التقارير الخاصة

مشاورات الرياض: غياب حوثي وحضور جنوبي ضعيف

29-03-2022 الساعة 8 مساءً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24 | الرياض


تنطلق، غداً الأربعاء، أولى جولات المشاورات اليمنية – اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، برعاية مجلس التعاون الخليجي، وبحضور مبعوثي الأمم المتحدة وأمريكا والسويد إلى اليمن، وفقا لجدول أعمال المشاورات.


وحتَّى اللحظة، لم يُعلن الحوثيون في شمال اليمن استجابتهم لدعوات المشاركة، فيما توافدت شخصيات من مختلف القوى والأطراف السياسية الأخرى إلى الرياض. وعلى النقيض من ذلك، هاجم، الثلاثاء، رئيس ما يسمى المجلس السياسي للحوثيين، مهدي المشاط مشاورات الرياض.


برنامج المشاورات


وفقاً لبرنامج المشاورات، اطلع عليه "سوث24"، ستتم إجراءات تسجيل المشاركين، اليوم 29 مارس، فيما تنطلق المشاورات فعلياً يوم الغد.


وسيدشن اليوم الأول من المشاورات بكلمات افتتاحية لـ: الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، المبعوث الأممي، المبعوث الأمريكي، المبعوث السويدي، بالإضافة لكلمة رئيس جهاز استيعاب تعهدات المانحين.


وسيشمل اليوم الأول جلسة نقاشية بين المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، ومبعوثي واشنطن وستوكهولم. أما ثاني أيام المشاورات فسوف تعقد فيه جلسات متزامنة لمناقشة 6 محاور هي: السياسي، الاقتصادي والتنموي، الأمني ومكافحة الإرهاب، الإغاثي والإنساني، الاجتماعي، والإعلامي.


وفي ثالث أيام المشاورات،يوم 3 أبريل، ستتم مناقشة التحديات التي تواجه المحاور الستة. وسيناقش المشاركون في الجلسات المختلفة في رابع أيام المشاورات التحديات والحلول المقترحة مع رئيس الحكومة اليمنية ووزراء الحكومة.


وفي خامس أيام المشاورات، 5 أبريل، ستتم مناقشة الحلول وكذلك آليات التنفيذ للمحاور الستة. كما سيتم استكمال الحلول المقترحة للمحاور الستة في سادس أيام المشاورات أيضاً.


وفي 7 أبريل، سيتم استعراض تقارير المحاور الستة ومناقشة أهم نتائج المشاورات. كما ستتم مناقشة الوثائق الصادرة عن المشاورات وتبني المخرجات وإقرارها. وهو اليوم الختامي للمشاورات.


الحوثيون


جدد، الثلاثاء الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نائف فلاح الحجرف، دعوته للحوثيين للمشاركة في "المشاورات اليمنية – اليمنية".


ونقلت وسائل إعلام خليجية عن الحجرف دعوته للتحالف بقيادة السعودية وكافة الأطراف اليمنية لوقف إطلاق النار خلال فترة المشاورات لإنجاحها.


ورجّح مراقبون سياسيون أن تكون هذه الدعوة التي أطلقها التعاون الخليجي تمهيداً لإعلان أحادي الجانب، بوقف إطلاق من قبل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.




وفي تصريحات نقلها تلفزيون اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين، قال رئيس المجلس السياسي الحوثي، مهدي المشاط، إنَّ "ما يرتب له في الرياض ليس في سياق السلام" وأضاف "نحن نريد مساعي جدية للوصول إلى حلول شاملة". 


وأوضح المشاط أنّ الاتصالات مع التحالف مستمرة بين الحين والآخر منذ بدء الحرب "لكنها لا تفضي إلى نتائج". وأضاف "قدمنا مرار رؤى واضحة تؤدي للوصول إلى حل سياسي شامل"، لكن ليست هناك استجابة". 


وكرر المشاط رفض الجماعة لاستقبال المبعوث الأممي، مشددا على أنّ "الحرب مستمرة على أشدَّها".


وكان الحوثيون المدعومون من إيران قد أعلنوا، قبل ثلاثة أيام، وقف هجماتهم الخارجية والداخلية لمدة 72 ساعة فيما أطلق عليه إعلام الجماعة بـ "المبادرة".


واشترط الحوثيون على السعودية وقف الغارات، رفع الحصار، وإخراج "القوات الأجنبية" مقابل تحويل مبادرتهم إلى التزام دائم ونهائي.


كما كشفت الجماعة، عن صفقة ضخمة لتبادل 2223 أسير، 1400 منهم حوثيين، برعاية الأمم المتحدة، مع التحالف بقيادة السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. 


وتضمنت الصفقة إطلاق سراح وزير الدفاع اليمني السابق، اللواء محمود الصبيحي، وشقيق الرئيس اليمني هادي، اللواء ناصر منصور، بالإضافة لجنود سعوديين وسودانيين.


وفي بيان لها، رحبت الخارجية الإيرانية بمبادرة الحوثيين؛ وقالت إنَّها "رسالة قوية لإنهاء الحرب". وحذَّر، الاثنين زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، السعودية من تفويت المبادرة.


دعم دولي لهدنة رمضانية


يوم أمس الاثنين، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اتصالاً بنظيره السعودي لمناقشة هجمات الحوثيين الأخيرة ضد منشآت النفط والاقتصاد بالمملكة. 


ووفقاُ لـ (واس)، ناقش الوزيران دعم اقتراح الأمم المتحدة بشأن هدنة رمضان في اليمن والجهود المبذولة لإطلاق عملية سلام جديدة وأكثر اشتمالا وشمولية.


وزعمت وكالة سبأ التابعة للحكومة اليمنية أنّ السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، رحب بمبادرة" مجلس التعاون الخليجي للحوار اليمني – اليمني في الرياض.


لكنه بالمقابل أعلن عن دعم المملكة المتحدة بالكامل لجهود المبعوث الأممي هانز غروندبرغ للتشاور مع مجموعة واسعة من النخب اليمنية والسياسية، وفقا لما نقلته عنه الوكالة اليمنية.


مشاركة الجنوبيين


مقابل، ذلك تتكرر عملية تهميش الجنوبيين في أي مشاورات تخص الأزمة اليمنية. وطبقاً لمصادر مشاركة في مشاورات الرياض لـ "سوث24"، فإنَّ نسبة الجنوبيين المدعوين لمشاورات الرياض "ضئيلة جداً". ولفتت المصادر إلى أنَّ "غالبية الأسماء من شمال اليمن".


وقالت مصادر مشاركة لـ "سوث24" أنّ وزير الإعلام اليمني على الأرجح، كان وراء دعوة عشرات الإعلاميين من الشمال مقابل مجموعة أفراد من جنوب اليمن. ولاقى هذا التجاهل انتقاد بعض المشاركين.


وكانت وزارة الإعلام السعودية قد وجهت دعوات لعشرات الإعلاميين والصحفيين ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف منح زخم للمشاورات المزمعة، وفقا للمصادر.


يُذكر أنَّ المجلس الانتقالي الجنوبي كان قد أعلن في وقت سابق استجابته لدعوة مجلس التعاون الخليجي لحضور مشاورات الرياض.


وفي تصريحات صحفية، في 23 مارس الجاري، قال رئيس دائرة الشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي، محمد الغيثي إنَّ المجلس "سيشارك بوفد رفيع المستوى في مشاورات الرياض".


وقال الغيثي إنَّ لدى الانتقالي حزمة من الرؤى سيطرحها في مشاورات الرياض، "في مقدمتها إصلاح منظومة الشرعية".


وشدد المسؤول في المجلس الانتقالي على أنَّ نائب الرئيس اليمني، علي محسن الأحمر، "يجب أن يغادر السلطة بكل وضوح". ويتهم الانتقالي الأحمر وحزب الإصلاح الإسلامي بدعم "الإرهاب" ومحاولة تعطيل "اتفاق الرياض".


نتائج المشاورات


في استطلاع أجراه "سوث24" على حسابه في منصة تويتر، رأى 60% من المشاركين أنَّ مشاورات الرياض لن تغير شيئاً من الوضع الحالي في اليمن. 


بالمقابل، يعتقد 22.5% من المصوتين أنَّ المشاورات ستقود لتصعيد عسكري جديد، فيما تفائل 17.5% منهم بأنَّ المشاورات ستنجح في إنهاء الحرب وبدء عملية السلام.


وفي وقت سابق، قال القيادي الحوثي مهدي المشاط إنَّ مشاورات الرياض تهدف إلى لملمة صفوف خصوم الجماعة وتوحيدها. 


اقرأ المزيد: مشاورات يمنية-يمنية برعاية خليجية: هل بات السلام وشيكاً؟


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات


- الصورة: مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في الرياض بالسعودية (إعلام سعودي)


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا