وكالة نور نيوز الإيرانية
11-03-2023 الساعة 2 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | عدن
أصدرت الأطراف الرئيسية في اليمن بيانات ومواقف من الاتفاق بين السعودية وإيران على إعادة العلاقات الدبلوماسية برعاية الصين، بعد سنوات من القطيعة والعداء المتبادل بين القوتين الرئيستين في منطقة الخليج.
جماعة الحوثي المدعومة من طهران كانت أول المرحبين، على لسان ناطقها الرسمي ورئيس وفدها المفاوض محمد عبد السلام. وقال القيادي الحوثي على تويتر: "المنطقة بحاجة لعودة العلاقات الطبيعية بين دولها تسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود [..]."
ورحب المجلس الانتقالي الجنوبي بالاتفاق. وقال ناطقه الرسمي علي الكثيري: "يرحب المجلس الانتقالي الجنوبي بالاتفاق المبرم بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية برعاية جمهورية الصين الشعبية والمتضمن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين."
وأضاف البيان: "وإذ يرحب المجلس بهذا التطور الإيجابي ليأمل أن يسهم ذلك في توطيد الأمن والاستقرار في منطقتنا والعالم. إن ترحيبنا هذا ينطلق من دعوة سبق مبكراً أن أطلقها الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي دعا من خلالها الأشقاء في السعودية وإيران إلى الحوار واستئناف العلاقات بينهما."
وكان الزبيدي قد دعا في لقاء متلفز على قناة روسيا اليوم في فبراير 2021 إلى الحوار بين السعودية وإيران، وقال إنَّ أي اتفاق بينهما سيحل نصف مشكلات المنطقة.
تحفظ حكومي
لم ترحب الحكومة اليمنية بالاتفاق بين السعودية وإيران، لكنَّها أشارت في بيان حذر للخارجية إلى ما تأمله من هذا الاتفاق.
وجاء في البيان: "تؤكد الحكومة اليمنية إيمانها الصادق بالحوار وحل الخلافات بالطرق الدبلوماسية والوسائل السلمية، كما تؤكد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتدعم أي توجه جدي ومخلص يحمل نوايا حسنة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة."
وأضاف: "وعلى هذا الأساس تأمل الحكومة اليمنية أن يشكل اتفاق المملكة العربية السعودية، وإيران، مرحلة جديدة من العلاقات في المنطقة، بدءا بكف إيران عن التدخل في الشؤون اليمنية، وألا تكون موافقتها على هذا الاتفاق نتيجة للأوضاع الداخلية والضغوط الدولية التي تواجه النظام الإيراني."
وقالت الحكومة إنَّ موقفها "يعتمد على أساس الأفعال والممارسات لا الأقوال، والادعاءات"، مؤكدة على الاستمرار في "التعامل الحذر تجاه النظام الإيراني حتى نرى تغيرًا حقيقيًا في سلوكه، وسياساته التخريبية في بلادنا والمنطقة."
مضمون الاتفاق
بحسب وكالة واس السعودية، احتضنت بكين الصينية مفاوضات بين الرياض وطهران بين 6-10 مارس الجاري، أفضت إلى الاتفاق الآتي:
- استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران.
- تأكيد البلدين على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
- يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما.
- تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بين البلدين، الموقعة في 17/4/2001، والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 27/5/1998.
ووقع على الاتفاق عن السعودية وزيـر الـدولـة عضـو مجـلس الوزراء مستشار الأمن الوطني، مساعد بن محمد العيبان، وعن إيران علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمـــــن القـــومـي، وعن الصين وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وعلق قادة من البلدين على هذا الاتفاق. وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: "يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا."
وقال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان: "سياسة حسن الجوار أمر محوري. إيران تواصل العمل نحو مزيد من الخطوات الإقليمية. عودة العلاقات بين مع السعودية ستوفّر إمكانات كبيرة للمنطقة."
مواقف إقليمية ودولية
رحبت العديد من الدول في المنطقة بالاتفاق بين السعودية وإيران، مثل العراق وتركيا والإمارات، وقطر، ومصر، والبحرين، وسوريا، وسلطنة عمان، وتونس، ولبنان.
وقال المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش: "نرحب بالاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات ونثمن الدور الصيني. الإمارات مؤمنة بأهمية التواصل الإيجابي والحوار بين دول المنطقة."
ولم يصدر أي بيان رسمي إسرائيلي تعليقا على الاتفاق، لكنَّ رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت قال إن تجديد العلاقات بين السعودية وإيران، هو "تطور خطير بالنسبة لإسرائيل وانتصار سياسي بالنسبة لإيران."
ووصفت صحيفة عبرية الاتفاق بـ "الصفعة في وجه إسرائيل." وقال إيتمار آيخنر، المراسل الدبلوماسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت": " هذه خطوة دراماتيكية تعكس عدم الثقة في القيادة الأمريكية أولا وقبل كل شيء، كما أنها تعبير سعودي عن عدم الثقة في نتنياهو."
دوليا، رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق. وقال في بيان: "نرحب بهذا الاتفاق ونقدر جهود الصين لتعزيز الحوار بين الدولتين. علاقات حسن الجوار بين السعودية وإيران أساسية لاستقرار منطقة الخليج."
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن تطلعه إلى تنفيذ الاتفاق بين البلدين. ونقلت قناة "الحرة" تصريحات عن مسؤول في البيت الأبيض الأمريكي قال فيها إنَّ واشنطن "ترحب بشكل عام بأي جهود من شأنها إنهاء الحرب في اليمن وخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط."
وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أنَّ السعودية أبقت واشنطن على اطلاع بشأن محادثاتها مع إيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية لكن الولايات المتحدة لم تشارك فيها بصورة مباشرة.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إنَّ "الاتفاق السعودي الإيراني يمثل انتصارًا دبلوماسيًا لبكين في منطقة هيمنت فيها الولايات المتحدة على الجغرافيا السياسية." وأضافت في تقرير: " إعادة العلاقات الدبلوماسية لا تجعل إيران والسعودية حليفتين."
وانقطعت العلاقات بين السعودية وإيران في العام 2016، بعد اجتياح السفارة السعودية في طهران، وسط احتجاجات على إعدام الحكومة السعودية لرجل دين شيعي بارز.
وعلى إثر ذلك، أعلن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في 3 يناير 2016، أنَّ بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الهجوم على سفارة بلاده وموقف طهران من إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
قبل 3 أشهر