادة هؤلاء الحلفاء، فيجب عليها أن تمنحهم ضمانات أمنية قوية وإثباتًا لالتزامات الولايات المتحدة من خلال الدعم القوي لإسرائيل".

موضحا أن "مساعي بايدن إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، رغم الفرص الضئيلة، ومن شأنه أن يزعج إيران، وسوف تحاول الرياض تجنب التوصل إلى اتفاق في حين أنها غير متأكدة من الدعم الأمريكي القوي".


قال مركز الإمارات للسياسات إن ثمة أهمية متزايدة لآسيا في حسابات دول مجلس التعاون الخليجي.

وأشار المركز في تحليله إلى أن "التوجه نحو آسيا" أو "التوجه شرقاً" ليست أسلوباً استراتيجياً لدول الخليج مع الصين ضد الغرب.

وتابع: "القليل من التعاون الصيني العربي في النسخة العاشرة، التي انعقدت في العاصمة الصينية بيكين أواخر مايو الماضي، أظهر فرصة للتعاون وقراءة التوجهات والسياسات المشتركة نحو التغيير الجديد في الشرق الأوسط، وخاصة أزمة غزة والقضية الفلسطينية".

وقال المركز إنه "وبرغم من رد فعل الولايات المتحدة السلبي ودعمها لإسرائيل، فقد أظهر الصراع في غزة أن واشنطن لا تزال القوة الأجنبية المؤثرة في الشرق الأوسط".

وأضاف أن "التعاون الصيني في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، يُملي على الصين ما يلزمها للالتزام في المنطقة، وتخصص أو تسجيل موقف في منطقة التنافس بين القوى الكبرى". 

"كانت الوساطة الصينية بين السعودية وإيران، تشير إلى ديناميات جديدة، بالإضافة إلى التنوّع والتفاعل في المشهد الدولي"؛ ذكر المركز.

وأردف: "في الواقع أن الصين ليست جاهزة بعد أن تكون بديلاً عن الولايات المتحدة، رغم كونها "علامة تجارية" شاملة في الوساطة النقدية مع اللاعبين الذين شاركوا لأول مرة في أزمات من قبيل تلك التي في ليبيا أو السودان أو اليمن وأزمة البحر الأحمر أو الصومال وغيرها".

موضحا أن "التوجه شرقاً" فكرة تتبناها إيران أيضاً، وليس أمراً مقتصراً على الخليجين والعرب وشركاء واشنطن في الشرق الأوسط.



قالت صحيفة جورزالم بوست العبرية إن إيران كانت المستفيد الرئيسي من دبلوماسية الولايات المتحدة والصين ودول الخليج العربية، وقامت بإبعاد القضية الفلسطينية عن الدول العربية.

وأشارت الصحيفة في تحليلها إلى أن "الحقبة الجديدة من دبلوماسية الشرق الأوسط قد انهارت بسرعة بسبب الأسس الهشة التي تصرفت عليها القوى الكبرى". 

وتابعت: "لقد حظي موقف إيران المتمثل في إنكار حق إسرائيل في الوجود. وقد تشعر الولايات المتحدة والصين بالفزع إزاء هذا الأمر، ولكن كلاً منهما سهلت هذه العملية".

وقالت الصحيفة إن "اتفاقيات أبراهام بنيت حول "رؤية السلام" للرئيس السابق دونالد ترامب في الشرق الأوسط. إلى أن "دوافع الاتفاقات لم تكن ذات صلة بما كان يشكل نقطة الخلاف الرئيسية بين إسرائيل والدول العربية".

وزعمت الصحيفة أن إيران قد حصلت بالفعل على أكثر مما أرادته من إدارة ترامب، وهو إلغاء الاتفاق النووي الإيراني المشترك. 

وأضافت: "وكانت إيران تعلم أن خطوة ترامب ستلقى معارضة من شركاء الولايات المتحدة في الاتفاق النووي - الصين وروسيا والمملكة المتحدة وفرنسا. وعندها سيكون للصين وروسيا الحرية في التحالف بشكل أوثق مع إيران".

وبما يتعلق في الصين، ذكرت الصحيفة أن "بيكين تريد أن تكون إيران حرة في المشاركة الكاملة في مبادرة الحزام والطريق (BRI) ومنظمة البريكس. كما أرادت ألا تؤدي القضية الفلسطينية إلى تقسيم دول الخليج وإيران".

وأشارت الى أن "توسط بيكين للتقارب بين إيران والسعودية في يونيو 2023. حيث أرادت أن تنضم الإمارات والسعودية وكذلك إيران إلى البريكس. وقد رفضت الرياض والدوحة التوقيع على اتفاق إبراهيم. لكنهما كانتا على استعداد للتحالف مع إيران بشأن مبادرة الحزام والطريق". 

وأردفت: "كما أرادت الصين منع السعودية من توقيع اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة".

"لقد جرفت الدبلوماسية الحذرة التي أنتجت اتفاقات إبراهيم والتقارب الصيني السعودي الإيراني سيولاً من وسائل التواصل الاجتماعي معظمها في المنطقة الرقمية للغاية"؛ تابعت الصحيفة.

وأدعت الصحيفة أن أحداث 7 أكتوبر كشفت أخطاء دبلوماسية القوى الكبرى التي أدت إلى أكبر قدر من عدم الاستقرار في المنطقة منذ عقود.

وأضافت: "لقد تعلمت كل من الصين والولايات المتحدة من الانتهازية الدبلوماسية الأخيرة. وتعطي إدارة بايدن الآن الأولوية للتحركات الجديدة بشأن فلسطين حيث تصر السعودية على هذا التقدم من أجل التوقيع على اتفاق الدفاع".

موضحة أن دبلوماسية الولايات المتحدة والصين لم تكن تهدف إلى التسبب في صراع مدمر بين إسرائيل وحماس. وقد يؤدي الصراع في نهاية المطاف إلى دبلوماسية أكثر إنتاجية بشأن فلسطين، بحيث لا تعطي إيران اليد العليا مرة أخرى.



قال موقع "تقارير نظم المعلومات الجغرافية" إن بلدان مخروط أمريكا الجنوبية اللاتينية أصبحت ساحة معركة جيوسياسية بين الاشتراكيين والشيوعيين من جهة، وقوى يمين الوسط والمحافظين والليبراليين من جهة أخرى.

وأشار الموقع في تحليله إلى أن "الجغرافيا السياسية لأميركا اللاتينية أصبحت ذات أهمية متزايدة ومتنازع عليها، وعلى وجه التحديد من جانب الصين".

وتابع: "تمثل دول المخروط الجنوبي اللاتيني، وهي الأرجنتين وتشيلي وبوليفيا وباراجواي وأوروغواي، مزيجًا من المصالح والتحديات التي تواجه واشنطن والتي من المرجح أن يتم التعامل معها بشكل مختلف تمامًا من قبل الرئيس جو بايدن مقابل الرئيس دونالد ترامب".

وقال الموقع إن "بوليفيا تعتبر واحدة من أكثر الأنظمة المعادية لأميركا في نصف الكرة الغربي. إن المنطقة، وعلاقاتها بواشنطن، ومسار السياسة الأمريكية في التعامل مع أمريكا اللاتينية، تعتمد بشكل كبير على من سيفوز بالرئاسة الأميركية في نوفمبر".

وأردف: "وتتمثل استراتيجية بكين في تحقيق الهيمنة السياسية والاقتصادية والأمنية في أمريكا اللاتينية. حيث يتودد ثاني أكبر اقتصاد في العالم بشدة إلى النخب السياسية في المنطقة ويشتري النفوذ عبر القطاعات السياسية والإعلامية والتجارية".

وأضاف الموقع أن" الصين سعت بقوة إلى المشاركة الاقتصادية ، فتغلبت على كل المنافسين، على سبيل المثال، في مشاريع الاتصالات الكبرى. رغم تباطؤ الاستثمارات الصينية في أمريكا اللاتينية في السنوات الأخيرة".

وقال إن "الصين التي تصور نفسها أنها متحالفة جيوسياسيا مع أمريكا اللاتينية، تزعم أن القارة جزء من "الجنوب العالمي"، ولكن داخل أمريكا اللاتينية، تتباين المواقف تجاه البلاد بشكل كبير". 

مشيرا إلى أن "بعض الدول في المخروط ترى أن الاستثمارات والقروض الصينية مفيدة للمنطقة. إلا إن المشكلة هي أن قدراً كبيراً من الاعتماد على الصين ينبع من الضعف وليس القوة". 

وبين أن "استمر التوسع الإقليمي لبكين بلا هوادة، قد يؤدي إلى تقويض إحدى ركائز الاستراتيجية الأمريكية الكبرى القائمة منذ إعلان مبدأ مونرو في عام 1823".

وذكر الموقع أن "الحرب الأخيرة في غزة كانت سبباً في تفاقم الانقسام السياسي في دول المخروط، وعلى نطاق أوسع، في أميركا اللاتينية". مشيرا إلى أن في عام 2023، قطعت بوليفيا علاقاتها السياسية مع إسرائيل. وفي المقابل، تدعم الأرجنتين إسرائيل بقوة. 

وحول السيناروهات المتوقعة بعد الانتخابات الأمريكية، رأى أنه "من شبه المؤكد أن سياسات الرئيس السابق ترامب المتشددة مع الصين وإيران ستنعكس في ضغوط أكبر على الأنظمة اليسارية في كوبا وفنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا".

ولفت إلى أن "المكسيك بشكل خاص ستظل شريكاً اقتصادياً بالغ الأهمية لأمريكا، لهذا فإن إدارة ترامب سوف تدفع باتجاه عقد صفقات صعبة في المنطقة". 

موضحا أنه وبالاعتماد على نتائج الانتخابات، فإن الأرجنتين، وباراجواي، وأوروغواي، وربما شيلي، قد تكون المستفيد الرئيسي من مثل هذه السياسة. وستكون بوليفيا الخاسر الأكبر.


قالت وكالة بلومبرغ العالمية إن هناك حوالي 47 مليار دولار من التجارة غير المستغلة بين جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.

وأشارت إلى أن "ذلك يسلط الضوء على ممر اقتصادي ناشئ يربط بعض المناطق الأسرع نموا في العالم".

ونقلت الوكالة عن تقرير نشره بنك HSBC ذكر فيه "أن من شأن ذلك أن يوسع التجارة بين المنطقتين بأكثر من الثلث من 126 مليار دولار مسجلة العام الماضي - ما يقرب من 80٪ منها نفط مستورد من أمثال تايلاند والفلبين وفيتنام".

وقالت إن "اندماج جنوب شرق آسيا في سلاسل التوريد العالمية قد يؤدي إلى شحن المزيد من الإلكترونيات والآلات وربما مضاعفة صادراتها البالغة 30 مليار دولار إلى الخليج".

وأشارت الوكالة إلى أنه "في الوقت نفسه، يمكن لدول الخليج الاستفادة من الأسواق الاستهلاكية الضخمة في جنوب شرق آسيا وزيادة الصادرات بمقدار 18 مليار دولار من خلال البلاستيك والكيماويات والمعادن". مضيفةً أن اتفاقية التجارة الحرة ستساعد في خفض مستويات الرسوم الجمركية المرتفعة بين الكتلتين الإقليميتين.

ولفتت إلى أن "السياحة هي قطاع رئيسي آخر خاصة مع جنوب شرق آسيا التي لا تزال تتضرر بشدة من بطء عودة السياح الصينيين".

وتابعت: "على الرغم من أن السياح من دول الخليج يمثلون 2٪ فقط من إجمالي الوافدين، إلا ان قوتهم الشرائية مهمة كما قال HSBC، مستشهدا ببيانات من تايلاند، والتي شهدت ارتفاعا في عدد الوافدين من الشرق الأوسط بنسبة 50٪ عن مستويات ما قبل الوباء".

كما ذكر تقرير البنك أن "سياح الشرق الأوسط لا يميلون فقط إلى البقاء لضعف مدة السائح العادي ، ولكنهم ينفقون أيضا 30٪ أكثر".



قالت مجموعة سويس ري للتأمين إن المخاطر التي تهدد سلاسل التوريد تزايدت بسبب أزمة البحر الأحمر.

وأشارت المجموعة في تقريرها إلى أن "في حين أن أمن سلاسل التوريد كان أولوية بالنسبة للشركات في أعقاب الاضطرابات واسعة النطاق الناجمة عن جائحة كوفيد-19، فقد تحول التركيز مرة أخرى إلى التوفير الفوري في التكاليف".

وتابعت: "نظرا للمشهد الجيوسياسي الأكثر تقلبا، وزيادة وتيرة الأحداث المناخية المتطرفة، وعدم اليقين الاقتصادي، والمخاطر السيبرانية والتكنولوجية المتزايدة، فمن المرجح أن تصبح طرق الإمداد الرئيسية في جميع أنحاء العالم أقل أمانًا". 

وتوقعت المجموعة أن "تكون التداعيات الاقتصادية كبير إذا تراكمت المخاطر. نظراً للوضع الحالي والتوقعات السلبية لمحركات المخاطر هذه". مضيفة أنه يجب أن تكون مرونة سلسلة التوريد على رأس جداول أعمال الشركات.

وقال باتريك رافلوب، كبير مسؤولي المخاطر في مجموعة سويس ري: "نحن نعيش في عالم يتسم بالأزمات المترابطة، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى مخاطر جديدة".

وأوضح أنه يجب على شركات إعادة التأمين أن تتوقع الاتجاهات وفهم كيفية تعامل مع الأزمات والقضايا العالمية الكبرى. مثل تغير المناخ أو عدم اليقين الاقتصادي أو الاضطرابات الجيوسياسية الاي يمكن أن تؤثر ليس فقط على الصناعة ولكن أيضًا على المجتمع ككل".


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات

منظور دوليالبحر الأحمرخليجالصينالشرق الأوسطالمخروط اللاتينيغزةالولايات المتحدة