الصورة: AFP
11-06-2024 الساعة 4 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
علمت المخابرات الأمريكية بمحادثات بين مليشيا الحوثيين اليمنية المدعومة من إيران وحركة الشباب المسلحة المتطرفة لتوفير الأسلحة للحركة الصومالية، بحسب ما أوردته شبكة سي إن إن الأمريكية.
ووصف ثلاثة مسؤولين أمريكيين، تحدثوا لـ سي إن إن في تقرير نشر اليوم الثلاثاء، الأمر بأنه تطور مقلق يهدد بمزيد من زعزعة استقرار منطقة عنيفة بالفعل.
ويبحث المسؤولون الآن عن أدلة على تسليم أسلحة الحوثيين إلى الصومال، ويحاولون معرفة ما إذا كانت إيران، التي تقدم بعض الدعم العسكري والمالي للحوثيين، متورطة في الاتفاق.
ووفقا لـ سي إن إن، حذرت الولايات المتحدة دول المنطقة من هذا التعاون المحتمل في الأسابيع الأخيرة، وفقا لمسؤول كبير في الإدارة، كما بدأت الدول الأفريقية في طرحه بشكل استباقي مع الولايات المتحدة لإثارة مخاوفها والحصول على مزيد من المعلومات.
ولفت التقرير إلى حالة العداء الأيديولوجي بين الحوثيين كشيعة وحركة الشباب السنية التي تعتبر فرعا للقاعدة في الصومال، لكنها أشارت إلى أن المجموعتين اللتين تصنفهما الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب يجمعهما كراهية واشنطن المشتركة.
"لا يفصل بينهما سوى مسطح مائي واحد - خليج عدن ذي الأهمية الاستراتيجية - وكلاهما يعتبر الولايات المتحدة العدو الرئيسي"، قال التقرير.
"يمكن أن يوفر اتفاق محتمل تدفقا جديدا للتمويل المالي للحوثيين، في وقت يقول فيه مسؤولون أمريكيون إن هناك دلائل على أن الراعي الرئيسي للجماعة، إيران، لديها بعض المخاوف بشأن استراتيجية الهجوم التي تنتهجها الجماعة".
وطبقًا للتقرير، قد يوفر هذا الاتفاق المحتمل بين الحوثيين والشباب مصدر دخل جديد تحتاجه الجماعة اليمنية بشدة.
وإذا ما حصلت حركة الشباب على أسلحة يوفرها الحوثيون، بما في ذلك الطائرات المسيرة، يمكن أن تصبح الجماعة الصومالية قادرة على ضرب أهداف أمريكية بحسب التقرير.
قال كريستوفر أنزالون، الأستاذ في قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة مشاة البحرية، إن حدوث اتفاق من هذا النوع "يظهر أن هناك مستوى من البراغماتية في كلتا المجموعتين".
وقال المسؤول الأمريكي الكبير في الإدارة إن أي شكل من أشكال التعاون العسكري بين الحوثيين وحركة الشباب يمكن أن يقوض أيضا وقف إطلاق النار غير الرسمي والهش بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية الذي صمد منذ عام 2022.
وقال المسؤول إن ذلك سيتعارض "بالتأكيد" مع روح خارطة طريق مقترحة من الأمم المتحدة لسلام أكثر ديمومة.
وأضاف المسؤول "لا يزال لدينا اهتمام قوي بدعم عملية خارطة الطريق في اليمن، لكن هذا النوع من الاتجار بين الحوثيين" وحركة الشباب "سيعقد بالتأكيد هذا الجهد ويقوضه".
ويعتقد مسؤول أمريكي أن الصفقة ستغطي أسلحة أكبر من مجرد قذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى، نظرا لترسانة الحوثيين المتقدمة من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية بعيدة المدى.
ولدى الولايات المتحدة نحو 480 جنديا أمريكيا في الصومال، وفقا لمسؤول أمريكي. كما واصلت الولايات المتحدة تنفيذ ضربات لمكافحة الإرهاب ضد أهداف كل من حركة الشباب وداعش في الصومال طوال فترة إدارة بايدن.
وعن مدى تورط إيران في هذه الصفقة المحتملة، قالت التقرير إن هذه هو أحد الأسئلة الرئيسية لمسؤولي الاستخبارات الأمريكية، حيث لا يوجد دليل مباشر حتى الآن.
ويعزز هذا التقرير تأكيدات المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب اليمن الذي خاضت قواته معارك مريرة مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خلال العامين الماضيين في محافظتي أبين وشبوة بشأن وجود تحالف بين الحوثيين والقاعدة.
وفي مايو 2023، بدأ تنظيم القاعدة باستخدام الطائرات المسيرة لأول مرة لضرب مواقع مرتبطة بالقوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي في محافظة شبوة.
وفي 22 مايو الماضي، استخدم تنظيم القاعدة الطيران المسير لقصف مواقع لقبيلة متحالفة مع القوات الجنوبية في وادي جنن بمديرية مودية بمحافظة أبين. وهو أول استخدام لهذه التكنلوجيا من قبل التنظيم المتطرف في أبين.
وأظهر التقرير السنوي لعام 2023 الذي أصدره مركز سوث24 أن تنظيم القاعدة استخدم الطيران المسير 9 مرات ضد القوات الجنوبية في شبوة، وهو أعلى ثاني سلاح استخدامًا بعد العبوات الناسفة.
ذات صلة: اليمن: مخاض سياسي بعد 9 سنوات من الحرب
وفي نوفمبر الماضي، أشارت ورقة بحثية صادرة عن مركز سوث24، تتبعت تسليح القاعدة في اليمن، إلى إن الحوثيين هم الاحتمال الأكثر رجحانا لمصدر الطائرات المسيرة التي حصل عليها التنظيم المتشدد.
ويأتي هذا التقرير الأمريكي بعد أقل من يوم من اتهام مخابرات مليشيا الحوثيين، لموظفين يمنيين سابقين في السفارة الأمريكية بصنعاء، معتقلين لدى الجماعة منذ سنوات، بالعمل لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والموساد الإسرائيلي.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات