منظور دولي:  اليمن على حافة الهاوية بسبب تصعيد الحوثيين والاستجابة الدولية المترددة

تجميع: مركز سوث24

منظور دولي: اليمن على حافة الهاوية بسبب تصعيد الحوثيين والاستجابة الدولية المترددة

دولي

الجمعة, 30-08-2024 الساعة 01:32 مساءً بتوقيت عدن

منظور دولي 

في عالم اليوم الذي تشتد فيه التوترات الجيوسياسية، تتشابك المصالح والصراعات لتخلق مشهدًا معقدًا. في الشرق الأوسط، يعكس التصعيد الأخير بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران توازنًا هشًا بين الأطراف المتصارعة، حيث تسعى كل جهة إلى تجنب الانزلاق نحو حرب شاملة، في وقت تسعى فيه إيران لتعزيز نفوذها عبر وكلائها الإقليميين. هذه الديناميكية تتقاطع مع تحديات داخلية في إيران، حيث يلوح في الأفق صراع دموي محتمل على السلطة مع تقدم المرشد الأعلى علي خامنئي في العمر، مما يهدد استقرار النظام بأكمله.

على الساحة الدولية، تتباين الرؤى الأمريكية تجاه الصين بين المواجهة والتعاون، حيث تعكس الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة خيارًا حاسمًا قد يؤثر على مستقبل العلاقات بين البلدين. وفي الوقت نفسه، تبرز مخاطر الانتشار النووي العمودي مع تسارع القوى الكبرى، مثل الصين وروسيا، في تحديث ترساناتها النووية، مما يفاقم من خطر نشوب سباق تسلح نووي غير منضبط قد يعيد العالم إلى أجواء الحرب الباردة.

وفي اليمن، تتفاقم الأوضاع الإنسانية مع تصاعد حدة الصراع الناجم عن تصرفات مليشيا الحوثيين، في ظل استجابة دولية مترددة تفتقر إلى الحزم المطلوب. هذا التصعيد يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من تعقيد المسار السياسي في البلاد. وفي سياق تداعيات الصراعات المستمرة، يأتي الهجوم على ناقلة النفط "سونيون" في البحر الأحمر ليبرز التأثيرات الاقتصادية والأمنية المباشرة لهذه النزاعات، حيث تضاعفت تكلفة التأمين على السفن، مما يهدد الاقتصاد العالمي ويعكس هشاشة الاستقرار في أحد أهم الممرات البحرية في العالم.

التفاصيل..


ذكرت صحيفة "The Economist" البريطانية بأن التصعيد الأخير في الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران جاء في وقت حساس، إلا أنه بدا محسوباً بعناية لتجنب اندلاع حرب شاملة.

ووفقاً للتحليل، تأتي هذه التطورات في سياق انتظار طويل في المنطقة لرد فعل حزب الله وإيران على اغتيال فؤاد شكر وإسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس، في طهران.

وأشار التحليل إلى أن التأخير في الرد يعكس صعوبة الموقف الإيراني، حيث أن تكرار الهجمات المباشرة قد يكشف عن ضعف إيران بدلاً من إبراز قوتها، خصوصاً بعد اعتراض إسرائيل وحلفائها لهجوم إيراني كبير بالصواريخ والطائرات المسيرة في أبريل الماضي.

وأضاف التحليل أن تنفيذ هجوم أوسع قد يشعل حرباً شاملة، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى نقل مجموعتين من حاملات الطائرات إلى المنطقة لردع أي تحركات إيرانية محتملة.

ولفت التحليل إلى أن لجوء إيران إلى استخدام حزب الله كأداة للرد قد يكون خياراً أقل خطورة، لكنه أوضح أنه ليس من المؤكد ما إذا كان حزب الله نفسه يرغب في تصعيد الصراع إلى حرب شاملة مع إسرائيل في لبنان.

وزعم التحليل بأن حزب الله كان على علم باحتمالية اكتشاف تحضيراته من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، ومع ذلك قرر المضي قدماً في تلك التحضيرات.

وتابع: "ويبدو أن كلاً من حزب الله وإيران يسعيان للحفاظ على ماء الوجه عبر إظهار قدرتهما على معاقبة إسرائيل، بينما يحاولان تجنب تصعيد قد يؤدي إلى صراع أوسع".

وتناول التحليل أيضاً موقف المسؤولين الإسرائيليين الذين يسعون إلى تجنب تصعيد إضافي، رغم تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضربة الإسرائيلية "ليست نهاية القصة".

ورجح التحليل أن تكون إيران قد عادت إلى استراتيجيتها القديمة في مواجهة إسرائيل من خلال وكلائها، مثل حزب الله، بدلاً من شن هجمات مباشرة، مما قد يمثل تحولاً نحو نهج أكثر اعتدالاً تقوده الإدارة الإيرانية الجديدة، في مواجهة مطالبات الجنرالات المتشددين في الحرس الثوري بتصعيد أكبر.

وتساءل التحليل عما إذا كان وقف إطلاق النار في غزة سيساهم في تهدئة الصراع الأوسع بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى تفاؤل محتمل بأن هذه التهدئة قد تفتح الباب أمام اعتراف سعودي بإسرائيل، وتؤدي إلى تعاون أعمق بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج العربي لاحتواء إيران.

واختتم التحليل بالإشارة إلى أن العديد من العوامل المؤثرة، مثل الوضع السياسي في الولايات المتحدة والصراع الداخلي بين الإصلاحيين والمتشددين في إيران، لا تزال غير مستقرة. وحتى إذا انتهى التصعيد الحالي، فمن غير المرجح أن تنتهي المواجهة الطويلة الأمد بين إيران وإسرائيل.


قالت مجلة الشؤون الخارجية في تحليلها إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الأسابيع الأخيرة شهدت تطورات دراماتيكية أثارت اهتمامًا عالميًا كبيرًا وأعادت تشكيل ديناميات الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مما أثار تساؤلات حول السياسة الأمريكية المستقبلية تجاه الصين.

وأوضح التحليل أن هذه الأحداث أدت إلى اضطراب داخل الحزبين وزادت من حالة عدم اليقين بشأن المسار السياسي للولايات المتحدة. في حال انتخاب كامالا هاريس، يُتوقع أن تستمر السياسة الدولية التي انتهجها بايدن، بينما إذا فاز ترامب، قد يتجه المشهد نحو تحول أكثر انعزالية.

وأشار التحليل إلى أن إدارة ترامب اتبعت سياسة مواجهة صارمة تجاه الصين، حيث اعتبرتها تهديدًا استراتيجيًا ودولة متمردة. بالمقابل، رغم تخفيف الخطاب في إدارة بايدن، فقد تم تعزيز التوجه الاستراتيجي نحو الصين، مع ظهور إجماع ثنائي في واشنطن على أن الصين تمثل التحدي الرئيسي. كما تظهر دعوات متزايدة لتبني استراتيجية شمولية للتعامل مع هذا التحدي.

أضاف التحليل أن الاهتمامات المحلية تؤثر بشكل كبير في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الصين، حيث ركزت سياسة ترامب على المصالح الاقتصادية والأمن القومي، بينما تسعى إدارة بايدن لربط السياسة الخارجية بمصالح الناخبين المحليين، مع التركيز على قضايا مثل التجارة والهجرة.

وأوضح التحليل أن السياسة الأمريكية تجاه الصين تشهد تنوعًا في الاتجاهات الاستراتيجية، حيث تبرز ثلاث مدارس رئيسية في هذا المجال. المدرسة الأولى، "محاربو الحرب الباردة الجدد"، يعتبرون التنافس مع الصين لعبة صفرية ويدعون إلى تبني سياسة قوية لمواجهتها. بينما تعتقد المدرسة الثانية، "مديرو التنافس"، بضرورة إدارة التنافس من خلال استراتيجية توازن تعايشية. أما المدرسة الثالثة، "أنصار المصالحة"، فيعارضون بدء حرب باردة جديدة مع الصين ويركزون على تقليل المخاطر وتعزيز التعاون في القضايا المشتركة.

وأشار إلى أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن السياسة الأمريكية تجاه الصين تتسم بالتنوع والتعقيد، رغم وجود توافق على أن الصين تمثل تحديًا رئيسيًا. وأضاف أن التعامل مع هذا التحدي يتطلب وجود سياسة متوازنة تجمع بين التنافس والتعاون، مع ضرورة الدعم الثنائي لضمان فعالية السياسات.

وفي ختامه، ذكر التحليل أنه من المهم بالنسبة للصين فهم كيفية تأثير هذه الديناميات على السياسة الأمريكية وكيفية التكيف مع السياسات المحتملة للإدارة القادمة.


نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤولين ومحللين قولهم إن الهجمات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل كانت على الأرجح خطوة لحفظ ماء الوجه بدلاً من تصعيد شامل.

وأشارت الصحيفة في تقريرها أن هذه الخطوة قد أتاحت لكل من حزب الله وتل أبيب التراجع عن حافة صراع أوسع.

ووفقًا للتقرير، فإن هذا التصعيد المحدود، الذي يُعتبر الأكبر منذ بدء التبادل الناري بين الطرفين في أكتوبر، سمح لحزب الله بالادعاء بالثأر ولإسرائيل بتعزيز الثقة في جهازها الأمني.

وأضاف أن هذا الرد ورغم أنه لم يكن كافيًا من كلا الجانبين لإزالة التهديدات الإقليمية، فإن الهجمات قد وفرت ارتياحًا نسبيًا في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، قال المحللون للصحيفة إن خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع قد تم تأجيله فقط، وليس تجنبه، وسيظل يعتمد بشكل كبير على تقدم محادثات وقف إطلاق النار في غزة. حتى إذا كان حزب الله يشير إلى الرضا في الوقت الحالي، فإن حليفته إيران لا تزال بطاقة غير متوقعة.

ونقل التقرير عن هاريسون مان، المحلل السابق في وكالة الاستخبارات الدفاعية، قوله: "إذا كانت هذه هي كل ردود حزب الله، فإنها تعكس رغبة الجماعة في تجنب التصعيد مع إسرائيل بأي ثمن".

وأشار التحليل إلى أنه في حين وصف حزب الله هجماته بأنها انتصار، نفت إسرائيل أن صواريخ كاتيوشا ألحقت أضرارًا بالمرافق العسكرية، مؤكدة أن معظم الأسلحة التي أُطلقت من لبنان تم اعتراضها أو سقطت دون ضرر. وأفادت بأن الضحية الوحيدة كانت بحارًا قُتل بشظايا صاروخ مضاد للطائرات.

وذكر مسؤول إسرائيلي للصحيفة أن "الانتظار الذي دام ثلاثة أسابيع لضربات حزب الله المتوقعة، والذي أدى إلى زيادة القلق بين المدنيين على كلا جانبي الحدود، أتاح لإسرائيل أن تكون أفضل استعدادًا".

ووفقًا لمصدر لبناني مقرب من حزب الله، أشار التحليل إلى أن الجماعة ستواصل تقييم نتائج الهجوم، لكنها مستعدة للعودة إلى دورها كـ "جبهة دعم" طالما أن إسرائيل تواصل حربها ضد حماس في غزة.

كما تناول التحليل الدور الأمريكي في التصدي لهجوم حزب الله، حيث لم تشارك واشنطن في الضربات الاستباقية التي نفذتها إسرائيل، لكنها قدمت دعمًا في تتبع النيران القادمة من حزب الله.

واختتم التحليل بالإشارة إلى أن التصعيد الأخير قد يؤجل حربًا إقليمية أوسع، لكنه لم يمنعها بشكل نهائي، ويبقى مستقبل التصعيد مرتبطًا بتقدم محادثات وقف إطلاق النار في غزة.


أشارت مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية في تحليل حديث إلى احتمالية نشوب صراع دموي على السلطة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وبحسب التحليل، فإن وفاة إبراهيم رئيسي فتحت الباب أمام مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى، ليصبح مرشحًا بارزًا لخلافة والده. مجتبى، الذي يشغل رسميًا منصب معلم في مدرسة دينية، يعد فعليًا المدير الفعلي لمكتب والده، ويعزز موقعه عبر علاقاته الوثيقة مع الحرس الثوري الإيراني والأجهزة الأمنية.

مع ذلك، أشار التحليل إلى أن هذا الدعم قد لا يكون كافيًا لضمان خلافة مجتبى لوالده. ففي النظام الإيراني، يعتبر المرشد الأعلى السلطة المطلقة، حيث يشرف على القوات المسلحة، ويتمتع بسلطة نقض السياسات التشريعية والتنفيذية، إضافة إلى سيطرته على جزء كبير من ثروة البلاد.

وزعم أن القائد الجديد للجمهورية الإيرانية سيواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك احتمالية إقصاء كبار المسؤولين الموالين لسلفه، مما قد يؤدي إلى تصاعد الصراعات الداخلية.

سلط التحليل الضوء على أن صعود علي خامنئي إلى السلطة عام 1989 بعد وفاة آية الله الخميني، بفضل دعم نجل الخميني أحمد، يبرز كيف أن نجاح مجتبى خامنئي في توطيد سلطته سيكون حاسمًا لضمان استمراره في مواجهة التحديات المحتملة.

ورأى التحليل أن مجتبى يواجه منافسة قوية من داخل النظام، خاصة من كبار آيات الله الذين يعتبرون أن الخلافة الوراثية قد تقوض شرعية النظام الذي بني على مبدأ إنهاء الملكية الوراثية. 

وأضاف التحليل أن الإصلاحيين في إيران، الذين يحظون بدعم غربي نتيجة خطابهم المعتدل، قد يسعون لطرح مرشح منافس. إلا أن خامنئي نجح في تهميش أبرز شخصيات هذا التيار، مثل محمد خاتمي وحسن روحاني، مما يقلل من فرص نجاحهم.

وأشار التحليل إلى أن صادق لاريجاني، رئيس القضاء السابق والمحافظ البارز، قد يكون أحد المرشحين لمواجهة مجتبى. لكن لاريجاني تعرض لتهميش متعمد من قبل خامنئي وإبراهيم رئيسي، مما يعقد فرصه في الخلافة.

لافتا إلى أنه حتى الآن، لم يعطِ خامنئي أي إشارة واضحة بشأن خليفته، مما يزيد من غموض مستقبل القيادة في إيران.

ورجح التحليل في ختامه إلى أنه مع تقدم خامنئي في السن، يتوقع أن يشتد الصراع على الخلافة. ورغم أن مجتبى يبدو المرشح الأوفر حظًا، إلا أن مستقبله يبقى غير مؤكد.


قال تحليل لرئيس مكتب فريدريش إيبرت في اليمن، قسطنطين غروند، إنه في ظل تزايد الفوضى التي تسببها مليشيا الحوثيين في اليمن، يصبح من الضروري إعادة تحديد الخطوط الحمراء لضمان استجابة سياسية فعالة.

ووفقا للتحليل، فإن شمال غرب اليمن، الذي تسيطر عليه جماعة الحوثيين، يشهد تصعيداً خطيراً في عمليات اختطاف العاملين المحليين في المنظمات الدولية والإغاثية.

وأضاف التحليل أن التصعيد الحوثي يأتي في إطار سلسلة من التصعيدات تشمل استهداف الملاحة البحرية، وشن هجمات على دول الجوار، وتعطيل جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة اليمنية. 

كما أوضح التحليل أن الحوثيين يظهرون نمطاً متكرراً من الاستفزاز والاعتداء على المدنيين والمؤسسات الدولية، بما في ذلك تفكيك مؤسسات الدولة، واعتقال النشطاء والصحفيين، وفرض ضرائب باهظة على المواطنين، مما أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع الاقتصادية والإنسانية.

وذكر التحليل أن الاستجابة الدولية، رغم تصعيد الحوثيين المستمر، ما زالت حذرة ومترددة. فقد أدانت الدول الغربية تصرفات الحوثيين وحذرت من عواقبها، لكن لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة لردعهم. مشيرا إلى أن هذا التردد الدولي يعزى إلى مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وزيادة نفوذ إيران في المنطقة، فضلاً عن انشغال المجتمع الدولي بأزمات أخرى مثل الحرب في أوكرانيا، مما قلل من الاهتمام بالأزمة اليمنية.

قال التحليل أيضاً إنه قد لا يكون مفاجئاً أن نشهد حلاً ثنائياً أو حتى متعدد الدول في المستقبل القريب دون تدخل من الأمم المتحدة، حيث دعمت السياسة الدولية المهادنة تجاه الحوثيين هذا الاتجاه على مر السنوات.

وأشار التحليل إلى أن تصعيد الحوثيين يشكل تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار في المنطقة، ويؤثر سلباً على جهود الإغاثة الإنسانية، ويعقد مسار الحل السياسي، ويقوض الثقة في المجتمع الدولي.

وأكد التحليل أن الوضع في اليمن يتطلب استجابة دولية حازمة وشاملة، تشمل زيادة الضغط على الحوثيين من خلال فرض عقوبات اقتصادية، وتقديم دعم عسكري للقوات الحكومية، وتعزيز الدور الأممي عبر تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة. كما شدد التحليل على أهمية تشجيع الأطراف اليمنية على الحوار وتنظيم مؤتمرات وطنية للتوصل إلى حل سلمي.

وطالب غروند في ختام تحليله، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب اليمني والعمل على إيجاد حل عادل ودائم للأزمة، لتجنب المزيد من التدهور والانقسام وتفاقم المعاناة الإنسانية.


أكد خبراء لرويترز يوم الأربعاء أن تكلفة التأمين على السفن التي تعبر البحر الأحمر قد تضاعفت تقريبًا بعد هجوم الحوثيين على ناقلة "سونيون"، التي يُعتقد أنها تتسرب منها النفط، مما أثار مخاوف بيئية حول هذا الممر التجاري الحيوي.

وذكرت مصادر في قطاع التأمين، تحدثت للوكالة بشرط عدم الكشف عن هويتها، أن أقساط التأمين الإضافية ضد مخاطر الحرب ارتفعت إلى 0.75% من قيمة السفينة مقارنةً بـ 0.4% قبل الهجوم، مع العلم أنها بلغت 1% في فبراير الماضي. 

وأوضحت المصادر أن هذا الارتفاع في التكلفة قد يصل إلى مئات الآلاف من الدولارات لرحلة واحدة عبر المنطقة، بينما شهدت السفن المملوكة للصين انخفاضًا في أسعار التأمين بنسبة تصل إلى 50% منذ فبراير، بسبب تراجع مخاطر استهدافها.

وأضافت المصادر للوكالة أن بعض شركات التأمين توقفت عن تقديم تغطية للسفن التي تمر عبر المنطقة نظرًا للمخاطر المحتملة من غرق الناقلة.

وفي سياق متصل، أشار تقرير رويترز إلى أن مسؤولًا في بعثة أسبيدس البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي أكد أن رسالة أرسلت يوم الأربعاء إلى مراكز تنسيق الإنقاذ البحري كانت تقيم "جدوى التدابير الوقائية" مثل قطر السفينة "سونيون". وذكرت الرسالة أن "هذا الوضع يشكل تهديدًا خطيرًا ووشيكًا للتلوث الإقليمي، حيث تكون الدول الساحلية الأكثر عرضة للخطر".

وأفاد مصدر أمني بحري للوكالة بأن النيران اشتعلت على متن الناقلة يوم الأربعاء، التي كانت تحمل مليون برميل من النفط الخام. وأضاف مدير شركة "سونيون" في تصريح للوكالة أن "شركة دلتا تانكرز تبذل كل ما في وسعها لنقل السفينة وحمولتها"، مؤكدًا أن "لأسباب أمنية، لسنا في وضع يسمح لنا بالتعليق أكثر من ذلك".

كما نقلت رويترز عن مصدر حوثي قوله إن "السفينة تحترق، مما يعني أنه لن يكون هناك تسرب أو تلوث في البحر".

وفي ختام تقريرها، أشارت رويترز إلى تقرير أممي سابق حذر من أن تسربًا نفطيًا كبيرًا قد يدمر مجتمعات الصيد على ساحل اليمن في البحر الأحمر، حيث يعتمد نصف مليون يمني على هذه الصناعة. وأشار التقرير إلى أن "مجتمعات بأكملها سوف تتعرض للسموم التي تهدد الحياة".


في تحليل نشرته مؤسسة Project Syndicate، أشار ريتشارد هاس، مدير تخطيط السياسات السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إلى ظهور نوع جديد وأكثر خطورة من الانتشار النووي، يمكن تسميته بالانتشار العمودي.

ويشير الانتشار النووي العمودي إلى زيادة عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها دولة معينة. ويركز هذا الانتشار على تعزيز وتحديث الترسانات النووية القائمة.

وأوضح التحليل أن القوى النووية الحالية، ولا سيما الصين، إلى جانب روسيا والولايات المتحدة، تسعى جاهدة لتحديث ترساناتها النووية، مما يتيح لها التصرف بحرية أكبر في تحقيق مصالحها الجيوسياسية.

وأشار التحليل إلى أن الولايات المتحدة تواجه تحديات كبيرة في ظل تصاعد الانتشار النووي العمودي. وتعيد واشنطن تقييم استراتيجيتها النووية في ظل مواجهة ثلاثة خصوم نوويين قد يتحدون لتشكيل جبهة موحدة، مما قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي غير منظم.

وفيما يتعلق بالانتشار النووي التقليدي أو "الأفقي"، يركز التحليل على أن هذا النوع يتمثل في انتشار الأسلحة النووية بين الدول، مع إبراز التهديد الإيراني كمحور رئيسي. إذ قد يؤدي حصول إيران على أسلحة نووية إلى سباق تسلح إقليمي وزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط.

كما أشار التحليل إلى أن الصين تسعى لمجاراة الولايات المتحدة وروسيا في القدرات النووية، وتعمل بسرعة على توسيع ترسانتها بهدف ردع الولايات المتحدة عن التدخل في أزمة محتملة حول تايوان، دون أن تبدي استعدادًا للمشاركة في محادثات الحد من التسلح.

وتناول التحليل أيضًا تطور برنامج كوريا الشمالية النووي، رغم العقوبات والدبلوماسية، حيث يُعتقد أنها تمتلك الآن أكثر من 50 رأسًا نوويًا. وزاد القلق الدولي بسبب دعم الصين وروسيا لكوريا الشمالية، مما قد يؤدي إلى سباق تسلح نووي في شرق آسيا.

كما تطرق التحليل إلى معاهدة "ستارت" الجديدة التي تحد من عدد الرؤوس الحربية بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي قد تكون مهددة. حيث قد ترفض روسيا تمديد المعاهدة بسبب اعتمادها المتزايد على ترسانتها النووية في ضوء أدائها العسكري في أوكرانيا، أو قد تستخدمها كورقة ضغط للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة.

وفي الختام، نبه الكاتب في تحليله إلى أن العالم يواجه اليوم، بعد انتهاء الحرب الباردة، سباقات تسلح نووية جديدة وتحديات جيوسياسية معقدة في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا. تتطلب هذه التحديات إدارة فعالة للمخاطر من قبل القادة العالميين لضمان الاستقرار وتجنب كارثة نووية محتملة.


- مركز سوث24 للأخبار والدراسات. 

التوترات الجيوسياسيةإسرائيلحزب اللهالانتخابات الرئاسية الأمريكيةالأزمة اليمنيةالأمن البحريالانتشار النووي العمودي