سوث24 | نيويورك 

قال المبعوث الأممي إلى اليمن أنّ الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في اليمن لا تزال متماسكة عسكريا، مشيرا إلى ما لمسه من تأثير إيجابي لها على الحياة اليومية للكثير من اليمنيين. 

وتحدث هانز غروندبرغ للصحفيين عقبة مشاورات مغلقة مع مجلس الامن: "قبل عدة أشهر، ربما ظن الكثيرون أن تحقيق هذه الخطوة هو أمر مستحيل." 

وقال غروندبرغ أنّ "الهدنة لا تزال متماسكة عسكريًا. فعلى مدار الأسابيع الست الماضية، انخفض عدد الضحايا في صفوف المدنيين بشكل ملموس. وكذلك انخفضت وتيرة القتال إلى درجة كبيرة، فلم تُسجَّل أي هجمات جوية عابرة للحدود من اليمن ولم تكن هناك ضربات جوية مؤكدة داخل اليمن."

وزعم غروندبرغ  أنّ "الجبهات في جميع أنحاء اليمن شهدت هدوءً ملحوظًا. وهناك تقارير تفيد بزيادة القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية بما شمل مواقع على  الخطوط الأمامية كان من الصعب للغاية الوصول إليها قبل الهدنة.لكنَّنا ما زلنا مع ذلك، وبالرغم من الإنخفاض الكلي، نرى تقاريرًا مقلقةً بشأن استمرار القتال بما شمل أحداث أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في عدة مناطق بما فيها تعز والضالع."

وأشار غروندبرغ لانطلاق رحلة تجارية جوية، هي الأولى منذ ست سنوات، من مطار صنعاء الدولي ووصلت الأردن يوم أمس. وعادت رحلة أخرى محمّلة بركاب يمنيين من عمَّان، الأردن، إلى صنعاء.

ووفقا لغروندبرغ "حقق هذا إنفراجة  للكثير من اليمنيين الذين طال انتظارهم للسفر، لتلقي العلاج للحالات الصحية الطارئة أو السعي لفرص العمل والتعليم، أو لمّ شملهم مع أحبائهم بعد سنوات من الانفصال." مضيفا "نعمل الآن مع جميع المعنيين لضمان انتظام الرحلات الجوية من مطار صنعاء وإليه خلال مدة الهدنة ونسعى لبحث آليات مستدامة لإبقاء المطار مفتوحًا أمام المسافرين. وهناك رحلة ثانية من المقرر إقلاعها يوم غد."

وقال غروندبرغ أنّ الحكومة اليمنية سمحت بدخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن. وذلك، كما يقول المبعوث الأممي "يفوق كمية الوقود التي وصلت الميناء طوال الستة أشهر التي سبقت الهدنة". ووفقا لغروندبرغ "انحسرت أزمة الوقود التي كانت تهدد قدرة المدنيين على الحصول على السلع والخدمات الأساسية في صنعاء والمحافظات المحيطة بشكل كبير."

وبخصوص فتح الطرق في تعز قال غروندبرغ "ننوي تنظيم اجتماع في عمَّان، الأردن، في أقرب وقت ممكن فور تعيين أنصار الله لممثليهم. وهذه أولوية بالنسبة لي ولمكتبي."

وأضاف غروندبرغ أنه مستمر "بالتفاعل مع الأطراف والتحاور معهم لتخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة المقرر انتهائها بعد أسبوعين."

لحظة تاريخية

وقال غروندبرغ أنّ الهدنة "تمثل لحظة تاريخية بحد ذاتها، فإنها تتكون من مجموعة إجراءات مؤقتة وإستثنائية تحتاج أن تدعّم بعملية سياسية تساعد على استمراريتها. وتنبع بعض التحديات المتعلقة بتنفيذ الهدنة من قضايا خلافية كانت متوقعة، ويجب معالجة هذه القضايا في سياق أوسع يتخطى الطبيعة المؤقتة للهدنة."

ولهذا السبب يقول غروندبرغ "أواصل عملي على إطلاق عملية جامعة متعددة المسارات، لتكون بمثابة منصة تعالج من خلالها الأطراف وغيرهم من اليمنيين قضايا حرجة الأهمية من أجل التوصل إلى ترتيبات أكثر استدامة وتسوية سياسية. سيكون لدعم المنطقة والمجتمع الدولي المستمرين دور حاسم في تحقيق ذلك."

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت عن هدنة هي الأولى في اليمن في 1 أبريل الماضي. ورحبت الأطراف اليمنية في الجنوب والشمال بهذه الخطوة. 

ورغم أنّ الهجمات من خارج وإلى خارج حدود اليمن توقفت طيلة الفترة الماضية، إلا أنّ أطراف الصراع في اليمن تتحدث عن خروقات متكررة في جبهات الساحل الغربي والضالع وتعز ومأرب وحجة. 

ويشكك مراقبون بجدية الحوثيين في التوصل لاتفاق سلام، ويخشون من أن تكون هذه الهدنة فرصة لالتقاط أنفاسهم وترتيب أوراقهم.