دولي

على واشنطن الضغط على عُمان لتفكيك مقرات الحوثيين

30-01-2022 الساعة 1 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24 | ترجمات


طالب تقرير نشرته مؤسسة أمريكية بارزة متخصصة بشؤون الأمن القومي، بالضغط على سلطنة عُمان لتفكيك مقرات الحوثيين على أراضيها. 


وقال التقرير الذي نشرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وكتبه كل من جوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول للأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والباحث في معهد أمريكان إنتربرايز مايكل روبن، أنّ الحوثيين استغلوا وجودهم في عمان ليس فقط لإضفاء الشرعية على عملياتهم والوصول إلى النظام المالي الدولي، ولكن أيضا لتهريب الأسلحة إلى اليمن". 


نص التقرير: 


في 17 يناير/كانون الثاني، شنّت جماعة الحوثي "الإرهابية" غارة بطائرة دون طيار وصاروخ من قاعدتها في اليمن ضد أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة. وأصابت طائرات الكاميكازي دون طيار المطار الدولي ومستودع الوقود القريب، مما أدى إلى اندلاع حريق كبير. أسفر الهجوم عن مقتل مواطنين هنديين وباكستاني وإصابة عدد آخر من العمال.


وكانت إدارة بايدن قد شطبت الحوثيين العام الماضي من القائمة كمنظمة إرهابية أجنبية مشيرة إلى مخاوف مشكوك فيها من أن هذا التصنيف قد يُعيق إيصال المساعدات الإنسانية. والدعوات إلى إعادة تعيين المجموعة لها ما يبررها تماما. لكن على إدارة بايدن أن تذهب خطوة أبعد من ذلك، وأن تُطالب عمان بتفكيك المقر الإقليمي للحوثيين الذي يعمل حاليا بمباركة واشنطن داخل حدودها. المقر هو موطن لكبار قادة الحوثيين الملطّخة أيديهم بالدماء.


تعتبر عُمان نفسها سويسرا الشرق الأوسط. وتشير البلاد إلى حيادها والتزامها بالدبلوماسية كمبرر لاستضافة مقر الحوثيين. ومع ذلك، استغل الحوثيون وجودهم في عُمان ليس فقط لإضفاء الشرعية على عملياتهم والوصول إلى النظام المالي الدولي، ولكن أيضا لتهريب الأسلحة إلى اليمن. في عام 2016، أفادت التقارير أنّ إيران هرّبت صواريخ مضادة للسفن وصواريخ أرض أرض قصيرة المدى وأسلحة صغيرة ومتفجرات ومركبات جوية دون طيار إلى اليمن، يبدو أن بعضها مر عبر عُمان. في مارس/آذار 2017، أفادت منظمة أبحاث تسليح النزاعات، وهي منظمة غير حكومية، بأنّ الحوثيين هربوا طائرات دون طيار تستخدم في اليمن عبر عمان. وفي العام التالي، أفادت الأمم المتحدة بأن عمان هي الطريق "الأكثر احتمالا" الذي وصلت عبره صواريخ بركان-2H إلى اليمن.


دفعت الضغوط الأمريكية اللاحقة العمانيين إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد بعض الأنشطة غير المشروعة. ومع ذلك، بالنسبة للمملكة العربية السعودية ودول إقليمية أخرى، لا يزال تساهل عمان مع الحوثيين إشكاليا. وبدلا من الانخراط في الدبلوماسية، وهو المبرر الظاهري لوجود الحوثيين في عمان، يواصل الحوثيون شن حملة إرهاب إقليمي. ارتفع عدد الهجمات الإرهابية للحوثيين في العام الماضي. في الشهرين الماضيين فقط، اختطف الحوثيون سفينة ترفع العلم الإماراتي قبالة الساحل اليمني. اجتياح السفارة الأمريكية في صنعاء، وأخذ العديد من الموظفين اليمنيين كرهائن. وأخذوا اثنين من العاملين في الأمم المتحدة كرهائن.


ربما برر العمانيون ذات مرة علاقتهم بمحمد عبد السلام، كبير مفاوضي الحوثيين والمقيم في عمان، في محاولة لحل الحرب الأهلية اليمنية. ومع ذلك، فإنّ ضربات الحوثيين على أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية والآن الإمارات العربية المتحدة وضعت حدا لهذا الادعاء. إنّ وجود عبد السلام في طهران وقت الهجوم يشير إلى مستوى من التنسيق. وبعبارة أقل ما يقال، هذه ليست نظرة جيدة لعُمان.


قد تقول النخبة الحاكمة في مسقط إنّ الحوثيين من مقاتلون من أجل الحرية من السكان الأصليين. وفي حين كان هذا الأمر موضع نقاش، إلا أن الحوثيين أنفسهم ساعدوا في تسويته. وتُعرّف الجماعة نفسها صراحة بأنها جزء من "محور المقاومة"، وهو التحالف الذي تقوده إيران والذي يضم حزب الله اللبناني، وجماعة حماس "الإرهابية" الفلسطينية، والميليشيات العراقية، ونظام بشار الأسد في سوريا. قال على شيرازي، ممثل المرشد الأعلى على خامنئي فيلق القدس، في كانون الثاني/يناير 2015: "الحوثيون نسخة من حزب الله، وهذه الجماعة ستستخدم المسرح لمواجهة أعداء الإسلام". ولا ينبغي أن يكون مفاجئا أن تكون تكنولوجيا الصواريخ والطائرات دون طيار والتوجيه المستخدمة في هجوم أبوظبي قد صنعت في إيران.


كان السلطان قابوس، الحاكم الراحل لعمان، يفخر بالاعتدال والوساطة. وخلال السنوات الأولى من حكمه، واجه تمردا شيوعيا أسقطه بمساعدة إيرانية. وكثيرا ما يستشهد المسؤولون العمانيون بمساعدة إيران خلال تمرد ظفار لتبرير علاقتهم الودية مع إيران اليوم. ولكن تلك كانت إيران مختلفة، بقيادة البلهويين العلمانيين. واليوم، أصبحت إيران ثيوقراطية داعمة للإرهابيين. إن تحالفات حقبة ماضية لا تبرر بأي حال من الأحوال دعم عمان لجماعة إرهابية تعمل دون عقاب على أراضيها.


توفي قابوس في عام 2020، مما مهد الطريق لخليفته هيثم، البراغماتي الحذر. ومن غير المرجح أن يطرد هيثم الحوثيين دون تنسيق مباشر مع الولايات المتحدة. ويتعين على واشنطن الآن أن تضع العملية موضع التنفيذ. يبدأ الأمر بتدبير بيروقراطي بسيط: يجب على وزارة الخارجية إضافة الحوثيين مرة أخرى إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وهو بمثابة اعتراف بأن قرار وزارة الخارجية في عام 2021 بشطب الجماعة من القائمة لم يعزز الحل الدبلوماسي ولا يسهل تقديم المساعدات الإنسانية لليمن. ومن شأن ذلك أن يمثّل بداية جهد دولي لعزل قيادة الحوثيين.


وبطبيعة الحال، ينبغي أن يشمل هذا الجهد في المقام الأول تدابير لعزل رعاة الحوثيين في إيران. لكن يجب أن يشمل الضغط على مسقط لتفكيك مقر الحوثيين. ولا يزال بوسع سويسرا الشرق الأوسط أن تكون مركزا للدبلوماسية الإقليمية. ولكن حتى سويسرا لا تقدّم ملاذا آمنا للإرهابيين.


المصدر الأصلي بالإنجليزية: مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات

عالجه للعربية: مركز سوث24 للأخبار والدراسات


- الصورة: متحدث الحوثيين محمد عبد السلام يلتقي السفير الإيراني لدى سلطنة عمان في سفارة طهران في مسقط 18 يوليو 2019 (وكالة الصحافة اليمنية)


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا