15-12-2021 الساعة 4 مساءً بتوقيت عدن
سوث24 | نيويورك
في الوقت الذي حذّر فيه المبعوث الأممي من حرب شوارع في مأرب، شمال اليمن، حذّر المندوب الروسي لدى مجلس الأمن من فشل مساعي السيد هانز غروندبرغ، ووصول الأمور إلى نقطة اللاعودة.
وقال المبعوث الخاص لليمن، هانز غروندبرغ، أمام مجلس الأمن أمس، الثلاثاء، إنه يشعر بقلق عميق إزاء التصعيد العسكري واستمرار العنف في اليمن.
وفي حديثه عبر الفيديو، قال إنه حتى مع إعلان جميع أطراف النزاع عن رغبتهم في السلام، يظل تركيزهم على الخيارات العسكرية. وشدد على أن الخيارات العسكرية لن تؤدي إلى حلول مستدامة. هناك حاجة ماسة الآن لضبط النفس ووقف التصعيد والحوار.
وقال المبعوث الخاص إنه لا يزال يشعر بالقلق من احتمال اندلاع حرب شوارع في مدينة مأرب، ستكون لها عواقب وخيمة على المدنيين. إن اشتداد القتال وتحول خطوط المواجهة يعرّض المدنيين للخطر ويجبرهم في كثير من الحالات على الفرار للمرة الثانية أو حتى الثالثة.
وأبلغ المجلس أنّ الحلول المجزأة، في أحسن الأحوال، لا يمكن أن تؤدي إلا إلى إغاثة مؤقتة، ولن تنتج سلامًا مستدامًا. "يجب معالجة الاحتياجات والأولويات الفورية في سياق عملية تتجه نحو تسوية سياسية شاملة."
إطار اقتصادي
من ناحيته قام القائم بأعمال الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية، راميش راجاسينغهام، بإطلاع أعضاء المجلس على الوضع الإنساني الناتج عن اشتداد القتال، بما في ذلك في مأرب والحديدة وتعز. حيث "وقعت الأعمال العدائية في ما يقرب من 50 خطًا أماميًا هذا الأسبوع فقط."
وقال إنّ عمليات المساعدات الإنسانية تساعد ما يقرب من 11 مليون شخص كل شهر، لكنه أشار إلى فجوات التمويل التي قد تجبرنا على تقليص جهودنا في مجال المساعدات.
وقال إنه مع تدهور الاقتصاد اليمني، يدفع ملايين الأشخاص إلى الاعتماد على المساعدات، داعيًا إلى تنفيذ إطار اقتصادي طوّرته الأمم المتحدة يهدف إلى المساعدة في معالجة التضخّم المتفشي وانخفاض قيم العملات.
وفي كلمتها، أعربت ممثلة الولايات المتحدة عن دعمها لجميع المناقشات للمساعدة في الوضع الحالي، وقالت إنه يجب على إيران إنهاء "دعمها الفتاك" للحوثيين، الذين يتعين عليهم، من بين أمور أخرى، إعادة الممتلكات المصادرة إلى سفارة الولايات المتحدة، وإنهاء الضربات الصاروخية ضد السعودية، وتحمل المسؤولية عن أزمة الناقلة صافر.
وقالت إنّ تعيين محافظ جديد للبنك المركزي في البلاد في 6 كانون الأول / ديسمبر هو علامة مشجعة، معربة عن أملها في أن يخفف ذلك المعاناة الإنسانية ويدفع عجلة الإصلاحات. وتطرقت إلى الناقلة صافر مؤكدة أنّ الحوثيين يتحملون مسؤولية تلك الأزمة. وأضافت أن الولايات المتحدة تدعم أي نقاش يمكن أن يساعد في هذا الموقف.
نقطة اللاعودة
من جهته حذّر ممثل الاتحاد الروسي، دميتري أ. بوليانسكي، من أنّ الركود في العملية السياسية يبدو أنه وصل إلى نقطة اللاعودة.
وقال "يجب على المجتمع الدولي أن يدرك حقيقة أن الطرفين قد تعمقا في أعقابهما وأنهما غير مستعدين لاستئناف المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة. وفي ظل هذه الخلفية، ستظل محاولات الوساطة التي يقوم بها المبعوث الخاص غير ناجحة".
وأشار إلى أنّ الوضع على الأرض لم يعد له علاقة بمسرح الأعمال العدائية على الأرض، لافتًا إلى أنّ هذه الصورة المتغيرة لا ينعكس عليها قرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015).
وقال بوليانسكي: "لذلك، هناك حاجة حقيقية لمراجعة أساس التسوية السياسية من أجل تمكين المبعوث الخاص من التوفيق بين المصالح المتنافسة العديدة لأطراف النزاع".
وقال مندوب اليمن، عبد الله السعدي، "إنّ إنهاء المعاناة لن يكون ممكنا بدون وقف فوري لإطلاق النار واستئناف العملية السياسية بما يتماشى مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي والقرار 2216 (2015)، مؤكداً لزميله مندوب الاتحاد الروسي أنّ "القرار لا يزال الأساس للحل في اليمن."
أما نيكولس ريفيير (فرنسا)، فشارك المبعوث الخاص قلقه بشأن التصعيد الخطير على الأرض، وشدد على أنّ العنف مرئي في كل مكان في الاشتباكات القاتلة والتفجيرات وعمليات النزوح.
ومع تفاقم الأوضاع في الجنوب، أعرب ريفيير عن "دعمه للحكومة اليمنية والتنفيذ الكامل لاتفاق الرياض."
وشدد على أنّ "إطلاق الصواريخ على مأرب ومخيمات النازحين أمر غير مقبول، منددًا كذلك بالاعتقال التعسفي لاثنين من موظفي الأمم المتحدة، وطالب بالإفراج الفوري عنهما."
وتشهد اليمن حربا دموية منذ سبع سنوات عقب سيطرة ميليشيات الحوثي على العاصمة اليمنية صنعاء وهروب الرئيس اليمني إلى الرياض. ويسيطر الحوثيون على شمال اليمن، في حين يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على غالبية جنوب اليمن.
- مركز سوث24 للأخبار والدراسات
- الصورة مقتطعة خلال حديث غروندبرغ لمجلس الأمن أمس
قبل 3 أشهر