منوعات

صفقة اندماج تعزز هيمنة الصين على صناعة الصلب العالمية

19-04-2021 الساعة 4 صباحاً بتوقيت عدن

language-symbol

سوث24 | بكين


تترقب الأوساط الاقتصادية الدولية بحذر صفقة اندماج بين مجموعتي “آنشن آيرون آند ستيل” و”بنشي آيرون آند ستيل”، مما يعزز هيمنة الصين على سوق صناعة الصلب العالمية ويغذي حسب خبراء جدل تخمة المعروض وفائض الإنتاج التي أدت إلى فقدان الوظائف في بلدان أخرى ومثلت عنوان معارك تجارية سابقة بين الصين والاتحاد الأوروبي.


 من المرجَّح أن يؤدي الاندماج المحتمل بين مجموعتي “آنشن آيرون آند ستيل” و”بنشي آيرون آند ستيل” إلى خلق واحدة من أكبر شركات تصنيع الصلب في العالم، مما يعزز هيمنة الصين في القطاع.


وأعلنت شركة “بينغانغ ستيل بلاتيس” التابعة لشركة “بنشي” عن الخطَّة في بيان إفصاح للبورصة، دون تقديم المزيد من التفاصيل.


وجرت المناقشات حول اندماج الشركتين منذ بداية القرن الحالي على الأقل، دون التوصل إلى نتيجة. ويأتي إحياء المحادثات وسط توجه لتعزيز قطاع الصلب العملاق في الصين، الذي تبلغ طاقته مليار طن سنويا، للتركيز على منتجين أكبر وأكثر جودة.


وكتب المحللون في “سيتي غروب” في مذكرة “ننظر إلى الصفقة المحتملة على أنَّها اتجاه إيجابي نحو صعود عمليات الاندماج، والاستحواذ في قطاع الصلب، ونتوقَّع المزيد من الاندماج بين الشركات المنتجة للصلب في السنوات المقبلة”. ورجَّح المحللون أن تأخذ مجموعة “أنغانغ” زمام المبادرة لدمج مصانع الصلب في المقاطعات الشمالية الشرقية.


ووفقا لبيانات الرابطة العالمية للصلب، كانت مجموعة “آنستيل” سابع أكبر شركة مصنِّعة للصلب في العالم خلال عام 2019، وبلغ إنتاجها 39.2 مليون طن، ومجموعة “بنشي” في المرتبة التاسعة عشرة بقدرة إنتاجية 16.2 مليون.


ومن المرجَّح أن يؤدي الاندماج بينهما إلى تشكيل شركة، تتفوَّق على “نيبون ستيل” اليابانية، التي يبلغ إنتاجها 51.7 مليون طن، لتصبح ثالث أكبر شركة في العالم.


وشرَّعت مجموعة “تشاينا باوو ستيل”، أكبر شركة لصناعة الصلب في البلاد، بالفعل في سلسلة من عمليات الدمج، إذ تجاوزت أصول المجموعة مجتمعة حجم “آرسيلور ميتال”، أكبر شركة في العالم.


خلفيات 2016 تغذي هذه المتغيرات التوترات السائدة بخصوص التخمة الهائلة في مادة الصلب في الأسواق العالمية، التي دفعت في وقت سابق ألمانيا إلى المطالبة بوضع إستراتيجية جديدة لمعالجة هذه المشكلة.


ولمعالجة هذه الإشكالية فرض الاتحاد الأوروبي منذ سنوات رسوما لمكافحة الإغراق على حديد التسليح المستورد من الصين، وهو ما اعتبرته بكين خطوة غير عادلة.


وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حينها إن “على مجموعة العشرين إيجاد حل للطاقة الإنتاجية الفائضة في صناعة الصلب العالمية… علينا حل المشكلة معا ومن ثم لا يكون لدينا وضع تسبب فيه دولة ضررا لدول أخرى”.


اندماج "آنشن آيرون آند ستيل" و "بنشي آيرون آند ستيل" سيؤدي إلى التفوق على "نيبون ستيل" التي يبلغ إنتاجها 51.7 مليون طن


وأكدت أن الإفراط في الإنتاج في بعض الدول، في إشارة واضحة إلى الصين، يؤدي إلى فقدان الوظائف في بلدان أخرى.


وكان الزعماء الأوروبيون والأميركيون قد حثوا بكين مرارا على التعجيل بخفض الطاقة الزائدة التي أدت لانحدار الأسعار واتهموها بتقديم دعم حكومي لمنتجيها لمنحهم مزايا تنافسية غير عادلة.


وأظهرت أرقام من رابطة الصلب العالمية ارتفاع إنتاج الصلب الخام العالمي في أكتوبر 2016 بنحو 3.3 في المئة بمقارنة سنوية ليصل إلى 137 مليون طن.


وارتفع إنتاج الصين، أكبر منتج ومستهلك للصلب في العالم بنحو 4 في المئة، عن المستويات التي تم تسجيلها في أكتوبر 2015، أي بحوالي 68.5 مليون طن، رغم أنها تعهدت بخفض الإنتاج بنسبة 15 في المئة بحلول عام 2020.


وتحتل قضية خفض الطاقات الإنتاجية للصلب والفحم أولوية على جدول أعمال إصلاحات حكومية صينية، حيث يعاني القطاعان من فائض إنتاج يجد صعوبة في الوصول إلى الأسواق، وأصبح عقبة أمام نمو الاقتصاد الصيني خلال السنوات الأخيرة.


وتعهدت الصين بخفض إنتاجها من الصلب بما يتراوح بين 100 مليون و150 مليون طن بحلول 2020.


ويبدو أن الآمال بحل مشكلة الإفراط في إنتاج الصين التي تضخ نصف الصلب العالمي تقريبا، لن تتحقق قريبا رغم التصريحات القوية الصادرة من بكين.


ويرى محللون أن مشكلة تخمة إنتاج الصلب تراكمت على مدى أعوام لتتحول إلى أزمة، وأنها ستحتاج أعواما مماثلة لحلها.


وعزز الاتحاد الأوروبي بشكل خاص الإجراءات التجارية التي تتعلق بالصلب بعد أن تعرض المنتجون الأوروبيون للضغط من الإنتاج العالمي الكبير.


وفرضت بروكسل رسوم استيراد مؤقتة على نوعين من واردات الصلب إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، لمواجهة ما وصفته بأسعار منخفضة بشكل غير عادل، وقد انتقدت بكين الإجراء واتهمت دول الاتحاد باتخاذ إجراءات حمائية.


وتتراوح الرسوم بين 19.7 إلى 22.1 في المئة بالنسبة إلى الشركات الصينية، وبين 18.7 إلى 36.1 في المئة بالنسبة إلى الشركات الروسية.


ولا تقف معارك تجارة الصلب عند إغراق الصين، فقد اتخذت لجنة التجارة الدولية الأميركية سابقا إجراءات ضد سلطنة عمان وباكستان بشأن بعض صادرات أنابيب الصلب.


- صحيفة العرب اللندنية


شارك
اشترك في القائمة البريدية

اقرأ أيضا